لحبك أثر كالنقش على الحجر
23 سبتمبر 2019 - اليوم الوطني 89
صوت المدينة - غدير الشريف
لحبك أثر كالنقش على الحجر
أبنتي ذات الأثنى عشر عاماً
قبل أن تخلد للنوم
قالت لي بكل جدية
بابا ... علمني كيف أحب وطني ؟
وأكملت قائلة
لعلمك فقط أنا قد أشتركت في احتفالات اليوم الوطني في مدرستي ، سأغني للوطن فوق هام السحب وسأرقص كذلك على أنغام يابلادي واصلي، كما أني يوميا أنشد النشيد الوطني عقب الإذاعة المدرسة بعلو صوتي حتى أن حلقي يؤلمني مرات من قوة صراخي ولكني أريده أن يشعر بأنها له من كل قلبي وبكل مشاعري .
كما أني سألبس خصيصاً له فستاني الأخضر وسألوح بكل ما أملك من قوة بالعلم في أثناء الإحتفال، وسألون وجهي بالأبيض والأخضر كذلك.
فأنا أحبه حقاً وأريده أن يعلم!
أخبرني يا أبي هل هذا كافِ؟
ضحكت لبراءة طرحتها وقلت : الحب ياصغيرتي ليس بالصراخ ولا بالرقص ليس بالأقوال بل بالأفعال ، الحب تضحية وإنجاز سعي حتى النجاح .
دعيني أسألك في البداية : ماهو الوطن؟
قالت بثقة : الوطن بيتنا الكبير أمننا وأماننا .
قلت ماذا أن قلت لكي بأنك على حق وأزيد على قولك: هو حضن الأم الدافئ قد نغيب عنه وننشغل ولكنه يبقى فارداً ذراعية مبتسماً منتظرنا عندما نعود .
الوطن حد والحد يا ابنتي ليس خط نرسمه على الخريطة لا الموضوع أكبر فحدوده نرسمها بدمائنا بأيدينا وبأفواهنا بعقولنا وبأفكارنا بدفاعنا عنه ضد المتربصين في كل وقت ومكان وحين.
حد الوطن عزتة وكبريائة رفعت مكانتة وعظمة قدره نراة عاليا ولا يعلو علية شامخاً كشموخ جبالة أبياً صامداً كصمود رجالة الساهرين على حمايته في جنوبة وشمالة شرقة وغربة .
متى ما أستشعرتي عظمة البلد التي تنتمين له زاد يقينك بأنك وأن سخرتي حياتك كلها لخدمته لما رددتي جزء بسيطاً من حقه عليكِ .
بلادنا ياصغيرتي مقصد المسلمين من كل العالم يأتون في جميع المواسم الدينية آمنين مطمئنين ليغادرونا راضيين مرضيين ، فنحن بلا فخر وجهة الخير والداعم الأكبر لكل العرب والمسلمين مواقفنا مع كل البلاد معروفة في المحن لم نتخلى عن أي بلد عانت ولن نتخلى نقف بجانب المظلوم والضعيف والمضطهد ،دعمنا كل قضية عربية إسلامية بمواقف صارمة وكلمة صادقة هذا بالإضافة لدعمنا المادي اللامنتهي.
نحن موطن الخير والعطاء متى ما أدركتي ذلك تمنيتي لو ملكتي أكثر من حياة لتضحي بها في سبيل الوطن لسخرتي قلمك وطاقتك وعلمك لتكوني عظيمة مستقبلاً حتى تليقي بخدمته .
قائدنا العظيم الملك سلمان وولي عهدة الشاب الحكيم محمد بقوانين البلاد الجديدة قد أعطو لكن الحق في الإنجاز.
أن رؤية البلاد الجديدة تستثمر في بناتها بقدر إستثمارها في أبنائها فأنتم شباب المستقبل موطن القوة ، المستقبل يعتمد عليكم لتحقيق تطلعاتة في أن نكون على رأس هرم الاقتصاد العالمي فمالدينا من مقومات كفيلة بتحقيق ذلك فنحن مجتمع يسعى بحق لتحقيق التوازن المعيشي لأفرادة وحرية وسلامة الفرد مقدمة فيه على مادونها .
فجودة الحياة لدينا ستضاهي جودتها في الدول الأوربية المتقدمة، فنحنا نسعى حالياً لرفع كفاءة الفرد لجعلة منجزاً متفتحاً متقبلاً لإختلاف الآخر ساعياً خلف التميز رافضاً للتطرف نابداً للعنصرية ذو شخصية مميزة على جميع الأصعدة .
أبتسمت صغيرتي وقالت ربما لا أكون مدركة لمعاني كل ما قلتة يا أبي ولكني أتمنى أن أكون حقاً كما تتمناني بلادي وأن أسخر نفسي لها فلا شرف يضاهي هذا الشرف.
قبلتها وتمنيت لها ليلة سعيدة وأحلام عظيمة .
كما أنها تمنت لي المثل و أضافت تصبح على أعظم وطن يابابا .
واسمحو لي بعرض المقال على طالباتي في المدرسه ❤️❤️❤️