من أنتَ بعد الملیار؟!
سؤالٌ بسیط طرحته على من یُتابع قلمي بشكلٍ مستمر، طرحته على مختلفِ الأعمار والعقلیات والشخصیات، وأیضاً المناصب.
كان فحوى السؤال:
ماذا لو أتتك هذه الرسالة النصیة مِن أحدِ بنوك المملكة: "تم إیداع ملیار ریال في حسابك!"؟
ما أول عمل تقوم به مِن خلالِ ھذا المبلغ الضخم، وبما یتماشى مع زمننا ھذا؟؟
أُرید أجوبة مُقنعة جمیلة وواقعیة.
سأبدأ بدكتور تخصصه (عقیدة وفلسفة) قال في فحوى سطوره:
وبعد حمده، وصلاته على رسول الله صلى الله علیھ وسلم.
إن المال بدایةً له قیمته، بل ھو عصب الحیاة, وھو من یغنیك عمَّا في أیدي الناس، واستشھد بقصیدة
للإمام الشافعي رحمه الله الذي قال فيها:
رأیتُ الناس قد مالوا .. إلى ما عنده مالُ
ومن لا عنده مالُ .. فعنه الناس قد مالوا
ثم قال بعد ذلك :
سأُھدي ھذا المال لأفرادِ عائلتي وأسرتي؛ مما یدخل في أفئدتھم السرور، ویطیب خاطرھم،
ویكسبني محبتھم، ثم سأتصدق بجزء منه للفقراءِ والمساكین.
شكراً للباري الذي وھبني ھذا.
وأخیراً سأستثمر ھذا المال بمشروعٍ جید بعد دراسةِ الجدوى، واستشارة أھل الخبرة والدرایة، ومتابعة ذلك والحرص على الجودة في العمل.
طرحته على قریبة لي فقالت:
سأبحث عن كلِّ مریض، وعن كل محتاج، وعن كل أرملة، وكل متضرر لا یستطیع التعلیم وأُقدم لھم ما لا یستطیعون أن یُقدموه ھم لأنفسھم.
طرحته على البعضِ من صدیقاتي؛ فإحداھما قالت لي:
سأشتري منزلا كبیرا لطالما حلمت به كثیرًا، أما المال المتبقي فلا بأس.. له أفكارٌ كثیرة.
وقالت لي الثانیة مشكورة:
سأشتري لأمي منزلا كبیرا یُدخل على قلبھا الفرح والسرور، وسأودع لھا مبلغا معینا یسعدھا، ثم بعد ذلك سأمتلك عمارة كبیرة جداً تكون لأصحابِ الحاجة الذین لا یستطیعون أن یمتلكوا منازل تسترھم، وسأُرتب لھم مبلغا معینا كل شھر، وأخیراً سأسافر إلى وقتٍ غیر معلوم.
أمّا عن صدیقتي الثالثة فقد قالت:
سأُساعد أھلي به, وأبني مسجداً، وأعمل به أعمالا خیرية كثیرة لا حصر لھا.
والرابعة قالت:
سأشتري منزلا؛ لأننا لم نستطع إلى الآن أن نمتلكه على الرغم من محاولاتنا
المتكررة.
أمَّا عن صدیقة والدتي فقالت لي:
لا أحب الأشخاص الذین یتسولون في الطرقات، خصوصاً الصغار الذین یستطیعون أن یعملوا، ویؤمنّوا لأنفسھم دخلاً مادیاً، فأنا سأوفّر لھم عملاً محترماً، كل منھم على حسبِ إمكاناته یمنعھم من الحاجة، أما إن أتاني رجلٌ عاجز فأنا بلا تردد سأعطیه المال، وسأعمل به أعمال خیر كثیرة. ثم سأشتري لوالدتي منزلا، وأساعد شقیقتي المُتعب زوجھا، وسأحقق لأولادي ما یتمنون، وسأبحث عن مشروعٍ ناجح أؤمّن به مستقبل أولادي.
طرحته على مھندس فقال لي باركَ الله به:
الجزء الأول خاص بي (یا لیتني قدمتُ لحیاتي)، وسأعمل العمل الصالح للیومِ الآخر...
سأبني أربعة مساجد لي ولوالدي ووالدتي وزوجتي، وسأبني عشرین مسجداً على الأقل في الدول الإسلامیة
الفقیرة، ثم بعد ذلك سأقوم بإنشاء جمعیة خیریة تعتمد اعتماداً كبیراً على الوقف، ثم بعد ذلك سأُنشأ بنكا لتمویلِ الفقراء على غرارِ بنك جرمین (وھو بنك عالمي لمساعدةِ الفقراء)، وسأعمل صندوقاً لتمویلِ الشباب.
