مؤقت الحياة
ذات يوم طرأ مع أحد أفراد عائلتي طارئ صحي اضطررت لمراجعة قسم الطوارئ به في إحدى المستشفيات على وجه السرعة، وعندما وصلنا إلى هناك وبعد أخذ البيانات اللازمة للمريض وبعد إدخاله لغرفة الفحص، تقرر أن يبقى بعض ساعات تحت الملاحظة، وبما أن البقاء بقسم الطوارئ كان ممنوعًا؛ اضطررت أن أجلس بغرفة الانتظار والتي كانت تطل مباشرة على قسم الطوارئ الخاص بالعناية المشددة او غرفة الإنعاش كما يطلقون عليها والذي كان مليء بالحالات الحرجة.
كنت أنا وغيري الكثيرين نجلس بغرفة الانتظار تلك، التي كانت أشبه بغرفة اختبار نطل من خلالها على حالات المرضى الموجودين بالقسم، وأيضًا الحالات التي كانت تأتي بسيارات الإسعاف، كلما كان باب قسم الإنعاش يفتح وتدخل حالة أو أرى حالة مسداة على ذلك السرير دون حراك، والخراطيم متدلية من كل مكان بجسم ذلك المريض الذي لا يدرك ماذا يدور حوله، ولا يدرك أصلا إذا كان باقيًا في الدنيا؛ كنت حينها أشعر وكأنني بملكوتٍ آخر كنت أتأمل حال ذلك المريض، وكنت أتخيل حاله قبل ذلك كنت أسأل نفسي وأجاوبها في ذات الوقت، كنت كأنني أراه سليمًا معافًا خالٍ من الأمراض، يروح ويأتي غير عابٍ بالدنيا بأسرها لا يفكر بمرضٍ أو غيره، كنت أتخيل ذلك المريض وهو يمشي ويتحرك ويأكل وينام ويمارس حياته الطبيعية بدون منغّصات، كنت لازلت أسأل نفسي هل هذا الشخص الذي كان وكان هو هذا الشخص الآن الذي تتدلي منه تلك الخراطيم.
سبحان الله عندما تتبدل الأحوال وتنقلب الأمور وتتغير بدون أن نعلم ذلك، نعتقد بأننا مخلّدون على هذه الأرض نسير غير عابئين بأنه هناك يوم ما قد ينتهي كل شيء، نعيش الحياة برعونة فمنا من ملأ قلبه الحسد والبغض والضغينة والحقد على أحبته وعلى أصدقائه وعلى المقربين منه، ومنا من يعيش متكبرًا متعاظمًا يمشي بزهوٍ وتفاخر، وكأنه ملك الأرض ومن عليها وهو لا يعلم بأنه أضعف من ذلك بكثير.
نرى نماذج من البشر بالحياة لا تهتم لغيرها أبدًا، نراهم يقسون ويظلمون ويجرحون غيرهم بدون وازع من رحمة أو ضمير، يتفننون بتعذيب غيرهم سواء كان هذا التعذيب بكلمة نابية أو تصرف أرعن يخلو من الإنسانية، لم يفكروا ولم يحاسبوا أنفسهم بأن تلك التصرفات قد يقابلها دعوة مظلومٍ أو مكسور أو مهان تسببوا له بألم لن يمحيه ألف اعتذار، لم يدركوا أن هذه الحياة لا تدوم على حال وأن حالها متقلّب، وأننا لسنا سوى أرواحٌ عابره نسير في متاهات القدر ويوماً ما سيختفي أثرنا فالدنيا زائلة وكلنا إلى فناء.
كل ذلك مر بذهني بلحظات كانت لحظات قاسية بعض الشيء، مررت بها وأنا أرى تلك المناظر وتلك الحالات التي لاحول لها ولا قوة، ودعوت الله أن يشفيهم وأن يرحمهم وأن يمنن عليهم بعطفه وكرمه ورحمته، وأن ينهضوا من أسرّتهم القاتمة والتي تكتسي برائحة المرض والعجز والموت، ينهضوا أصحاء أنقياء وأن يكون المرض تجربة تجردهم وتجردنا نحن أيضًا من زيف الدنيا وبهرجتها الخادعة، وأن نعي أننا خلقنا لنكمل رسالة ما بهذه الأرض، رسالة تحوي الخير والمحبة ونقاء السريرة ونشر تلك الرسالة بكل إيجابية لمن حولنا.
كنت أنا وغيري الكثيرين نجلس بغرفة الانتظار تلك، التي كانت أشبه بغرفة اختبار نطل من خلالها على حالات المرضى الموجودين بالقسم، وأيضًا الحالات التي كانت تأتي بسيارات الإسعاف، كلما كان باب قسم الإنعاش يفتح وتدخل حالة أو أرى حالة مسداة على ذلك السرير دون حراك، والخراطيم متدلية من كل مكان بجسم ذلك المريض الذي لا يدرك ماذا يدور حوله، ولا يدرك أصلا إذا كان باقيًا في الدنيا؛ كنت حينها أشعر وكأنني بملكوتٍ آخر كنت أتأمل حال ذلك المريض، وكنت أتخيل حاله قبل ذلك كنت أسأل نفسي وأجاوبها في ذات الوقت، كنت كأنني أراه سليمًا معافًا خالٍ من الأمراض، يروح ويأتي غير عابٍ بالدنيا بأسرها لا يفكر بمرضٍ أو غيره، كنت أتخيل ذلك المريض وهو يمشي ويتحرك ويأكل وينام ويمارس حياته الطبيعية بدون منغّصات، كنت لازلت أسأل نفسي هل هذا الشخص الذي كان وكان هو هذا الشخص الآن الذي تتدلي منه تلك الخراطيم.
سبحان الله عندما تتبدل الأحوال وتنقلب الأمور وتتغير بدون أن نعلم ذلك، نعتقد بأننا مخلّدون على هذه الأرض نسير غير عابئين بأنه هناك يوم ما قد ينتهي كل شيء، نعيش الحياة برعونة فمنا من ملأ قلبه الحسد والبغض والضغينة والحقد على أحبته وعلى أصدقائه وعلى المقربين منه، ومنا من يعيش متكبرًا متعاظمًا يمشي بزهوٍ وتفاخر، وكأنه ملك الأرض ومن عليها وهو لا يعلم بأنه أضعف من ذلك بكثير.
نرى نماذج من البشر بالحياة لا تهتم لغيرها أبدًا، نراهم يقسون ويظلمون ويجرحون غيرهم بدون وازع من رحمة أو ضمير، يتفننون بتعذيب غيرهم سواء كان هذا التعذيب بكلمة نابية أو تصرف أرعن يخلو من الإنسانية، لم يفكروا ولم يحاسبوا أنفسهم بأن تلك التصرفات قد يقابلها دعوة مظلومٍ أو مكسور أو مهان تسببوا له بألم لن يمحيه ألف اعتذار، لم يدركوا أن هذه الحياة لا تدوم على حال وأن حالها متقلّب، وأننا لسنا سوى أرواحٌ عابره نسير في متاهات القدر ويوماً ما سيختفي أثرنا فالدنيا زائلة وكلنا إلى فناء.
كل ذلك مر بذهني بلحظات كانت لحظات قاسية بعض الشيء، مررت بها وأنا أرى تلك المناظر وتلك الحالات التي لاحول لها ولا قوة، ودعوت الله أن يشفيهم وأن يرحمهم وأن يمنن عليهم بعطفه وكرمه ورحمته، وأن ينهضوا من أسرّتهم القاتمة والتي تكتسي برائحة المرض والعجز والموت، ينهضوا أصحاء أنقياء وأن يكون المرض تجربة تجردهم وتجردنا نحن أيضًا من زيف الدنيا وبهرجتها الخادعة، وأن نعي أننا خلقنا لنكمل رسالة ما بهذه الأرض، رسالة تحوي الخير والمحبة ونقاء السريرة ونشر تلك الرسالة بكل إيجابية لمن حولنا.