ماذا فعلت بنا أيتها الكورونا؟؟

صوت المدينة - نعمة عيسى


عطلت مسيرة الدول بخبث انتشارك وأثرت الرعب في نفوس البشرية بسوء انتقالك وفتكت بألاف البشر بشر انتقامك، أضحت أحياءنا فارغة يعمها الهدوء القاتل وكأنها اشبه بفيلم رعب لمخلوقات فضائية من ضرب الخيال. بل وأقفلت علينا بسببك أعظم الدور التي كنا نشعر بالسلام بين جنباتها.

أيحق لي بعد كل هذا أن أهاجمك أم أدعوا لك؟!!
فقد كنت سبباً لإشعال ضوء قد أطفئته عولمة الحياة، فأصبحت أرى جمال ملامح من حولي:
أمي وأبي
أختي وأخي
زوجي وأبنائي
أصدقائي وجيراني
بل جعلتني أرى جمال كتابه واستشعار بركاته "وهذا كتاب أنزلنه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون"
وتحصنت بأسماء ربي وصفاته فمعانيها تسري في عروقي لتكون وقاية من عدوانك.
أكتب لك وقلبي يعتصر ألماً وعيناي تذرف الدمع لسوء ما أوصلتنا إليه، ولكن روحي تشع أملاَ وسعادة بأن الذي أذن لك هذا الانتشار هو وحده القادر على إيقافك. فكل وخزة إبرة تحمل معها مضاد يحرق ويؤلم لكنه الشفاء من الأدواء ولعلك ذلك الوخز المؤلم لتفيق أنفسنا التي انهكتها العلل وأسكن فيها طول الأمل.
أنت رسالة منه سبحانه لإعادة نظرنا في معاني الحياة التي من أجلها أوجدنا على هذا الكوكب (الكرة الأرضية)
فشكراً لك أيتها الكورونا وأرجوا من الله أن يسخرك لحمل كل شر يحيط بنا وترحلي عنا ونحن بسلام.