على ضفاف المجد وُلد المهد

في مساحةٍ من مساحات الأرض، وطأتها أقدام، و سكنتها أرواح، و أحبّتها قلوب...
تباينت بها جميع الفصول، فمرةً تصفرّ، و مرةً تخضرّ، حتى تهادت و تعالت و استوطنت..
داعب الذهب رمالها، و تزيّنت بلمعانٍ طاغٍ أذهل الأبصار، و مضت على مر السنوات تاريخًا مجيدًا شهدته صفحات الفخر لبلادنا.

بين ماضٍ تليد، وحاضرٍ مجيد، ظهر المهد، ووُلد المجد.
منذ أن وطأ فهد العروبة أراضيه، و الخير ينهال عليها ومنها، لم يأتل جهدًا بفكره وعمله وطموحه، حتى أصبحت مهدًا للذهب، و مجدًا يُسطّر في تاريخ مملكتنا الغالية.
عندما نحاول أن نكتب مشاعرنا عبر حروف و أسطر و صفحات، تنتابنا الكثير من التقلبات، بين مشاعر حب وولاء وفخر واعتزاز، واشتياق أيضًاـ فبين كل أماكن و مناطق السعودية، أتينا بكم للحديث عن محافظة تشمل حيزًا لامعًا في وطننا.

مهد الذهب..

أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة، الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي منها.
مساحتها: ٢٥.٢ ألف كم... سكانها: ٦٣ ألف نسمة... تتبعها العديد من القرى قرابة الـ ١٥٤ قرية.
يوجد بها أكبر منجم للذهب، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، و افتتح بشكله الحالي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عام ١٤٠٣ هـ.
و قبل عدة أعوام في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله افتتح أكبر منجم للنحاس بالمهد في الشرق الأوسط.

أهمية المحافظة و مخرجاتها اقتصاديًا لا تتوقف، فأكثر من نصف مبيعات المملكة من البترول تمر من هذه المحافظة عبر أنبوب نفطي.
تعليميًأ وصلت المهد لمراحل متطورة و متعددة، ابتداءً من مرحلة ما قبل التعليم العام (الروضات) ووصولاً إلى التعليم العالي (الجامعات)، بمدارس بنين و بنات و بتخصصات مختلفة.
شملت المحافظة العديد من الدوائر الحكومية، والأحياء السكنية، والجمعيات الخيرية، والأسواق.

في علم الإحصاء كل شيء يُحدد بالأرقام، و لكن الولاء لا حدود له، يبدأ من حيث بدأ ولا ينتهي أبدًا... هذا هو حال أهالي المهد، يمضي بهم الزمن وهم يروون رواية تاريخية هم أبطالها.
أعترف أنني جبنت و أنا أفكر بالكتابة؛ لأن الوصف لم يبلغ الدقة، رغم المحاولة وجرأة البداية، لكنني قفزت في أول سطر و سأستقر هنا، لأن المشاعر هي التي أرغمت القلم على التوقف.

دمتم بود...