نشر الغسيل
صوت المدينة - فوزية الشيخي
قبل عدة سنوات كانت لنا جارة عجوز، كانت هوايتها مراقبة الناس وفضح أسرارهم من خلال وقوفها وراء نافذة منزلها، كانت تفعل ذلك طوال الوقت، تراقب كل شيء وكل شخص، وتحب معرفة ما حولها بالتفصيل، اتخذت نافذتها مرصد لها ترصد من خلاله تحركات ساكني ذلك الحي، وظلت هكذا حتى اليوم. فأمثال تلك العجوز موجودين في كل مكان حولنا، في الشارع، في مكان العمل، وفي كل مكان ممكن أن نتواجد به.
إنه الفضول الذي يكاد يكون غريزة، أو هواية عند بعض الناس الذين يحبون مراقبة الآخرين، والتوغل في أسرار منازلهم، وفي تفاصيل حياتهم وشؤونهم لأسباب مرَضية كثيرة، منها عقدة النقص، أو الحسد؛ إذ يتوهم هؤلاء أن الآخرين أفضل منهم، فيسعون إلى معرفة أسرارهم، علّهم يحصلون منهم على أشياء يفتقدون إليها في حياتهم.
فهؤلاء نستغرب حالهم وتفكيرهم ورؤيتهم الضيقة والمحدودة للحياة. فالبعض للأسف لا يستطيع أن يرى أبعد من أنفه، ويستحيل عليه أن يُشغِل عقله، ويستغل طاقاته بشيء يفيده ويفيد غيره، ليس له عمل سوى أن يجلس ويراقب فلانا ويتربص بعلان، همه أن يكشف أسرار غيره وما يخفيه.
التلصص سمة موجودة في أشخاص كُثر، حيث يرون أن معرفة الأخبار تشعرهم بوجودهم اجتماعيًا، فهم يجدون أنفسهم في مُراقبة من لا يستحق، ومن لا تستمد منه أي فائدة مرجوة لهم، إنها قمة المهزلة والتفاهة.
هم لا يعلمون أن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، فنحن نشاهد هذه العادة السيئة مع الأسف منتشرة في كثير من المجتمعات. ولا يستحق من راقب الناس أن يموت فقط همًا، وإنما أيضًا نكدًا وغمًا.
لو أبصر المرء عيوب نفسه لأنشغل بها عن عيوب الناس؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولًا، لذلك من الأفضل الانشغال بالنفس، بإصلاحها، وبتصحيح أخطاؤها وتطويرها نحو الأفضل.
فلو أن كل شخص أنشغل بأنفسه عن الجميع لوجدتنا أفضل حالًا، وأكثر إنجازًا وأكثر هدوءً وتصالحًا مع النفس، ومع الله سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
قال الشاعر:
"المرء إن كان عاقلاً ورعًا أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه".
قبل عدة سنوات كانت لنا جارة عجوز، كانت هوايتها مراقبة الناس وفضح أسرارهم من خلال وقوفها وراء نافذة منزلها، كانت تفعل ذلك طوال الوقت، تراقب كل شيء وكل شخص، وتحب معرفة ما حولها بالتفصيل، اتخذت نافذتها مرصد لها ترصد من خلاله تحركات ساكني ذلك الحي، وظلت هكذا حتى اليوم. فأمثال تلك العجوز موجودين في كل مكان حولنا، في الشارع، في مكان العمل، وفي كل مكان ممكن أن نتواجد به.
إنه الفضول الذي يكاد يكون غريزة، أو هواية عند بعض الناس الذين يحبون مراقبة الآخرين، والتوغل في أسرار منازلهم، وفي تفاصيل حياتهم وشؤونهم لأسباب مرَضية كثيرة، منها عقدة النقص، أو الحسد؛ إذ يتوهم هؤلاء أن الآخرين أفضل منهم، فيسعون إلى معرفة أسرارهم، علّهم يحصلون منهم على أشياء يفتقدون إليها في حياتهم.
فهؤلاء نستغرب حالهم وتفكيرهم ورؤيتهم الضيقة والمحدودة للحياة. فالبعض للأسف لا يستطيع أن يرى أبعد من أنفه، ويستحيل عليه أن يُشغِل عقله، ويستغل طاقاته بشيء يفيده ويفيد غيره، ليس له عمل سوى أن يجلس ويراقب فلانا ويتربص بعلان، همه أن يكشف أسرار غيره وما يخفيه.
التلصص سمة موجودة في أشخاص كُثر، حيث يرون أن معرفة الأخبار تشعرهم بوجودهم اجتماعيًا، فهم يجدون أنفسهم في مُراقبة من لا يستحق، ومن لا تستمد منه أي فائدة مرجوة لهم، إنها قمة المهزلة والتفاهة.
هم لا يعلمون أن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، فنحن نشاهد هذه العادة السيئة مع الأسف منتشرة في كثير من المجتمعات. ولا يستحق من راقب الناس أن يموت فقط همًا، وإنما أيضًا نكدًا وغمًا.
لو أبصر المرء عيوب نفسه لأنشغل بها عن عيوب الناس؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولًا، لذلك من الأفضل الانشغال بالنفس، بإصلاحها، وبتصحيح أخطاؤها وتطويرها نحو الأفضل.
فلو أن كل شخص أنشغل بأنفسه عن الجميع لوجدتنا أفضل حالًا، وأكثر إنجازًا وأكثر هدوءً وتصالحًا مع النفس، ومع الله سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
قال الشاعر:
"المرء إن كان عاقلاً ورعًا أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه".