كل يوم تحدٍ جديد
في ظهيرة العاشر من فبراير حدّثت والدتي عن رغبتي بتبرع الدم لمواجهة الخوف الذي يتملكني لكنها رفضت بشدة معللة ذلك ما أصابني في المرحلة المتوسطة من نقص في الحديد، ولكن وبعد إلحاحي المتواصل وترددي عليها مراراً وافقت أخيراً.
لا أخفي عليكم بأني كنت خائفة جدًاّ...
أي خوف هذا؟!
فقط إبرة طولها بضع سنتمرات سيؤخذ بها من دمي!!
الحقيقة أن هذا الرعب لم يأتِ من فراغ، لقد لازمني منذ طفولتي حتى الآن ! خوف أبي الشديد علينا منعني من ممارسة ما يقوم به أقراني في ذلك الوقت، عندما كنا نذهب إلى البحر لم يكن أبي يسمح لنا بأن نلعب في الرمل خشية أن تقتنصنا الجراثيم فنمرض، تحكي لي والدتي بأنه عندما كنا نلعب بالرمل ويمنعنا أبي كعادته تقول له إحدى قريباتنا ( احنا خُلقنا من تراب وحنرجع للتراب ) .
اللعب بالرمل لم يكن اهتمامي الأول عندما كنت طفلة، بعكس تناول البوضة التي منعني عنها والدي كي لا أصاب بإلتهاب في الحنجرة . " ولأن كل ممنوع مرغوب " كنت أجمع المال لشراء بعض المثلجات وتناولها سراً .
لم تكن هذه فقط هي أوامر أبي، بل كان يأمرنا بتناول الأطعمة الصحية فقط لتكون وقاية لنا من الأمراض .
خوف أبي الشديد تأصل في شخصيتي بشكل غير مباشر ولَم أعي هذا حتى وقت قريب.
" في كل يوم تحدي جديد " مقولة محمود عجيمي هي التي دفعتني لهذه التجارب وخوض تلك التحديات وأولها أن أواجه ما أخافه تحديداً ، وزدت إصرارًا حينما قرأت له مقولة أخرى " يتطور كياننا عندما نواجه تحدياتنا ونعتبرها جزء هام من رحلتنا الشخصية "
بدأت أفكر في تحديات جديدة لم أخُضْها من قبل،
وكان تحدي كسر حاجز الخوف هو رأس التحديات، وذلك بفكرة التبرع بالدم التي لم تكن جديدة علي، حتى أنني ذهبت في أحد الأيام إلى المستشفى لأتبرع وماهي لحظات حتى شعرت بتعب شديد، وحينها رفضت ممرضة المستشفى بأن تقوم بسحب الدم .
في المستشفى الجامعي، تحديدًا بنك الدم
وأنا أرى أنبوب سحب الدم في يدي شعرت بأنها اللحظات الأخيرة من حياتي أو على أقل تقدير سأصاب بإغماء وأصبح طريحة الفراش لأيام .
في أثناء هذه العملية المرعبة كنت أشعر بأن حرارة جسمي ترتفع شيئًا فشيئًا، شعرت بحرارة على وجنتي يبدو أنها دمعة، حاولت أن لا أرى، أغلقت عيناي، وفِي ذهني صورة العديد من الأشياء، الممر الأبيض، صوت الممرضة وابتسامتها الباهتة، أمي التي أريد أن أفعل لها الكثير، مستقبلي المشرق، الإنسان الذي أريد أن أقول له أحبك ولَم تسنح لي الفرصة، والعديد من الأشياء وفجأة سمعت صوت لم يكن غريبًا علي، فتحت عيني بثقل ورأيت ابتسامتها للمرة الثانية وقالت: (انتهينا!!) .
لا أخفي عليكم بأني كنت خائفة جدًاّ...
أي خوف هذا؟!
فقط إبرة طولها بضع سنتمرات سيؤخذ بها من دمي!!
الحقيقة أن هذا الرعب لم يأتِ من فراغ، لقد لازمني منذ طفولتي حتى الآن ! خوف أبي الشديد علينا منعني من ممارسة ما يقوم به أقراني في ذلك الوقت، عندما كنا نذهب إلى البحر لم يكن أبي يسمح لنا بأن نلعب في الرمل خشية أن تقتنصنا الجراثيم فنمرض، تحكي لي والدتي بأنه عندما كنا نلعب بالرمل ويمنعنا أبي كعادته تقول له إحدى قريباتنا ( احنا خُلقنا من تراب وحنرجع للتراب ) .
اللعب بالرمل لم يكن اهتمامي الأول عندما كنت طفلة، بعكس تناول البوضة التي منعني عنها والدي كي لا أصاب بإلتهاب في الحنجرة . " ولأن كل ممنوع مرغوب " كنت أجمع المال لشراء بعض المثلجات وتناولها سراً .
لم تكن هذه فقط هي أوامر أبي، بل كان يأمرنا بتناول الأطعمة الصحية فقط لتكون وقاية لنا من الأمراض .
خوف أبي الشديد تأصل في شخصيتي بشكل غير مباشر ولَم أعي هذا حتى وقت قريب.
" في كل يوم تحدي جديد " مقولة محمود عجيمي هي التي دفعتني لهذه التجارب وخوض تلك التحديات وأولها أن أواجه ما أخافه تحديداً ، وزدت إصرارًا حينما قرأت له مقولة أخرى " يتطور كياننا عندما نواجه تحدياتنا ونعتبرها جزء هام من رحلتنا الشخصية "
بدأت أفكر في تحديات جديدة لم أخُضْها من قبل،
وكان تحدي كسر حاجز الخوف هو رأس التحديات، وذلك بفكرة التبرع بالدم التي لم تكن جديدة علي، حتى أنني ذهبت في أحد الأيام إلى المستشفى لأتبرع وماهي لحظات حتى شعرت بتعب شديد، وحينها رفضت ممرضة المستشفى بأن تقوم بسحب الدم .
في المستشفى الجامعي، تحديدًا بنك الدم
وأنا أرى أنبوب سحب الدم في يدي شعرت بأنها اللحظات الأخيرة من حياتي أو على أقل تقدير سأصاب بإغماء وأصبح طريحة الفراش لأيام .
في أثناء هذه العملية المرعبة كنت أشعر بأن حرارة جسمي ترتفع شيئًا فشيئًا، شعرت بحرارة على وجنتي يبدو أنها دمعة، حاولت أن لا أرى، أغلقت عيناي، وفِي ذهني صورة العديد من الأشياء، الممر الأبيض، صوت الممرضة وابتسامتها الباهتة، أمي التي أريد أن أفعل لها الكثير، مستقبلي المشرق، الإنسان الذي أريد أن أقول له أحبك ولَم تسنح لي الفرصة، والعديد من الأشياء وفجأة سمعت صوت لم يكن غريبًا علي، فتحت عيني بثقل ورأيت ابتسامتها للمرة الثانية وقالت: (انتهينا!!) .