الفضول اختراق للخصوصية
الفضول هو اشتغال المرء أو تدخُّله فيما لا يعنيه، فالفضول طبع إنساني لا ينكره أحد، ولكنه مزعج وغير محمود عندما يكون تدخلاً في شؤون الآخرين دون طلب منهم، فيدفع الشخص للتدخل في خصوصيات الآخرين، والزجّ بنفسه فيما يعنيه وما لا يعنيه.
هذه العادة المزعجة منتشرة في الكثير من الناس. يقتحمون حياة الآخرين ويتدخلون في أمورهم الخاصة، ويحشرون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا يضعون حدودًا معينة يجب التوقف عندها وعدم مجاوزتها!
قبل سنوات انتقلت من مقر عملي القديم إلى مقر آخر بنفس المدينة، ومع أول يوم مباشرة لي بالمقر الجديد، قابلت إحداهن وليس بيننا سابق معرفة تذكر، ومن أول وهلة رأتني بها، سحبت كرسيًا وجلست أمامي مباشرة، وأخذت تنهال علي بزخم هائل من الأسئلة الفضولية المتتالية؛ مما جعلني استغرب ذلك التصرف منها وأستنكره بشدة، والأدهى والأمرّ من أنها لم تكتف بجلوسها أمامي دونما استئذان، وبطرح أسئلتها المقيتة تلك، ولكن الأمر تعداها إلى أنها أخذت تطرح عليّ أسئلة شخصية جدًا ليس من شانها ولا من حقها أن تسألها أبدًا، ولكنها أعطت لنفسها ذلك الحق دونما مراعاة لحقوق الطرف المقابل لها، والذي كان للأسف كاتبة هذه السطور.
طبعًا كان ردي لها صارمًا جدًا، وبدا واضحًا على قسمات وجهي الغاضبة. لم أنطق بحرف واحد، فقط كنت أرمقها بنظرات غاضبة للغاية، بعد ذلك قمت بتجاهلها، مما جعلها تفهم ما كنت أود قوله دون أن أتكلم، فما كان منها إلا أن لملمت ما بقي لها من ماء وجهها، وخرجت بارتباك شديد من المكان.
من الممكن أن تحاط في حياتك، سواء في الحياة العامة أو ضمن مجال العمل، بأشخاص فضوليين وحُشريين، كتلك الشخصية التي تحدثت عنها آنفًا.
اختلاف أنواع البشر وأشكالهم هو أمر طبيعي وأساسي، فبعض الناس نستطيع التكيف معهم ومع طباعهم سواء أكانت جيدة أو سيئة، والبعض الآخر لا نستطيع التكيف مع عيوبه الشخصية، فالتكيف مع العيوب هو أمر متفاوت بين البشر، ويعد الإنسان الفضولي من الأشخاص الغير مألوفين، وأغلب الأشخاص ينزعجون من هذا الطبع السيء، لأنه يؤثر مباشرة على حياة الأشخاص المحيطين به بشكل سلبي، هذا الأمر الذي يجعل الآخرين مع مرور الوقت ينفرون منه بسبب تلك التصرفات السيئة.
وكما نعلم أن الدين يشمل كل جوانب حياتنا، لذا علينا أن نعرف موقف الدين من الشخص الفضولي وكيفية التعامل معه، فنجد أن الرسول الكريم قد نهى المسلم عن التطّفل والفضول، ففي حديث عن النبي ﷺ أنه قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". فهذا الحديث يوضح صراحة أن الإنسان المسلم، إن أراد أن يجعل نفسه أفضل، عليه ألا يتدخل فيما لا يعنيه، لهذا على الإنسان أن يترك عادة التطّفل ويركز في حياته، ولا يكون إنسانًا فضوليًا مكروهًا ممن حوله.
للأسف عادة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين الخاصة، أصبحت لدى الكثير عادة لا يستطيع التخلي عنها، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته، لذلك دائما ضع حدودًا بينك وبين المتطفلين. تجنب مجاراة الأشخاص الفضوليين في ثرثرتهم عن حياة الآخرين الشخصية، حتى لا تساعدهم على التمادي في ذلك، وأيضًا تجاهل أسئلة الشخص الفضولي، وانشغل بأي شيء آخر، وتذكر أنه لا أحد يستطيع إجبارك على قول شيء أنت لا تريد قوله.
