الثلاثاء تأبين المدينة عاصمة للثقافة الحزينة

الثلاثاء مساءً ستقاد المدينة المنورة الحزينة لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية وقد جردت من عباءتها الخضراء وقبتها الجميلة، واستبدلت بمنارة توجد في جميع المساجد، وستكون المدينة في تلك الليلة مثل عروس تم جرّها لعرشها ويصفق لها الجميع، وهناك من جلس يتشفى لجرحها المنكوء. في هذا الثلاثاء سنصلي حداداً على ما تجرّد من هذه العاصمة الطاهرة على أيدي عصبة من الرجال، نزعوا حياءها وقبتها الخضراء، ولا أدي ما هي المسببات؟ ولا هي المعطيات؟ ولماذا؟، فهي وسم المدينة المنورة وبهجتها ونورها الذي تعرف به المدينة في سائر الأزمان وكافة الأوطان. تلك الليلة سأغمض عينيا لكي لا أشاهدها وهي تمضي نحو احتفالها الذي لم ترض به ولم تهنأ ، وسأكون مواسياً لها متقرباً إليها منحنيا عند قبتها الخضراء لأقول لتلك القبلة سيذكر التاريخ بأن هناك من لم يرض بهذه الواقعة، الكئيبة وسيذكر التاريخ أنه في عام 1434 لم يحضر البعض هذا التأبين بل وكان منكراً في قلبه يوم أن غاب المعين والناصر واستفرد بعض أصحاب الفكر بها. الثلاثاء موعد التأبين لا عزاء لأهل المدينة المنورة ورجالاتها ممن فرض عليهم هذا الشعار ولم يتحركوا ولم يعارضوا، وقد عارض البعض من رجالاتها وكتبوا في ذلك وانتصروا لكن هناك من نجح في اقناع ولي الأمر بأن المدينة أفضل حالاً بدون هذه القبة الخضراء النيرة الجميلة المعطاءة، تلك الرمز والوسم العظيم والذي يرقد تحتها الجسد النبيل والطاهر المطهر، المصطفى من ولد عدنان محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. البسوا الحداد الأسود، وترجلوا عن مراكبكم وسيروا في هذه الليلة مطأطئين رؤوسكم، خاشعين متذللين، ولا تبكوا فلا يفيد البكاء على اللبن المسكوب، ولا تبكوا وسمكم المضاع، ولكم في ملك غرناطة آية، يوم أن قالت له أمه: أتبكي مثل النساء ملكاً مضاعاً في هذه الليلة غاب عن شعار المدينة المنورة القبة الخضراء، وبدت المدينة حاسرة رأسها وقد تطاير شعرها مثل اليتيمة بفقدان قبتها الخضراء، سنكون في هذه الليلة نتلوا الصلوات، ونقرأ التراتيل، لقد تم تأبين هذه القبة الخضراء، ولو علم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بحال أهل المدينة وحزنهم على قبتهم الخضراء لما رضي أن تغيب هذه القبة في هذا الاحتفال وفي هذا العهد السعودي الناصع بالبياض، وسيكتب التاريخ أنه في هذا العهد غيبت القبة من الشعار في عام 1434هـ. لا أدعو لمقاطعة برامج واحتفالات هذه المدينة المنورة باعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية، ولكن سيروا في تلك البرامج وأنتم مطأطئين رؤوسكم خجلاً من رأسها الحاسر فقد غابت قبتها الخضراء.