عراك العقول
يصادفنا في حياتنا اليومية، أناس نعيش معهم، ونتحدث إليهم، ونكاد نقابلهم، ونلتقي بهم كلّ يوم، ولكن بعقول صغيرة.. أجسام كبيرة بها عقول صغيرة، ولكن تجد أحياناً أن أصحاب هذه العقول، وصلوا إلى مستوى عالٍ من العلم والمعرفة، وأحيانًا يمتلكون مراكز ومناصب اجتماعية عالية، ومع ذلك لا تطيق أن تتكلم معهم أو تسمع كلامهم! وقد يكون ببعض كلامهم تجريح للآخرين، ويكون منطقهم منحطًّا بعض الشيء، وردود أفعالهم مقيتة مقززة، وأسلوبهم بالحوار منفّر، وعندما يتحدثون لا يراعون اللباقة بالحديث، فتراهم يتحدثون بصوت مرتفع جدًّا، وأقوالهم بها من الفظاظة ما يجعلك تدير ظهرك لهم وتغادرهم، وهم لا زالوا يثرثرون بتلك الهمجية والقبح، وكل ذلك يعود لصغر عقلهم، وليس سنهم.
طبيعة الحياة تشير بأننا نكبر كل يوم وكل ساعة، لكن ما بينته التجارب بأن لهذه القاعدة شواذ؛ فهي ليست صحيحة تمامًا، ولا تنطبق على الجميع!
لا شك أن أعمارنا تتقدم، لكن من الناحية العقلية هناك من يتراجع للخلف، وتصرفات البعض أثبتت أنهم يوماً بعد يوم يصغرون أكثر وأكثر حتى أصبحوا لا شيء.
تكبر عقولنا معنا إن لم تسيطر عليها عوامل عدة كالتسرع، وطغيان العواطف، وهوس الثرثرة، وقباحة اللفظ، وتدني المستوى في الحوار، وغير ذلك..
العقل هو ما يميز البشر عن كل المخلوقات، فإن همّشنا دوره وكبرنا ولم يكبر معنا؛ سنعيش كالحيوانات، ويلزمنا كليلة ودمنة لنحل قضايانا.
كثير من الكبار تنقصهم العقول؛ لأن تصرفاتهم العصبية والعاطفية تحكمهم. دائما ما يقترن العقل بالهدوء والسكينة والرَّويّة، فمن الغريب أن نكبر وفينا هوس الفوضى وانعدام الرزانة الذي يفقدنا عقولنا.
يجب على كل شخص أن تكون له شخصية مستقلة، وعقل يفكر، ومن هنا فلا يلزمه أن يقلد الوسط المحيط به دون تفكير أو استعمال للعقل، وإنما يحرص على اتباع الآخرين في الجيد، وعدم تقليدهم في السيء.
ولو أن كل شخص يفكر بعقل كبير، ويمشي على مبادئ الحوار وآدابها؛ لما رأينا إلا قليلًا من صغار العقول، وللأسف فإن هناك جهل كبير جدًا في أساسيات وأساليب الحوار وإبداء الرأي، فهنالك أناس عندما تخاطبهم، تشعر فعلًا بأنك تخاطب جاهلًا، وقد يكون أعلم منك، لكن سبحان الله لكل شخص أسلوبه في النقاش، فبعض الأشخاص الرد عليهم، والنزول إلى مستوى عقلياتهم إهانة لذاتك، لذلك الترفّع عنهم، وتهميشهم أفضل وسيلة في التعامل معهم.
والعقول المُسيئة للظن دائماً لا تستوعب النية الحسنة، فلا فائدة من تبرير أفعالك تجاههم، لذلك لا تعتذر لهم أبداً.
لا أحد يمتاز بصفة الكمال سوى الله. لذا كف عن نبش عيوب الآخرين.
قال تعالى: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
والسلام هنا ليس المعنى المعروف، ولكنّه الحكيم من القول أو أي قول فيه سلامة لهم.
وأنا أقول الأفضل تجاهلهم إلى درجة لا تسمح لهم بالتمادي، وأعتقد أنهم يختلفون عن بعض.. منهم من يزيد بالتمادي فيجب الرد عليه، ومنهم يكفيه التجاهل.
إننا إذا أردنا أن نبني فكرًا وشخصية لها وزنها داخل المجتمع، فلابد لنا أن نتجرّد من الأمراض والنقائص والعقد، التي لا تعبر سوى عن تدني الفكر والأخلاق، والوصول إلى مستوى لا يشرف، والحكمة نصفها الصمت أتعلمون لماذا؟ لأن هناك أشخاص يملكون عقولًا فارغة، وفي معظم الأحيان تكون إعاقتهم في طريقة التفكير، وهذا يكفي بأن تشغلهم بخلق الله أكثر مما تشغلهم بأنفسهم!
وختامًا ”الأواني الفارغة تُحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة، وكذلك البشر لا يُحدث الضجة فيهم إلا ذو العقول الفارغة، فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم".
طبيعة الحياة تشير بأننا نكبر كل يوم وكل ساعة، لكن ما بينته التجارب بأن لهذه القاعدة شواذ؛ فهي ليست صحيحة تمامًا، ولا تنطبق على الجميع!
لا شك أن أعمارنا تتقدم، لكن من الناحية العقلية هناك من يتراجع للخلف، وتصرفات البعض أثبتت أنهم يوماً بعد يوم يصغرون أكثر وأكثر حتى أصبحوا لا شيء.
تكبر عقولنا معنا إن لم تسيطر عليها عوامل عدة كالتسرع، وطغيان العواطف، وهوس الثرثرة، وقباحة اللفظ، وتدني المستوى في الحوار، وغير ذلك..
العقل هو ما يميز البشر عن كل المخلوقات، فإن همّشنا دوره وكبرنا ولم يكبر معنا؛ سنعيش كالحيوانات، ويلزمنا كليلة ودمنة لنحل قضايانا.
كثير من الكبار تنقصهم العقول؛ لأن تصرفاتهم العصبية والعاطفية تحكمهم. دائما ما يقترن العقل بالهدوء والسكينة والرَّويّة، فمن الغريب أن نكبر وفينا هوس الفوضى وانعدام الرزانة الذي يفقدنا عقولنا.
يجب على كل شخص أن تكون له شخصية مستقلة، وعقل يفكر، ومن هنا فلا يلزمه أن يقلد الوسط المحيط به دون تفكير أو استعمال للعقل، وإنما يحرص على اتباع الآخرين في الجيد، وعدم تقليدهم في السيء.
ولو أن كل شخص يفكر بعقل كبير، ويمشي على مبادئ الحوار وآدابها؛ لما رأينا إلا قليلًا من صغار العقول، وللأسف فإن هناك جهل كبير جدًا في أساسيات وأساليب الحوار وإبداء الرأي، فهنالك أناس عندما تخاطبهم، تشعر فعلًا بأنك تخاطب جاهلًا، وقد يكون أعلم منك، لكن سبحان الله لكل شخص أسلوبه في النقاش، فبعض الأشخاص الرد عليهم، والنزول إلى مستوى عقلياتهم إهانة لذاتك، لذلك الترفّع عنهم، وتهميشهم أفضل وسيلة في التعامل معهم.
والعقول المُسيئة للظن دائماً لا تستوعب النية الحسنة، فلا فائدة من تبرير أفعالك تجاههم، لذلك لا تعتذر لهم أبداً.
لا أحد يمتاز بصفة الكمال سوى الله. لذا كف عن نبش عيوب الآخرين.
قال تعالى: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
والسلام هنا ليس المعنى المعروف، ولكنّه الحكيم من القول أو أي قول فيه سلامة لهم.
وأنا أقول الأفضل تجاهلهم إلى درجة لا تسمح لهم بالتمادي، وأعتقد أنهم يختلفون عن بعض.. منهم من يزيد بالتمادي فيجب الرد عليه، ومنهم يكفيه التجاهل.
إننا إذا أردنا أن نبني فكرًا وشخصية لها وزنها داخل المجتمع، فلابد لنا أن نتجرّد من الأمراض والنقائص والعقد، التي لا تعبر سوى عن تدني الفكر والأخلاق، والوصول إلى مستوى لا يشرف، والحكمة نصفها الصمت أتعلمون لماذا؟ لأن هناك أشخاص يملكون عقولًا فارغة، وفي معظم الأحيان تكون إعاقتهم في طريقة التفكير، وهذا يكفي بأن تشغلهم بخلق الله أكثر مما تشغلهم بأنفسهم!
وختامًا ”الأواني الفارغة تُحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة، وكذلك البشر لا يُحدث الضجة فيهم إلا ذو العقول الفارغة، فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم".