إنا برآء مما تعرضون
صوت المدينة - خالد القليطي
لم يعد ذلك الجدل القديم حول جواز ما يقدم من عدمه أو تخصيص شهر رمضان المبارك موسماً لعرض البرامج بمختلف توجهاتها، وبات واقعاً يتعايش معه المتلقي دون إختيار، أملاً بمشاهدة مادة تضيف له قيمة الوقت الذي سلب منه، إلا انه وبكل أسف خسر كل آماله في أن يجد ضالته.
ففي كل عام تسخر الميزانيات الضخمة التي تهدر وللاسف في حاوية بلا فائدة، بمحتوى سخيف وهابط لا يرتقي لذائقة المتلقي - الذي أصبح منفتح على العالم ويملك فكراً يجعله يٌعرض عن كل بضاعة كاسدة، لا تلبي أدنى مستوى من المعرفة أو الترفيه أو الإثارة.
لا ادري كيف يفكر القائمون على إنتاج تلك البرامج، ولماذا كل هذا الاصرار والفهم القاصر لمجتمعنا، وإيمانهم بأن سلعتهم رابحة، وفي واقع الحال نجد عزوف كبير بل تعدى ذلك الى التندر والسخط من كل ما يعرض في الشاشات.
وفي نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل أهمية الدراما ودورها الكبير في نقل ثقافة الشعوب، وهو ما تعمل به الكثير من الدول، وجعلها قوة ناعمة تغزو بها البلدان المستهدفة، فالجيش الأمريكي بات في الأذهان قوة لا تقهر، والياباني والكوري يبرز براعته في التكنولوجيا، والتركي يروج للسياحة والتاريخ، وعالمنا العربي للأسف الشديد لا زال يتفنن في جلد الذات، والتهكم في اللهجات والعادات النبيلة وإبراز ما لا يتصل بواقع مجتمعنا اليوم.
ولم يقتصر ذلك الوباء على المسلسلات فحسب، بل نجد في البرامج الحوارية تكرار ممل للضيوف، وكأن البلاد خالية من الشباب المبدع الذي يستحق تسليط الأضواء عليه ليكون نبراس لأقرانه، وإن وجدت تلك المساحة فهي من نصيب مشاهير اليوم وما يحملونه من تفاهات تورد النشء موارد الجهل.
إن لم يكن هناك جديد هادف ارجعوا لنا القديم المتأصل، من مسابقات نوعية ودروس علمية ووثائقي يثري عقول أوشكت على الرحيل نحو ثقافات أخرى وجدوا فيها مبتغاهم.
فنحن أمة تستحق أن تفخر بماضيها وإرثها العظيم، وحاضرها المزدهر دون العديد من دول العالم، فلتكن رسالة الإعلام منارة استشراف لمستقبلنا لا معول هدم لأجيالنا وتصوير ظالم مشوه لمن يبحث عن حقيقتنا.
لم يعد ذلك الجدل القديم حول جواز ما يقدم من عدمه أو تخصيص شهر رمضان المبارك موسماً لعرض البرامج بمختلف توجهاتها، وبات واقعاً يتعايش معه المتلقي دون إختيار، أملاً بمشاهدة مادة تضيف له قيمة الوقت الذي سلب منه، إلا انه وبكل أسف خسر كل آماله في أن يجد ضالته.
ففي كل عام تسخر الميزانيات الضخمة التي تهدر وللاسف في حاوية بلا فائدة، بمحتوى سخيف وهابط لا يرتقي لذائقة المتلقي - الذي أصبح منفتح على العالم ويملك فكراً يجعله يٌعرض عن كل بضاعة كاسدة، لا تلبي أدنى مستوى من المعرفة أو الترفيه أو الإثارة.
لا ادري كيف يفكر القائمون على إنتاج تلك البرامج، ولماذا كل هذا الاصرار والفهم القاصر لمجتمعنا، وإيمانهم بأن سلعتهم رابحة، وفي واقع الحال نجد عزوف كبير بل تعدى ذلك الى التندر والسخط من كل ما يعرض في الشاشات.
وفي نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل أهمية الدراما ودورها الكبير في نقل ثقافة الشعوب، وهو ما تعمل به الكثير من الدول، وجعلها قوة ناعمة تغزو بها البلدان المستهدفة، فالجيش الأمريكي بات في الأذهان قوة لا تقهر، والياباني والكوري يبرز براعته في التكنولوجيا، والتركي يروج للسياحة والتاريخ، وعالمنا العربي للأسف الشديد لا زال يتفنن في جلد الذات، والتهكم في اللهجات والعادات النبيلة وإبراز ما لا يتصل بواقع مجتمعنا اليوم.
ولم يقتصر ذلك الوباء على المسلسلات فحسب، بل نجد في البرامج الحوارية تكرار ممل للضيوف، وكأن البلاد خالية من الشباب المبدع الذي يستحق تسليط الأضواء عليه ليكون نبراس لأقرانه، وإن وجدت تلك المساحة فهي من نصيب مشاهير اليوم وما يحملونه من تفاهات تورد النشء موارد الجهل.
إن لم يكن هناك جديد هادف ارجعوا لنا القديم المتأصل، من مسابقات نوعية ودروس علمية ووثائقي يثري عقول أوشكت على الرحيل نحو ثقافات أخرى وجدوا فيها مبتغاهم.
فنحن أمة تستحق أن تفخر بماضيها وإرثها العظيم، وحاضرها المزدهر دون العديد من دول العالم، فلتكن رسالة الإعلام منارة استشراف لمستقبلنا لا معول هدم لأجيالنا وتصوير ظالم مشوه لمن يبحث عن حقيقتنا.