• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

الرخص التدريبية... واقع مؤلم!

بواسطة الكاتب : عبد الله مانع 01-28-2019 07:07 مساءً 853 زيارات
يُعرف التدريب في أي مجال من المجالات بأنه: نشاط مستمر، يهدف إلى نقل المهارات، والخبرات النظرية والعملية، إلى مجموعة من الأفراد، لتطوير أدائهم في الميدان.

يبدو أن الرخصة التدريبية C الآسيوية في كرة القدم، أصبحت تثقيفية في رياضتنا السعودية، فإذا كان هذا هو أحد أهداف الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهي خطوة جيدة ويشكرون عليها، ولكن ليس على حساب الرخص التدريبة المعتمدة آسيويًا، لكي لا تواجه كرة القدم السعودية في المستقبل كارثة عندما تسند إلى هؤلاء مهام التدريب في الأندية، وهم لا يملكون خبرات سابقة، فمن المفترض استبدالها بالدورات التدريبية التثفيفية والتطويرية أو ورش العمل، أما إذا كان الهدف الحقيقي منها هو تأهيل الكفاءات الوطنية، وزيادة عدد الحاصلين عليها، فعليهم اختيار المؤهلين من اللاعبين السابقين، الذين خدمو الأندية في منتخباتنا الوطنية، ودعمهم، فهم من يملكون الإمكانيات الفنية والخبرات، فهؤلاء هم من سيستفاد منهم في تأسيس و صناعة جيل من اللاعبين الموهوبين.

نشاهد في وقتنا الحالي إتاحة الفرصة لشخص رياضي أو غير رياضي لمزاولة مهنة التدريب، ويصبح بعد ذلك مدربًا لكرة القدم في الأندية، لسهولة الحصول على الرخصة التدريبة C الأسيوية في مجال كرة القدم، وبدون أي اشتراطات أو متطلبات أو شهادات تدريبة وخبرة، فكل ما يحتاحه الباحث عن هذه الرخصة هو التسجيل في الموقع الإلكتروني الخاص، ودفع الرسوم، وحضور الدورة التدريبية الذي يمكنه من الحصول عليها خلال أسبوعين!

أعتقد أن أي رياضي يؤمن بأن مزاولة مهنة التدريب في كرة القدم؛ تحتاج إلى متطلبات، وفكر تدريبي، وخبرات سابقة، وأبسطها معرفة وإتقان أساسيات كرة القدم.

ظاهرة كثرة الأشخاص الحاصلين على الرخصة التدريبية الآسيوية ( C ) ظاهرة غير صحية للكرة السعودية، فهؤلاء دخلاء على الرياضة ومجال مهنة التدريب، فلا يعتقد البعض بأنها في مصلحة الكرة السعودية، ولا نتصور بأن تكاثرهم فيه تطوير لكرتنا السعودية، بل سيرجعنا خطوات للخلف، فحصول ومنح كثير من هؤلاء الأشخاص الرخص التدريبية وهم غيرُ مُؤهلين ولا يحملون أيُّ مُؤهلات من الأندية أو اتحاد القدم، ولا يملكون موهبة التدريب = له تأثير سلبي على المدرب الوطني المتخصص، والمواهب الكروية، وكرة القدم السعودية مستقبلاً، خاصةً بوجود من هو أحق منهم بالحصول عليها من ناحية الفكر الكروي والتدريبي والإمكانيات والتاريخ الرياضي المشرق، سواءً لاعبًا في الممتاز، أو دوري الدرجة الأولى، أو المنتخبات الوطنية، فمثل هذه الخبرات لابد أن يفتح لها المجال، ويتم منحهم هذه الرخصة وبدون أي مقابل مادي.

الملفت للنظر أن تجد مدربًا أو شخصًا، وهو صغير في عمره الرياضي، وحاصل على رخص تدريبية متنوعة ( B و C ) ولم يزاول مهنة التدريب مسبقًا إلا في الحارة أو الحي الذي يسكن فيه، ولم يُزاولها في أي نادي أو أكاديمية نادي!

من المؤسف نجد بعض الأندية تتعاقد مع هؤلاء المدربين أو الأشخاص الدخلاء على مهنة التدريب، ليكونوا مدربين في الفئات السنية، شباب وناشئين وبراعم، كيف يكون بناء المواهب سليمًا ومتكاملًا وهم لا يملكون موهبة التدريب والفكر التدريبي ولم يمارسوا كرة القدم بالشكل الصحيح إلا في الحارة للتسلية؟ ويتضح لنا بأن كثيرًا من الأندية على مستوى الفئات السنية، تتعاقد مع شهادات ورخص تدريبية، معتقدين بأن الحصول على الرخصة التدريبية كفيلة ليكون مدربًا ناجحًا إلى جانب واسطة هذا الرئيس أو العضو أو إداريي الفُرق، ويتجاهلون بأن هذه الفئة العمرية هم الأساس والرافد الحقيقي للأندية ومُنتخباتنا الوطنية، لذا نؤكد أن هذه الفئة تحتاج إلى مُدرب، ممارس كرة قدم حقيقي، لأن فاقد الشي لايعطيه! فلا يتوقع أو يعتقد البعض بأنني حاسد لهم أو ضد طموح أي شخص، ولكن لكل مجتهد نصيب، وأتمنى أن يكون المُدرب الوطني من أفضل مُدربي العالم، فهذا فخر لكل مواطن، وكثيرًا ما دعمنا تواجد المدرب الوطني بشكل أكبر على خارطة الكرة السعودية في مقالات سابقة.

أنا مع حق الحصول على الرخص التدريبية. ولكن حال كرة القدم في أنديتنا جعلني أتطرق لهذا العبث، وأتساءل: من المسؤل عن استنزاف الرخص التدريبية ومنحها لمن لا يستحقها؟؟!

رئيس أكاديمية الإمبراطور الرياضية

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر