• ×
الأربعاء 16 أبريل 2025

تصريح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بمناسبة الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة

تصريح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بمناسبة الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة
بواسطة bnawaf8 04-23-2014 02:04 مساءً 567 زيارات
 الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بليغا في حديثه، يراعي مقتضى الحال ويطابقه في كلامه ليسهل على السامع فهمه وكان يكلم جلساءه بما يفهمون.
وقد أمرنا الله عز وجل بإتباع نبيه وطاعته صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وتعالى (وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون). وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون عن علم بكلامه، وحفظ لحديثه والاطلاع على سنته. والسنة عند المحدثين ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة.

ولا شك أن الرجوع إلى السنة النبوية المطهرة أمر في غاية الأهمية في بنية الإسلام وبذلك نكون قد وردنا النبع الصافي لمعرفة الإسلام الحنيف لبناء مجتمع صالح وجيل واع مثالي قوامه العدل والإحسان والوسطية والاعتدال.

فمن اطلع على أصول ديننا من الكتاب العزيز، وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفهمهما فهما صحيحا بمنظار فقه السلف الصالح يكون قد أخذ الشريعة من ينابيعها الصافية، ومصادرها الأصيلة، ووقف على حقيقة الإسلام الذي أمرنا الله تعالى به.

والذين حملوا لنا الحديث الشريف، والسنة النبوية هم أوثق جيل عرفته الإنسانية في القديم والحديث، وهم الرعيل الأول، الذين صاحبوا خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وقد صح عنه أنه قال: "خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم".

وقد أعز الله بهم الإسلام، وانتشر على أيديهم فرفعوا لواء التوحيد وأقاموا العدل في شرق البلاد وغربها.

لقد أدرك السلف الصالح أهمية السنة وأدركوا عظيم قدرها فكانوا يبذلون في تحصيلها النفس والنفيس ويهون عليهم المشاق ويستعذبون المتاعب والأسفار في سبيل تحصيل الحديث النبوي
فقد رحل جابر بن عبدالله رضي الله عنه إلى عبدالله بن أنيس رضي الله عنه من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد وخرج أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى عقبة بن عامر رضي الله عنه من المدينة إلى مصر ليتأكد منه عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا شباب كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا من القيلولة فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح التراب على وجهه حتى يخرج فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن اسمعه منك قال فيقول فهلا بعثت إلي حتى آتيك؟ فأقول أنا أحق أن آتيك. وروي عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال كنت أسير ثلاثة في الحديث الواحد والأمثلة والشواهد على الرحلة في طلب الحديث كثيرة.
وهذه الأسفار في تحصيل الحديث والسنة، وجمعها، والتأكد من صحتها كانت قبل تدوين الحديث التدوين العلمي. والآن أصبحت السنة وكتب الحديث النبوي ميسرة في متناول أيدي الناس، بطبعات حسنة، مضبوطة بالشكل وأهل العلم وحملة الحديث متوفرون في كل مكان وما على الراغب في السنة إلا الإقبال عليها بنهم، وهمة عالية في طلب العلم، ومعرفتها رواية ودراية.
وهذه المسابقة باعتبارها متصلة بالسنة تفرح قلوب المتعلقين بالسنة، وتقودهم إلى الإتقان، وتكلل معاملاتهم بالأخلاق الحسنة، وتصبغ شخصيتهم بأدب الإسلام وسماحته وعدله، وتجعلهم مشاعل خير وهداية وسلام للأجيال.

وإن هذه المملكة المباركة لها قصب السبق، وذروة المجد في العناية بالقرآن الكريم، والسنة النبوية شجعت الفتيان والفتيات على حفظه وترتيله وعقدت المسابقات والجوائز ترغيبا في التنافس في العلم والخير كما اعتنت بالسنة النبوية عناية فائقة، لذلك كان لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ورفعه درجته للسنة النبوية والدراسات الإسلامية الأثر العظيم في تعليم السنة وحفظ الأحاديث والإقبال عليها. وهذا يغرس في نفوس الشباب والشابات حبها، والرغبة في تطبيق مضمونها، والسير على هداها.

وهذه المسابقات يعود خيرها ونفعها على المجتمع والبلاد في التربية الصحيحة مما يضفي على المجتمع الاعتصام بحبل الله، والعقيدة الصحيحة، والتآلف والتحاب والاستقامة والأخلاق الحسنة، ونتائج ذلك الأمن والأمان في ربوع البلاد.
كما أن هذه المسابقات تربط المجتمع بأصول الدين الإسلامي الحنيف على أساس من الوسطية والاعتدال والله نسأل أن يبارك في جهود أصحاب السمو الملكي القائمين على هذه المسابقة ومن عاونهم وشاركهم في إنجاحها. وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة، ويوفقهم إلى المزيد من أعمال الخير، والاعتصام بالكتاب والسنة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

جديد المقالات

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

في زمنٍ أصبحت فيه “التمريرات” اليومية على شاشات الهواتف جزءاً من روتين الحياة، صار من الطبيعي أن...

كتابة : ماجد الحربي لطالما كنت أؤمن أن التصوير ليس مجرد التقاط مشهد عابر أو توثيق لحظة بل هو لغة...

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

أكثر