• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

إذا لم تكن ظالمًا.. "فأنت ما فيك خير!"

بواسطة الكاتب : عيسى وصل 11-09-2018 01:51 مساءً 648 زيارات
في ليلة شتوية، كنت أنا وبعض الأصدقاء، نسمر حول نار أوقدناها، ونتبادل أطراف الحديث، ومن بينهم صديق لي، متغرب عن أهله، ويدرس في منطقة أخرى، فسألته عن معيشته هناك وأحواله؟

قال: الحمد لله كل على ما يرام.

قلت: وكيف وجدت أهل هذه المنطقة؟

قال: وجدت فيهم الكرم والشهامة، لدرجة أن الموظف هناك لو علم أنك من قبيلته ولك معاملة لسعى لك في إنجازها بأسرع وقت ويسرها لك.

قلت بلغة الاستعباط: اها.. يعني ظالمين!

قال بغضب وبلهجته: هذه حميّة.. وش عرفك أنت؟!

عجبًا أصبح الظلم له مسمى آخر!
(ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى)
حجة واهية.طال النقاش بينه وبيني، حتى أصبحت قضية رأي عام في جلستنا المتواضعة.

إن لم نحارب مثل هذه العنصرية المقيتة، فلا نحلم بأن تكون بلادنا في مصاف دول العالم، فلا يستحقرن أحدكم عمل الصواب، في مكان ما حتى ولو وصل الأمر إلى التحقير والتقليل منه، فقد قال لي الصديق العزيز، بعد ما سمع رأيي بأنّه: "ما فيني خير" وأني لا أهتم لقبيلتي، ومن تلك الديباجة التي يعلمها الجميع، لدرجة أنه سألني: أنت أنت لو كنت مسؤولًا، وبيدك الحل والربط، وجاءك أحد من قبيلتك، أو ابن عمك يطلبك أن تتوسط له، أو تنهي معاملته، فماذا تفعل؟

يظن بسؤاله أنه يحرجني من قول الحق.

قلت: وهل فعلي يضر بالآخرين؟

قال: ليس ضررًا، ولكن ستفضل ابن عمك بحكم منصبك!

قلت: سأرفض، وتذكرت هنا مقولة غازي القصيبي رحمه الله، في كتابه حياة في الإدارة:
"لا يمكن للمرء أن يدعي العفّة، ما لم يتعرض للفتنة"

أعاذنا الله وإياكم من الفتنة.

والله لأمر محزن أن نحفظ الآيات، والأحاديث الصحيحة الواضحة، التي تنهى عن مثل هذا، ثم لا نجد تطبيقاً لها في أرض الواقع. أصبحنا نفصل بين الدين والدنيا، ونطلب الرقي وهو بعيد عنا بسبب أفعالنا. إذا كانت عنصرية الغرب، قد ألحقت به العار، فماذا نقول عن عنصريتنا المقيتة التي ما أنزل الله بها من سلطان؟!
ولعل تأثير هذا الفعل، لو استسهله الواحد منا فإنه ينذر بخطر شديد لا آخر له.

يقول الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه، من أجل انطلاقة حضارية شاملة:
"إن المسافة التي علينا أن نقطعها تكمن في المفارقة بين المبادئ والواقع" ويقول: "إن هذه أحد أهم عوامل التخلف الحضاري في المجتمعات الإسلامية"

أما أنا فقد طال شرحي وحديثي لصديقنا العزيز، وللأسف لا أعتقد أني نجحت في إقناعه،ولكن كلي أمل بكم أعزائي القراء، بأن تعدلوا وتسعوا بأن تجعلوا مبادئكم وقيمكم الإسلامية، تصاحبكم أينما حللتم.

يقول الله تعالى (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ على أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر