وميض
صوت المدينة - فوزية الشيخي
منذ أن كان غصني أخضراً تقاذفتني رياح وأعاصير المِحن، وألقت بي في جرف ومنحدر، واعتصرتني الصعاب حتى أنهكت جسدي اليافع حينها، ومع مرور كل تلك السنوات وهانا شارفت على الأربعين، لا زالت تلك المحن تطاردني وتغزو كل أيامي.
أستندت يوماً على جدارٍ متهالك؛ علَّني أرتاح من الركض المتواصل الذي كنت أركضه مبتعدة عن كل تلك الأهوال التي تلاحقني، ولكن ما لبث ذلك الجدار إلا أن أنهار بي وأوقعني أرضاً، ملحقاً بي عدة أضرار نفسية وجسدية، وبعض الخدوش التي يطول شفاها، ولكن حاولت جاهدة أن أعتلي تلك الأنقاض المتساقطة؛ علَّي أُبعد كل بقايا الجدار المنقّض وأن أقف من جديد وأواصل الركض، لعلَّي أحظَ بفرصة الابتعاد عما يطاردني، على الرغم من كل كسوري تلك وخدوشي، إلا أنني استطعت الركض مرة أخرى، ولكن بقوى خائرة ومنهارة، وخطوات متثاقلة للغاية، ولكن لم أستسلم وواصلت ركضي وأنا ألهث وبنفسٍ متقطّع، ولكن أيضاً لم أستسلم، صادفت أثناء ركضي الكثير من العراقيل، تخطيت بعضها واصطدمت ببعضها الآخر، وصلت لمرحلة التلاشي ولكنّي أبيت على نفسي إلا أن أقاوم وأصمد وأكمل ما بدأته، لم أعر تلك العراقيل اهتمامي بل شعرت أنها كانت دافع لي لأن أستمر وأستمر، على الرغم من كل ما عانيته.
وأنا أركض خُيّل لي أنني أرى ضوء خافت ينبعث من بعيد، ضوء يكاد ألا يُرى، وميضٌ بعيد جداً ولكنني كنت أراه، وكنت وكأنني أتلمّسه بروحي المثقلة يربت عليّ بتحنان، ويمدني بأمل متجدد، ويحثني على الصمود وعدم الاستسلام، كأنه يحدّثني عن عاقبة الصبر الجميل هذا هو الأمل بالله الذي لا يخبوا أبداً.
كم يواجه الناس في حياتهم الكثير من المواقف المؤلمة والظروف الصعبة، والكثير من الأحداث التي تتسبّب بصدمة لهم، وقد تفقد الشخص قدرته على الإستمرار، إلا أن ردود أفعال الناس تختلف، واستجابتهم للمواقف تختلف أيضاً، وفي كل الأحوال لا بد من مواجهة الحياة، والتغلّب على صعابها، وعدم التوقّف عند نقطةٍ معينة، والبدء من جديد في كل مرة يتعرض فيها الشخص لمواقف الحياة الصعبة.
يفترض من الإنسان أن يتقبّل الظروف التي ليس بمقدوره تغييرها، وأن يتعايش معها، وألَّا يستسلم لها، وإنّما عليه أن يركّز مجهوده على ما يمكنه تغييره، وما يمكن القيام به.
قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
لذلك علينا أن نعيشها بكل هدوءٍ واطمئنان ونسلّم كل مقاليد أمورنا إلى رب الكون، وننظر للجانب الإيجابي في حياتنا، وأن نركّز على ما يسعد سرائرنا، ونتجاهل تماماً ما يضايقنا ولا ندع لها فرصة بأن تتسلل إلى أرواحنا. مهما عايشنا من صعوبات هناك أبواب للفرج دائماً ما أن يُغلق باب يفتح الله لك خيراً منه؛ فالباب الموصد يعلّمك درس، والباب الذي تفتحه تجد خلفه اختبار عمر بأكمله.
لذلك لن أتوقف يوماً ولن أستسلم لمعارك الحياة التي لا زالت تغزوني كل حين.
