لم أكتب شيئاً تلك الليلة !
في ليلة من الليالي العاصفة انزعجت من شدة الغبار، وقوة الرياح، فحملت نفسي إلى غرفتي وأغلقت النوافذ والأبواب، وبادرت بإشعال إضاءة صغيرة؛ اعتدت أن أشعلها حينما أكتب. حالما مسكت قلمي، وفتحت كراستي تزاحمت الأفكار وتصارعت الروايات! وقفت برهة لكي أختار من هذة الملحمة روايةً تروى، أو قصةً تقص، فأطلت الإمعان، ولم أستطع أن أختار لتكافؤ القوى.. وفجأة سئم قلمي، ومل من حيرتي، فدغدغ يدي، ولمّ أصابعي، فخضعت طواعية لرغبته، فأنزلت به الى رأس الورقة، وقلت له: اكتب ما أردت كتابته، فأنا الآن مشوش! فلم يكتب قلمي حرفا واحدا!
فتعجبت لأمره، ومن فقدانه لحماسه!
رفعته لكي أرى ما به، فإذا هو خالٍ من الحبر! فثار ثائر غضبي، واشتدت ملامحي غيظا، وقلت له بحرقة: ما أضعفك وما أبخس ثمنك!
فدمدم وهو يحتضر؛ بكلمات لم أفهم معناها، ترجمتها لي الكراسة بأنه يصفني بالبخل، ونكران المعروف! فحزنت على حالتي، وأشفقت على جهالتي..
وبعدما أقمنا عزاءً لقلمي تسللت إلى عالمي الآخر؛ لأرى ماذا حل بمعركةِ أفكاري، فإذا بي أرى من بعيد مقالة قد توطأت خيلا أسود بدأ عليها ملامح القسوة والغضب.
حالما دخَلت المعركة استسلم الجميع، ورفعوا الرايات البيضاء! فأعجبت بقوتها، وشدة بأسها!
وسألتها ما عنوانك أيتها الفارسة؟
فقالت: عنواني "لم أكتب شيئاً تلك الليلة!"
عبدالله السويد.
Twitter: Alswayad
فتعجبت لأمره، ومن فقدانه لحماسه!
رفعته لكي أرى ما به، فإذا هو خالٍ من الحبر! فثار ثائر غضبي، واشتدت ملامحي غيظا، وقلت له بحرقة: ما أضعفك وما أبخس ثمنك!
فدمدم وهو يحتضر؛ بكلمات لم أفهم معناها، ترجمتها لي الكراسة بأنه يصفني بالبخل، ونكران المعروف! فحزنت على حالتي، وأشفقت على جهالتي..
وبعدما أقمنا عزاءً لقلمي تسللت إلى عالمي الآخر؛ لأرى ماذا حل بمعركةِ أفكاري، فإذا بي أرى من بعيد مقالة قد توطأت خيلا أسود بدأ عليها ملامح القسوة والغضب.
حالما دخَلت المعركة استسلم الجميع، ورفعوا الرايات البيضاء! فأعجبت بقوتها، وشدة بأسها!
وسألتها ما عنوانك أيتها الفارسة؟
فقالت: عنواني "لم أكتب شيئاً تلك الليلة!"
عبدالله السويد.
Twitter: Alswayad