قاتلٌ يرقص على جسد فتاة !
صوت المدينة - رائد العوده
يقول جون ويليامز "ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا؟"
لفتتني قضايا مجتمعي ثم تسائلت مالقضية الكبرى في أن فتاة رقصت على أنغام موسيقى وانتشر رقصها ؟
أعلم بأن ليس هناك قضية ملموسة، ولكن في الحقيقة ستضج المجالس بالحديث عنها وتسمع أبشع الصفات تطاردها بحثًا عنها، بل وتبحث عن أبيها لشتم تربيته وربما تتبرأ منها قبيلتها.
ولن تنفك تلك العبارات عنها حتى تموت بحسرتها، وستجد أفضلهم حينها من يقول: "الله يستر على عباده" وهو يعي بأن هذه العبارة ليست أفضل من عبارات القذف الأخرى !
ذلك يذكرني أيضًا بمظاهر "الهياط" الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع بحثًا عن كلمة "كفو" والتي في الحقيقة "أعني هذه الكلمة" فرّقت ولم تجمع !
في الجانب الآخر نجد المطالبات بعتق رقبة فلان "القاتل" يصدح صوتها، ويتهافت الناس عليها، وتقام الأمسيات والمآدب الدسمة لجمع الأموال، وهو في الحقيقة ( قاتل)، لكنهم يضعون لقتله أسبابًا كشطارة الشيطان، وتغرير إبليس، والنفس الأمارة بالسوء !
غريبة هي حياتنا،، إعتداء على نفسٍ وعائلة لكن يتقبلها المجتمع ويتساعد مع القاتل ويجمع ملايين الريالات من أجل أمه المسكينه التي تنتظره وابنته التي تبكيه شوقًا، ولكن تلك الراقصة التي لاتريد منهم سوى السكوت عنها هيهات، كأن لا إبنة لها ولا أم ولا والد !
والغريب بأن ذلك "القاتل" الذي اجتمعوا لانقاذه سيقفون أمامه لو أراد الزواج من قبيلة معينة، ويهددونه بالقتل أيضًا !
هذه المفارقة العنيفة في تعاملها البعيدة كل البعد عن المنطق تولد لنا عصابات تعمل على تحريك المجتمع نحو ماتريده من إشعالٍ للفتن، حتى أنك ترى مثل هذه العناوين دارجة تحت كل وسم عبر "تويتر".
ولك عزيزي القارئ أن ترى ماذا قيل في وسم #هجوم_اسطنبول الأخير وكيف تم وصف المتوفين كمارقين من التربية والدين والعلم، رغم أن الخَطْبُ جلل والمصيبة كبيرة لكنهم وجدوها فرصة لبث أفكارهم "العنيفة" بدلا من تقديم التعازي والوقفات المعنوية التي تخفف من مصيبتهم.
أتعلم !
يبدو أن فرانكلين أدامز كان يمشي بيننا حين قال: "تخطىء فذلك من الطبع الإنساني ولكن أن تغفر فهو من الطبع النادر"
اتمنى أن لاتكون صفة التسامح والمعايشة والغفران قد باءت وتبددت .
ربنا ياجزيل العطاء وعظيم العفو والغفران لاتجعل لنا ذنبًا إلا غفرته، برحمتك وعفوك ياكريم.
:
:
:
أطيب المنى
رائد العودة
@raed_70
https://twitter.com/raed_70?lang=ar
يقول جون ويليامز "ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا؟"
لفتتني قضايا مجتمعي ثم تسائلت مالقضية الكبرى في أن فتاة رقصت على أنغام موسيقى وانتشر رقصها ؟
أعلم بأن ليس هناك قضية ملموسة، ولكن في الحقيقة ستضج المجالس بالحديث عنها وتسمع أبشع الصفات تطاردها بحثًا عنها، بل وتبحث عن أبيها لشتم تربيته وربما تتبرأ منها قبيلتها.
ولن تنفك تلك العبارات عنها حتى تموت بحسرتها، وستجد أفضلهم حينها من يقول: "الله يستر على عباده" وهو يعي بأن هذه العبارة ليست أفضل من عبارات القذف الأخرى !
ذلك يذكرني أيضًا بمظاهر "الهياط" الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع بحثًا عن كلمة "كفو" والتي في الحقيقة "أعني هذه الكلمة" فرّقت ولم تجمع !
في الجانب الآخر نجد المطالبات بعتق رقبة فلان "القاتل" يصدح صوتها، ويتهافت الناس عليها، وتقام الأمسيات والمآدب الدسمة لجمع الأموال، وهو في الحقيقة ( قاتل)، لكنهم يضعون لقتله أسبابًا كشطارة الشيطان، وتغرير إبليس، والنفس الأمارة بالسوء !
غريبة هي حياتنا،، إعتداء على نفسٍ وعائلة لكن يتقبلها المجتمع ويتساعد مع القاتل ويجمع ملايين الريالات من أجل أمه المسكينه التي تنتظره وابنته التي تبكيه شوقًا، ولكن تلك الراقصة التي لاتريد منهم سوى السكوت عنها هيهات، كأن لا إبنة لها ولا أم ولا والد !
والغريب بأن ذلك "القاتل" الذي اجتمعوا لانقاذه سيقفون أمامه لو أراد الزواج من قبيلة معينة، ويهددونه بالقتل أيضًا !
هذه المفارقة العنيفة في تعاملها البعيدة كل البعد عن المنطق تولد لنا عصابات تعمل على تحريك المجتمع نحو ماتريده من إشعالٍ للفتن، حتى أنك ترى مثل هذه العناوين دارجة تحت كل وسم عبر "تويتر".
ولك عزيزي القارئ أن ترى ماذا قيل في وسم #هجوم_اسطنبول الأخير وكيف تم وصف المتوفين كمارقين من التربية والدين والعلم، رغم أن الخَطْبُ جلل والمصيبة كبيرة لكنهم وجدوها فرصة لبث أفكارهم "العنيفة" بدلا من تقديم التعازي والوقفات المعنوية التي تخفف من مصيبتهم.
أتعلم !
يبدو أن فرانكلين أدامز كان يمشي بيننا حين قال: "تخطىء فذلك من الطبع الإنساني ولكن أن تغفر فهو من الطبع النادر"
اتمنى أن لاتكون صفة التسامح والمعايشة والغفران قد باءت وتبددت .
ربنا ياجزيل العطاء وعظيم العفو والغفران لاتجعل لنا ذنبًا إلا غفرته، برحمتك وعفوك ياكريم.
:
:
:
أطيب المنى
رائد العودة
@raed_70
https://twitter.com/raed_70?lang=ar