أما الجزء الثاني منه: یختص بتوفیرِ متطلباتي وطموحي؛ وذلك من توفیر المسكن لي ولعائلتي، ولأفرادِ أسرتي أیضاً، ثم سأمتلك منازل في مناطق سیاحیة؛ للترفیه والسفر حول العالم، وعمل مشاریع مثل الفنادق، وأتصدق على الفقراءِ والمحتاجین.
وسألت تاجرا فقال لي:
ھذا حلمي وأتمنى أن یتحقق قریباً... سأبني مسجدا یكون أجره وثوابه لجمیعِ أمة محمد- صلى الله علی- وسلم- بطرازٍ تركي.
وأخیراً صدیقتي الحبیبة قالت لي في حدیثھا معي:
سأبني لك مكتبا ضخما یا رفیقةُ دربي، حتى یتسنَّى لكِ أن تُمارسي كتاباتك بكلِّ سرور.
حدیثھا فاجئني وأسعدني...
جعلني أشعر بجمالِ قلبھا وعظیم حبھا لي، وبأھمیةِ الصداقة في حیاتنا.
آه وآه !
أقرأ ردودھم، وألمس بھا ذاك البھاءالأخاذ، البھاء الذي جعلھم لا یُفكرون فقط
بأنفسھم أو حتى بغیرھم... لا، جعلھم یُفكرون بآخرتھم وبشدةٍ بالغة!
ھذا أمر عظیم بالنسبةِ لي.
المالُ من ضروریاتِ الحیاة صدقاً؛ ولكن یجب علینا أن نعترف ونقول بصوتٍ عالٍ:
الملیار لیس له قیمة دون تحسس الصحة والعافیة في حیاتنا... دون الشعور بالحُب لأنفسنا، ولمن ھم حولنا، ولمن یُبادلونا ھذا الحُب...
لیس له قیمة دون وجود نعمة العائلة العظیمة؛ فتلكَ جمالیات لا یستطیع ھذا الملیار شرائِھا!
كان فحوى السؤال:
ماذا لو أتتك هذه الرسالة النصیة مِن أحدِ بنوك المملكة: "تم إیداع ملیار ریال في حسابك!"؟
ما أول عمل تقوم به مِن خلالِ ھذا المبلغ الضخم، وبما یتماشى مع زمننا ھذا؟؟
أُرید أجوبة مُقنعة جمیلة وواقعیة.
سأبدأ بدكتور تخصصه (عقیدة وفلسفة) قال في فحوى سطوره:
وبعد حمده، وصلاته على رسول الله صلى الله علیھ وسلم.
إن المال بدایةً له قیمته، بل ھو عصب الحیاة, وھو من یغنیك عمَّا في أیدي الناس، واستشھد بقصیدة
للإمام الشافعي رحمه الله الذي قال فيها:
رأیتُ الناس قد مالوا .. إلى ما عنده مالُ
ومن لا عنده مالُ .. فعنه الناس قد مالوا
ثم قال بعد ذلك :
سأُھدي ھذا المال لأفرادِ عائلتي وأسرتي؛ مما یدخل في أفئدتھم السرور، ویطیب خاطرھم،
ویكسبني محبتھم، ثم سأتصدق بجزء منه للفقراءِ والمساكین.
شكراً للباري الذي وھبني ھذا.
وأخیراً سأستثمر ھذا المال بمشروعٍ جید بعد دراسةِ الجدوى، واستشارة أھل الخبرة والدرایة، ومتابعة ذلك والحرص على الجودة في العمل.
طرحته على قریبة لي فقالت:
سأبحث عن كلِّ مریض، وعن كل محتاج، وعن كل أرملة، وكل متضرر لا یستطیع التعلیم وأُقدم لھم ما لا یستطیعون أن یُقدموه ھم لأنفسھم.
طرحته على البعضِ من صدیقاتي؛ فإحداھما قالت لي:
سأشتري منزلا كبیرا لطالما حلمت به كثیرًا، أما المال المتبقي فلا بأس.. له أفكارٌ كثیرة.
وقالت لي الثانیة مشكورة:
سأشتري لأمي منزلا كبیرا یُدخل على قلبھا الفرح والسرور، وسأودع لھا مبلغا معینا یسعدھا، ثم بعد ذلك سأمتلك عمارة كبیرة جداً تكون لأصحابِ الحاجة الذین لا یستطیعون أن یمتلكوا منازل تسترھم، وسأُرتب لھم مبلغا معینا كل شھر، وأخیراً سأسافر إلى وقتٍ غیر معلوم.
