• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

الذات بين جلدها والتقدير

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 12-08-2014 03:48 مساءً 2133 زيارات
مريم الحارثي

مواقف الحياة و تجاربها تصقل الإنسان و تضيف الكثير إلى خبراته، في الحياة نمر بأحداث كثيرة نعاصر بعضها و نطلع على الآخر عن بعد، و حين نرجع لذاتنا لنتأمل نرى أن المواقف التي نمر بها تضيف شيئا جديدا ربما في حصيلتنا العلمية أو في نظرتنا للأمور من حولنا.

هناك من يتعلم الكثير من خلال سفره و ترحاله ، قد يكون السفر مقصده المتعة أو الفائدة فيمتد لأيام و أسابيع و قد يكون السفر لمهمة تتعلق بعمل أو علم فتمتد لأشهر و أعوام ، و في كلا الحالتين يعاصر المسافر خبرة جديدة و ربما خبرات في محيط جديد عليه و يتعرف كيف تحيا شعوب أخرى ما هي قيمها و كيف تختلف حياتهم عن الحياة التي أعتاد عليها.

ومع كل خبرة يكتسبها الإنسان تتأثر نظرته للأمور من حوله ولو بشكل يسير أو غير ملحوظ، و من هنا يبدأ الواحد منا في عقد مقارنات بناء على ما اكتسب مؤخرا من خبرات و معلومات قد تصل في بعض الأحيان لمرحلة المهارات ، ومن المقارنات التى بتنا كثيرا ما نتداولها و نسمعها ، بل و حتى أننا أحيانا نكون طرفا إيجابيا بها هي تلك المقارنات التي تعقد للمقارنة بين طريقتنا في الحياة و طريقتهم في الحياة.

مقارنتنا في كثير من الأحيان تنبع من نية حسنة تطمح في التطوير و في الاستفادة مما رأينا و نقله أو تطويعه ليتناسب مع مرئياتنا بيد أن هذه المقارنات كثيرا ما باتت تتخذ منحى في جلد الذات و تضخيم السلبيات، فبتنا ننتقد أسلوب حياتنا الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية و كل مناحي الحياة بشكل عام. و المشكلة في رأيي أن انتقادنا بات يحمل سلاحا لجلد الذات أكثر من كونه وسيلة لتحديد الإعوجاج و تقييمه .

لو أردت أن آسرد أمثلة لأسلوب جلد الذات الذي بات منتشرا كل ما أنا بحاجة إليه هو العودة لرسائل الواتس أب و التي باتت تجعلنا نشعر بعقدة الذنب لكوننا نحن ، الإقرار بوجود أخطاء و انتقادها تصرف سليم بل و مطلوب من أجل الإرتقاء بذاتنا و مجتمعنا و لكن ما لا أحبذ و لا أحب على الصعيد الشخصي هو جلد الذات و تضخيم أخطاء أو سلوكيات لا نتفق معها و في المقابل نرى أن الإيجابيات التي نتمتع و مجتمعنا بها تكون مهمشة و تركن إلى ظل قصي ، حتى نرتقى من أنفسنا و نرتقى بمجتمعنا علينا أن نحدد كلا من الإيجابيات و السلبيات التي نتمتع بها ، نعمل على إظهار الإيجابيات و ضمان استمراريتها و الالتفات إلى السلبيات و العمل على تقويمها مع الاستفادة من خبرات الآخرين دون الاستغراق في جلد الذات و الانتقاص من الإيجابيات.

ومما وصانا به المولى عز وجل أن نسير في الأرض و نتعرف على أحوال الأمم ، و في سيرنا عبر و عظات تتعدى متعة الاستجمام وفرحة الحصول على شهادة علمية.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر