• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

حرية التعبير

بواسطة ســـاره طـــلال 03-01-2015 11:33 مساءً 1178 زيارات
صوت المدينة / طيبة حسين

تنتابنا أفكار ومشاعر مختلطة وأحيانا متباينة فنحتاج إلى إخراجها لمشاركة الأخرين بها نصحاً أو تأييداً أو استنكاراً , وهذا ما يسمى ب ( حرية التعبير ) .

فالتعبير هو إخراج ما في النفس من مشاعر وأحاسيس أو أفكار ومعتقدات بالكلام أو الكتابة مع ملاحظة الأثر على الأخرين في تعديل السلوك ، وللتعبير حرية تكاد لا تستساغ عند البعض ، والآخر يرفضها لمجرد أنها صدرت من فرد معين أو طائفة معينة أو جماعة ولكي يكون كلامنا سليم فلابد من عرضه على منهج ديننا الحنيف الذي جاء به محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .

ديننا العظيم يؤيد كل خير ويشجع كل معروف ولا ينكر من حرية التعبير إلا ما كان مخالفا للكتاب المعظم والسنة المشرفة : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).

إذن حرية التعبير محمودة ومقيدة في وقت واحد ، مقيدة بالموافقة للشرع الحكيم ثم ما توافق مع العادات والتقاليد ، وكلاهما يسيران جنبا إلى جنب ، فالعادات والتقاليد لا تخرج عن دائرته ، ولا تنبذ سلامة عقيدته ، وفهم أنظمته وأحكامه .

ولحرية التعبير آثارها الإيجابية في الحفاظ على هوية المسلم مع مواكبة الحضارة النافعة والتطور الفكري وبقاء السيادة لأمة محمد عليه السلام .

وأما آثارها السلبية فلا تعد ولا تحصى ففهم البعض أن من حرية التعبير أن ينزل على الأخرين قذائف السب والشتم ، وكأنه بذلك نسي أو تناسى هدي محمد عليه الصلاة والسلام أنه لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، وبعضهم فهمها الدخول في النيات والتعمق بأسرار القلوب ، وتفتيش الخبايا والحكم عليها لشهوة نفس أو نصرة لطائفة ما ، وآخر فهمها التجريح بالعلماء والطعن بالحكام ، وأشد من ذلك من ظن أن من حرية التعبير التطاول في رد ما جاء في القرآن الكريم أو ورد في السنة المطهرة وكأنه طال فهما لم يفهمه أحد ممن سبقه ولا من لحقه ، وتجاوز الأمر حده عندما فهم بعضهم حرية التعبير هي التعدي على الذات الإلهية ، أو الأنبياء ، أو الكتب السماوية ، وهنا لابد من وقفة ، ووقفة صارمة أيضا بالمراجعة والمناصحة فإن لم يكن فبالتعزير .

ما بالهم وكأنهم نسوا أو تناسوا عظمة دينهم بكتابه وسنته وعلمائه النابهين ، من يتمسك بدينه اطلقوا علية المسميات المختلفة المتباينة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، مع أن هناك فرق بين السماء والأرض وبين المسلم الحق المحب للسلام والأمن وبين تلك التسميات ، وبظلها انقسمت المجتمعات الإسلامية إلى طوائف ، وفرق ، وتحزبت ونادوا جميعهم بحرية التعبير وماذا بعد كل ما سبق ؟ ماذا ننتظر ؟ ننتظر عودة صادقة إلى ديننا العظيم القائم على مبدأ : (عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم . )

وعلى منهج : (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ( رواه مسلم

ما الحل بعد هذا كله .. ؟

رجعة إلى عرض أقوالنا وأفعالنا على الدين الحنيف مسترشدين بهدي الكتاب والسنة واجتهاد العلماء المخلصين والمفكرين الناصحين .

رجعة لقهر شهوة النفس وعدم طلب الثأر لها , فما كان موافقا للدين قبلناه وما رفضه رفضناه .

إن لم نستطع إصلاح الأخرين , فلننشغل بإصلاح ذواتنا ، والتماس الهدى لها بدون تأخير أو تسويف .

نحن في زمن امتلاء بالفتن والشهوات ، فتركها والابتعاد عنها أسلم طريق , ولنكن قدوة صالحة في الأقوال والأفعال ، ولنحتسب الأجر ، ولا نغفل عن الدعاء للنفس ولكل من حولنا ولأمة محمد من أهل السنة والجماعة بالهدى والصلاح .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر