المظهر والذكاء ..
28 يونيو 2019
صوت المدينة - علي الرويعي
كان تخرجي بعد مرحلة الدبلوم وكانت لهذه المرحلة في حياتي لها بالغ الأثر في تغيير مفهوم المظهر لدى عقلي التي ترسخت بداخله أفكار مجتمعه وإعلامه الغبي الساقط ، والإنسان يتشكل وعيه وعقله وثقافته من إحتكاكه في دائرة الأقارب ومايندرج أسفلهم من العائلة الصغيرة المكونة من والديك وأخوتك مرورا بالعمومة وصولاً إلى بُعد صلة القرابة ، والصداقة الذي يُساء مفهومها في إطلاق كل من لم يستحقها بهذا الإسم ، والمجتمع المحيط بك ، وهذا هو من قد تختاره أنت وقد يختارك هو.
وأحياناً قد يختلف المجتمع من إنسان إلى آخر فمجتمع المثقف هو خليط مما ذكرت إضافة إلى مكتبته أو كتبه ، ورجل الأعمال هو أكثر إتساعاً في ذلك فدائرة معارفه تحددها تجارته وإنسانيته ، ولا شك الإنسان كثير الترحال سيكون في ذلك إنعكاس عليه بشكل ملحوظ ، بعد كل تلك الإختلافات يتشكل عقلك دون أن تشعر فأغلب آرائك تنطوي على مارأيت أو سمعت أو حتى ماقرأت وقد تُمرر دون شعور منك قناعات الآخرين من خلالك بل وقد تتهجم على الغير بحجة أنك أفهم وأعرف منه ، وانت في ذلك كالإمعة إن صرخوا صرخت وإن إمتنعوا امتنعت ، وقد تشكلت لدي قناعة راسخة بأن كل ماهو جميل الوجه يرتدي ملابساً نظيفة وجذابة أحياناً هو شخص ذكي وقادر على مالم يستطع فعله سئ الهندام ذو الرائحة الكريهة منحدِر الذوق .
وقد عزز لدي هذه القناعة المقززة شيئان رئيسيين الأول أتى من بعد انضمامي لأول وظيفة بعد تخرجي من مرحلة الدبلوم فكان لقائد تلك المنشأة بالغ الأثر في تشكيل تلك القناعة ، اعتقاداً منه أن علامات الذكاء تتكون في نضارة الوجه وحسن الهِندام ، أما السبب الآخر في الإعلام الساقط من كل حياء ، فقد صنف العالم بكل إمتعاض ووقاحة حسب مايريد هو لا ماتريد الحقيقة ، فالعالِم مثلا يرتدي اللون الأبيض ، كث الشعر ، دائما ماترى السواد صابغاً وجهه مُدللاً ذلك بسبب الإختراعات الكميائية التي يجريها في مختبره ، ويصور الكاتب أو الفيلسوف بأنه القابع خلف تلك القضبان الساقط في لذة الكتاب الصادم للمجتمع في كل شئ ، ويصور كذلك الفارغين عقلاً المفلسين أدباً بإلباسهم أحسن الثياب وإظهارهم بأحسن مايكون عليه الحال وهو معاكس للواقع تماماً ولن أخوض في هذا الحديث فيكفي من القلادة ماأحاط بالعنق .
ليس للون أو اللبس أو حتى الهندام الخارجي أي علاقة بالعقل أو الذكاء لا تنخدعوا بالإعلام ولا المجتمع الجاهل فقد يكمن الذكاء في أكثر الناس
بعثرةً وأقبحهم شكلاً .
ومضة: كل ماكان الإنسان أكثراً إطلاعاً وإنفتاحاً تتسع حريته بشكل عكسي ، وبذلك تتغير مفاهيمه وتتسع فوهة علمه وفهمه وإدراكه فيصعد للنور
بذلك درجات وينظر من أعلى للغباء المدلهم بالأسفل .
Snap: aldossriy531
صوت المدينة - علي الرويعي
كان تخرجي بعد مرحلة الدبلوم وكانت لهذه المرحلة في حياتي لها بالغ الأثر في تغيير مفهوم المظهر لدى عقلي التي ترسخت بداخله أفكار مجتمعه وإعلامه الغبي الساقط ، والإنسان يتشكل وعيه وعقله وثقافته من إحتكاكه في دائرة الأقارب ومايندرج أسفلهم من العائلة الصغيرة المكونة من والديك وأخوتك مرورا بالعمومة وصولاً إلى بُعد صلة القرابة ، والصداقة الذي يُساء مفهومها في إطلاق كل من لم يستحقها بهذا الإسم ، والمجتمع المحيط بك ، وهذا هو من قد تختاره أنت وقد يختارك هو.
وأحياناً قد يختلف المجتمع من إنسان إلى آخر فمجتمع المثقف هو خليط مما ذكرت إضافة إلى مكتبته أو كتبه ، ورجل الأعمال هو أكثر إتساعاً في ذلك فدائرة معارفه تحددها تجارته وإنسانيته ، ولا شك الإنسان كثير الترحال سيكون في ذلك إنعكاس عليه بشكل ملحوظ ، بعد كل تلك الإختلافات يتشكل عقلك دون أن تشعر فأغلب آرائك تنطوي على مارأيت أو سمعت أو حتى ماقرأت وقد تُمرر دون شعور منك قناعات الآخرين من خلالك بل وقد تتهجم على الغير بحجة أنك أفهم وأعرف منه ، وانت في ذلك كالإمعة إن صرخوا صرخت وإن إمتنعوا امتنعت ، وقد تشكلت لدي قناعة راسخة بأن كل ماهو جميل الوجه يرتدي ملابساً نظيفة وجذابة أحياناً هو شخص ذكي وقادر على مالم يستطع فعله سئ الهندام ذو الرائحة الكريهة منحدِر الذوق .
وقد عزز لدي هذه القناعة المقززة شيئان رئيسيين الأول أتى من بعد انضمامي لأول وظيفة بعد تخرجي من مرحلة الدبلوم فكان لقائد تلك المنشأة بالغ الأثر في تشكيل تلك القناعة ، اعتقاداً منه أن علامات الذكاء تتكون في نضارة الوجه وحسن الهِندام ، أما السبب الآخر في الإعلام الساقط من كل حياء ، فقد صنف العالم بكل إمتعاض ووقاحة حسب مايريد هو لا ماتريد الحقيقة ، فالعالِم مثلا يرتدي اللون الأبيض ، كث الشعر ، دائما ماترى السواد صابغاً وجهه مُدللاً ذلك بسبب الإختراعات الكميائية التي يجريها في مختبره ، ويصور الكاتب أو الفيلسوف بأنه القابع خلف تلك القضبان الساقط في لذة الكتاب الصادم للمجتمع في كل شئ ، ويصور كذلك الفارغين عقلاً المفلسين أدباً بإلباسهم أحسن الثياب وإظهارهم بأحسن مايكون عليه الحال وهو معاكس للواقع تماماً ولن أخوض في هذا الحديث فيكفي من القلادة ماأحاط بالعنق .
ليس للون أو اللبس أو حتى الهندام الخارجي أي علاقة بالعقل أو الذكاء لا تنخدعوا بالإعلام ولا المجتمع الجاهل فقد يكمن الذكاء في أكثر الناس
بعثرةً وأقبحهم شكلاً .
ومضة: كل ماكان الإنسان أكثراً إطلاعاً وإنفتاحاً تتسع حريته بشكل عكسي ، وبذلك تتغير مفاهيمه وتتسع فوهة علمه وفهمه وإدراكه فيصعد للنور
بذلك درجات وينظر من أعلى للغباء المدلهم بالأسفل .
Snap: aldossriy531