هذه العادة المزعجة منتشرة في الكثير من الناس. يقتحمون حياة الآخرين ويتدخلون في أمورهم الخاصة، ويحشرون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا يضعون حدودًا معينة يجب التوقف عندها وعدم مجاوزتها!
قبل سنوات انتقلت من مقر عملي القديم إلى مقر آخر بنفس المدينة، ومع أول يوم مباشرة لي بالمقر الجديد، قابلت إحداهن وليس بيننا سابق معرفة تذكر، ومن أول وهلة رأتني بها، سحبت كرسيًا وجلست أمامي مباشرة، وأخذت تنهال علي بزخم هائل من الأسئلة الفضولية المتتالية؛ مما جعلني استغرب ذلك التصرف منها وأستنكره بشدة، والأدهى والأمرّ من أنها لم تكتف بجلوسها أمامي دونما استئذان، وبطرح أسئلتها المقيتة تلك، ولكن الأمر تعداها إلى أنها أخذت تطرح عليّ أسئلة شخصية جدًا ليس من شانها ولا من حقها أن تسألها أبدًا، ولكنها أعطت لنفسها ذلك الحق دونما مراعاة لحقوق الطرف المقابل لها، والذي كان للأسف كاتبة هذه السطور.
طبعًا كان ردي لها صارمًا جدًا، وبدا واضحًا على قسمات وجهي الغاضبة. لم أنطق بحرف واحد، فقط كنت أرمقها بنظرات غاضبة للغاية، بعد ذلك قمت بتجاهلها، مما جعلها تفهم ما كنت أود قوله دون أن أتكلم، فما كان منها إلا أن لملمت ما بقي لها من ماء وجهها، وخرجت بارتباك شديد من المكان.
من الممكن أن تحاط في حياتك، سواء في الحياة العامة أو ضمن مجال العمل، بأشخاص فضوليين وحُشريين، كتلك الشخصية التي تحدثت عنها آنفًا.
اختلاف أنواع البشر وأشكالهم هو أمر طبيعي وأساسي، فبعض الناس نستطيع التكيف معهم ومع طباعهم سواء أكانت جيدة أو سيئة، والبعض الآخر لا نستطيع التكيف مع عيوبه الشخصية، فالتكيف مع العيوب هو أمر متفاوت بين البشر، ويعد الإنسان الفضولي من الأشخاص الغير مألوفين، وأغلب الأشخاص ينزعجون من هذا الطبع السيء، لأنه يؤثر مباشرة على حياة الأشخاص المحيطين به بشكل سلبي، هذا الأمر الذي يجعل الآخرين مع مرور الوقت ينفرون منه بسبب تلك التصرفات السيئة.
وكما نعلم أن الدين يشمل كل جوانب حياتنا، لذا علينا أن نعرف موقف الدين من الشخص الفضولي وكيفية التعامل معه، فنجد أن الرسول الكريم قد نهى المسلم عن التطّفل والفضول، ففي حديث عن النبي ﷺ أنه قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". فهذا الحديث يوضح صراحة أن الإنسان المسلم، إن أراد أن يجعل نفسه أفضل، عليه ألا يتدخل فيما لا يعنيه، لهذا على الإنسان أن يترك عادة التطّفل ويركز في حياته، ولا يكون إنسانًا فضوليًا مكروهًا ممن حوله.
للأسف عادة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين الخاصة، أصبحت لدى الكثير عادة لا يستطيع التخلي عنها، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته، لذلك دائما ضع حدودًا بينك وبين المتطفلين. تجنب مجاراة الأشخاص الفضوليين في ثرثرتهم عن حياة الآخرين الشخصية، حتى لا تساعدهم على التمادي في ذلك، وأيضًا تجاهل أسئلة الشخص الفضولي، وانشغل بأي شيء آخر، وتذكر أنه لا أحد يستطيع إجبارك على قول شيء أنت لا تريد قوله.