أمّا عن صدیقتي الثالثة فقد قالت:
سأُساعد أھلي به, وأبني مسجداً، وأعمل به أعمالا خیرية كثیرة لا حصر لھا.
والرابعة قالت:
سأشتري منزلا؛ لأننا لم نستطع إلى الآن أن نمتلكه على الرغم من محاولاتنا
المتكررة.
أمَّا عن صدیقة والدتي فقالت لي:
لا أحب الأشخاص الذین یتسولون في الطرقات، خصوصاً الصغار الذین یستطیعون أن یعملوا، ویؤمنّوا لأنفسھم دخلاً مادیاً، فأنا سأوفّر لھم عملاً محترماً، كل منھم على حسبِ إمكاناته یمنعھم من الحاجة، أما إن أتاني رجلٌ عاجز فأنا بلا تردد سأعطیه المال، وسأعمل به أعمال خیر كثیرة. ثم سأشتري لوالدتي منزلا، وأساعد شقیقتي المُتعب زوجھا، وسأحقق لأولادي ما یتمنون، وسأبحث عن مشروعٍ ناجح أؤمّن به مستقبل أولادي.
طرحته على مھندس فقال لي باركَ الله به:
الجزء الأول خاص بي (یا لیتني قدمتُ لحیاتي)، وسأعمل العمل الصالح للیومِ الآخر...
سأبني أربعة مساجد لي ولوالدي ووالدتي وزوجتي، وسأبني عشرین مسجداً على الأقل في الدول الإسلامیة
الفقیرة، ثم بعد ذلك سأقوم بإنشاء جمعیة خیریة تعتمد اعتماداً كبیراً على الوقف، ثم بعد ذلك سأُنشأ بنكا لتمویلِ الفقراء على غرارِ بنك جرمین (وھو بنك عالمي لمساعدةِ الفقراء)، وسأعمل صندوقاً لتمویلِ الشباب.
أما الجزء الثاني منه: یختص بتوفیرِ متطلباتي وطموحي؛ وذلك من توفیر المسكن لي ولعائلتي، ولأفرادِ أسرتي أیضاً، ثم سأمتلك منازل في مناطق سیاحیة؛ للترفیه والسفر حول العالم، وعمل مشاریع مثل الفنادق، وأتصدق على الفقراءِ والمحتاجین.
وسألت تاجرا فقال لي:
ھذا حلمي وأتمنى أن یتحقق قریباً... سأبني مسجدا یكون أجره وثوابه لجمیعِ أمة محمد- صلى الله علی- وسلم- بطرازٍ تركي.
وأخیراً صدیقتي الحبیبة قالت لي في حدیثھا معي:
سأبني لك مكتبا ضخما یا رفیقةُ دربي، حتى یتسنَّى لكِ أن تُمارسي كتاباتك بكلِّ سرور.
حدیثھا فاجئني وأسعدني...
جعلني أشعر بجمالِ قلبھا وعظیم حبھا لي، وبأھمیةِ الصداقة في حیاتنا.
آه وآه !
أقرأ ردودھم، وألمس بھا ذاك البھاءالأخاذ، البھاء الذي جعلھم لا یُفكرون فقط
بأنفسھم أو حتى بغیرھم... لا، جعلھم یُفكرون بآخرتھم وبشدةٍ بالغة!
ھذا أمر عظیم بالنسبةِ لي.
المالُ من ضروریاتِ الحیاة صدقاً؛ ولكن یجب علینا أن نعترف ونقول بصوتٍ عالٍ:
الملیار لیس له قیمة دون تحسس الصحة والعافیة في حیاتنا... دون الشعور بالحُب لأنفسنا، ولمن ھم حولنا، ولمن یُبادلونا ھذا الحُب...
لیس له قیمة دون وجود نعمة العائلة العظیمة؛ فتلكَ جمالیات لا یستطیع ھذا الملیار شرائِھا!
ابمليار مبلغ ضخم نستطيع من خلاله العمل للخير العائد إلينا، واسعاد أنفسنا وأهلنا
يارب المليار ارزقنا مليار واجعل انفاقه فيما يرضيك عنا، ولاتحرمنا الصحة والعافية، ورضاك ورضا الوالدين
فتح لي الموضوع نافذة متعلقة بالله، أن الإنسان لا يقف عند طموح ومبتغى مهما عظّم دام الله (أمره كن فيكون) يارب قل لدعوات عبادك تكون
اذا وجدت الصحة استطعت ان افكر كيف اصرف المليار
طرحك رائع وجميل
والاجمل والاروع صديقتك الوفيه
التي ستفتح لك مكتب
لتبدعي بكتاباتك المتألقه
رعاك الله وحفظك
ورزقك ورزقنا واياك من فضله