منذ أن كان غصني أخضراً تقاذفتني رياح وأعاصير المِحن، وألقت بي في جرف ومنحدر، واعتصرتني الصعاب حتى أنهكت جسدي اليافع حينها، ومع مرور كل تلك السنوات وهانا شارفت على الأربعين، لا زالت تلك المحن تطاردني وتغزو كل أيامي.
أستندت يوماً على جدارٍ متهالك؛ علَّني أرتاح من الركض المتواصل الذي كنت أركضه مبتعدة عن كل تلك الأهوال التي تلاحقني، ولكن ما لبث ذلك الجدار إلا أن أنهار بي وأوقعني أرضاً، ملحقاً بي عدة أضرار نفسية وجسدية، وبعض الخدوش التي يطول شفاها، ولكن حاولت جاهدة أن أعتلي تلك الأنقاض المتساقطة؛ علَّي أُبعد كل بقايا الجدار المنقّض وأن أقف من جديد وأواصل الركض، لعلَّي أحظَ بفرصة الابتعاد عما يطاردني، على الرغم من كل كسوري تلك وخدوشي، إلا أنني استطعت الركض مرة أخرى، ولكن بقوى خائرة ومنهارة، وخطوات متثاقلة للغاية، ولكن لم أستسلم وواصلت ركضي وأنا ألهث وبنفسٍ متقطّع، ولكن أيضاً لم أستسلم، صادفت أثناء ركضي الكثير من العراقيل، تخطيت بعضها واصطدمت ببعضها الآخر، وصلت لمرحلة التلاشي ولكنّي أبيت على نفسي إلا أن أقاوم وأصمد وأكمل ما بدأته، لم أعر تلك العراقيل اهتمامي بل شعرت أنها كانت دافع لي لأن أستمر وأستمر، على الرغم من كل ما عانيته.
وأنا أركض خُيّل لي أنني أرى ضوء خافت ينبعث من بعيد، ضوء يكاد ألا يُرى، وميضٌ بعيد جداً ولكنني كنت أراه، وكنت وكأنني أتلمّسه بروحي المثقلة يربت عليّ بتحنان، ويمدني بأمل متجدد، ويحثني على الصمود وعدم الاستسلام، كأنه يحدّثني عن عاقبة الصبر الجميل هذا هو الأمل بالله الذي لا يخبوا أبداً.
كم يواجه الناس في حياتهم الكثير من المواقف المؤلمة والظروف الصعبة، والكثير من الأحداث التي تتسبّب بصدمة لهم، وقد تفقد الشخص قدرته على الإستمرار، إلا أن ردود أفعال الناس تختلف، واستجابتهم للمواقف تختلف أيضاً، وفي كل الأحوال لا بد من مواجهة الحياة، والتغلّب على صعابها، وعدم التوقّف عند نقطةٍ معينة، والبدء من جديد في كل مرة يتعرض فيها الشخص لمواقف الحياة الصعبة.
يفترض من الإنسان أن يتقبّل الظروف التي ليس بمقدوره تغييرها، وأن يتعايش معها، وألَّا يستسلم لها، وإنّما عليه أن يركّز مجهوده على ما يمكنه تغييره، وما يمكن القيام به.
قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
لذلك علينا أن نعيشها بكل هدوءٍ واطمئنان ونسلّم كل مقاليد أمورنا إلى رب الكون، وننظر للجانب الإيجابي في حياتنا، وأن نركّز على ما يسعد سرائرنا، ونتجاهل تماماً ما يضايقنا ولا ندع لها فرصة بأن تتسلل إلى أرواحنا. مهما عايشنا من صعوبات هناك أبواب للفرج دائماً ما أن يُغلق باب يفتح الله لك خيراً منه؛ فالباب الموصد يعلّمك درس، والباب الذي تفتحه تجد خلفه اختبار عمر بأكمله.
لذلك لن أتوقف يوماً ولن أستسلم لمعارك الحياة التي لا زالت تغزوني كل حين.
ماشاء الله.