مالذي يعنيه أن لا تملك 68 ريالاً ؟
الاثنين 22 يوليو 2019
صوت المدينة - عيسى وصـل
يحكي لي أحد الأصدقاء المقربين حادثة حصلت معه عصر الثالث من رمضان ، يقول : ذهبت إلى احدى الصيدليات القريبة مني لشراء مستلزمات طبية
وصلت واشتريت مستلزماتي وبدأ كل شيء طبيعي وعادي جداً ، إلا اثناء خروجي لاحظت إمرأة كبيرة في السن حول سيارتي تجول بخطوات متسارعه بدأ عليها الحيرة و الإستعجال !
أما أنا فبدأ القلق على ملامحي ، وجاءت الأفكار السوداء تغزو مخيلتي ، إنها ترغب في الحصول على المال لدعم الجماعات الإرهابية ؟
لا إنها تمارس السحر وحتماً انا الفريسة !
كل ما كنت اسمعه يدور في المجالس حول المتسولين بدأت أفكر به ، والحقيقة إن من الجنون أن نؤمن بالوهم و مؤامرة المتسولين إيماناً أكثر من حقيقة وجود الفقر
وتساءلت الآن ماذا علي ان افعل ؟
اقتربت من سيارتي وفتحت الباب وانا أنتظر منها أن تباد و تكلمني ولكن لم يحدث هذا .
حتى قررت التحرك فجاءة وكأنها استجمعت قواها .
قالت بنبرة هادئة : ولدي لو استطعت ان تشتري لي هذا الدواء ؟
يقول صديقي لا شعورياً وافقت وبلا مقدمات اخذت العلبة الصغيرة التي كانت تحملها وانا في الحقيقة لا اعرف في ماذا يستخدم ! ولا زالت الافكار السوداء تسيطر علي حتى أني قلت
بيني وبين نفسي لعلها حيلة جديدة منهم يشترون الدواء ثم بعد ذهابي يعيدونه ويأخذوا ثمنه .
سألت الصيدلي في ماذا يستخدم هذا الدواء ؟
قال : علاج لمرض الضغط
سألته عن سعره ؟ قال : 68 ريال ، دفعت المبلغ واخذت الدواء والفاتورة واعطيتها المرأة ، انهالت علي الدعوات وكان صوتها حنوناً ، وفقك الله ، اسأل الله أن لا يحرمك الأجر ، فرجت همي فرج الله همك .
ورغم ذلك بقيت ولم اتحرك اراقب المشهد .
ذهبت هي مسرعة في إتجاه معاكس وركبت سيارة تطلب الرحمة قديمة جداً يقودها شاب في التاسع عشر من عمره تقريباً ، وانتهت هنا قصة صديقي .
فسألته عن مكان الصيدلية ؟ واذا هي احدى صيدليات الحي !
هذه المرأة هي جارة أحدهم ، إن بيننا من لا يملك 68 ريال أي لا يملك ثمن حياة وموت احد احبابه .
اما أنا وأنت لا نملك 68 ريال يعني أن ذلك اليوم لن نحصل على مشروبنا المفضل و الكعك الذيذة من ستاربكس !
انا وانت لا نملك 68 ريال يعني لن تملئ سيارتك وقوداً !
يا صديقي تلمس حاجات منهم حولك وبادر ودع عنك الافكار السوداء
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( عندما كان الرسول بيننا ويتنزل الوحي كنا نعلم المنافق من المؤمن اما اليوم فلا وحي ، ونعاملكم بالظاهر فمن رأينا منه خيراً قبلناه ومن بادرنا بالشر عاقبناه )
واختم بعبارة جيفارا " الذي قال إن الفقر ليس عيباً كان يريد أن يكملها ويقول بل جريمة ! ولكن الاغنياء قاطعوه بالتصفيق .
صوت المدينة - عيسى وصـل
يحكي لي أحد الأصدقاء المقربين حادثة حصلت معه عصر الثالث من رمضان ، يقول : ذهبت إلى احدى الصيدليات القريبة مني لشراء مستلزمات طبية
وصلت واشتريت مستلزماتي وبدأ كل شيء طبيعي وعادي جداً ، إلا اثناء خروجي لاحظت إمرأة كبيرة في السن حول سيارتي تجول بخطوات متسارعه بدأ عليها الحيرة و الإستعجال !
أما أنا فبدأ القلق على ملامحي ، وجاءت الأفكار السوداء تغزو مخيلتي ، إنها ترغب في الحصول على المال لدعم الجماعات الإرهابية ؟
لا إنها تمارس السحر وحتماً انا الفريسة !
كل ما كنت اسمعه يدور في المجالس حول المتسولين بدأت أفكر به ، والحقيقة إن من الجنون أن نؤمن بالوهم و مؤامرة المتسولين إيماناً أكثر من حقيقة وجود الفقر
وتساءلت الآن ماذا علي ان افعل ؟
اقتربت من سيارتي وفتحت الباب وانا أنتظر منها أن تباد و تكلمني ولكن لم يحدث هذا .
حتى قررت التحرك فجاءة وكأنها استجمعت قواها .
قالت بنبرة هادئة : ولدي لو استطعت ان تشتري لي هذا الدواء ؟
يقول صديقي لا شعورياً وافقت وبلا مقدمات اخذت العلبة الصغيرة التي كانت تحملها وانا في الحقيقة لا اعرف في ماذا يستخدم ! ولا زالت الافكار السوداء تسيطر علي حتى أني قلت
بيني وبين نفسي لعلها حيلة جديدة منهم يشترون الدواء ثم بعد ذهابي يعيدونه ويأخذوا ثمنه .
سألت الصيدلي في ماذا يستخدم هذا الدواء ؟
قال : علاج لمرض الضغط
سألته عن سعره ؟ قال : 68 ريال ، دفعت المبلغ واخذت الدواء والفاتورة واعطيتها المرأة ، انهالت علي الدعوات وكان صوتها حنوناً ، وفقك الله ، اسأل الله أن لا يحرمك الأجر ، فرجت همي فرج الله همك .
ورغم ذلك بقيت ولم اتحرك اراقب المشهد .
ذهبت هي مسرعة في إتجاه معاكس وركبت سيارة تطلب الرحمة قديمة جداً يقودها شاب في التاسع عشر من عمره تقريباً ، وانتهت هنا قصة صديقي .
فسألته عن مكان الصيدلية ؟ واذا هي احدى صيدليات الحي !
هذه المرأة هي جارة أحدهم ، إن بيننا من لا يملك 68 ريال أي لا يملك ثمن حياة وموت احد احبابه .
اما أنا وأنت لا نملك 68 ريال يعني أن ذلك اليوم لن نحصل على مشروبنا المفضل و الكعك الذيذة من ستاربكس !
انا وانت لا نملك 68 ريال يعني لن تملئ سيارتك وقوداً !
يا صديقي تلمس حاجات منهم حولك وبادر ودع عنك الافكار السوداء
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( عندما كان الرسول بيننا ويتنزل الوحي كنا نعلم المنافق من المؤمن اما اليوم فلا وحي ، ونعاملكم بالظاهر فمن رأينا منه خيراً قبلناه ومن بادرنا بالشر عاقبناه )
واختم بعبارة جيفارا " الذي قال إن الفقر ليس عيباً كان يريد أن يكملها ويقول بل جريمة ! ولكن الاغنياء قاطعوه بالتصفيق .