• ×
الإثنين 19 مايو 2025

المجتمع المريض لايتسامح مع الأصحاء

بواسطة رائد العوده 01-03-2021 11:03 صباحاً 693 زيارات
رائد العودة - صوت المدينة - raed_70 :

يقول الفيلسوف إريك فروم: المجتمع المريض لا يتسامح مع الأصحاء.

في "استراليا" وتحديدا في " نيو ساوث ويلز" كان هناك حي سكني يعاني من المراهقين الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية ويعرضون حياة المارة للخطر، وبالرغم من القوانين إلاّ أن عدد أولائك المتهورين يزداد يوما بعد يوم، وأصبحت ممارساتهم تلك تثير الذعر في نفوس السكان، ومع ازدياد عددهم وعدم قدرة الشرطة على الإطاحة بهم جميعًا كان لابد من حل مغاير وجديد في فكرته، وهنا قال المجتمع كلمته.

اتفق السكان على رفضهم لتلك الممارسات المسيئة، فاتفق على أمرٍ رآه البعض على أنه تافه ولا جدوى منه، إلا أن الوقت أثبت غير ذلك.
كانت العملية سهلة جدا، وهي أن يشير كل فرد بإصبعه الخنصر "الإصبع الصغير" لبعضهم البعض أمام كل متهور يقود سيارته بجنون، تعبيرا واتفاقًا فيما بينهم على صغر وتفاهة عقل ذلك المتهور.
وبعد فترة حصلت المفاجأة،، وأتت هذه الحركة البسيطة بنتائج جبارة بل وكانت سببًا في اختفاء ذلك التهور .
(( شاهد الفيديو))




هذا مثال على أن القوانين والأنظمة لها قوتها وأهميتها في الحفاظ على الأمن، ولكن المجتمع له قوته وكلمته التي يجب أن تتوافق في هدفها مع تلك الأنظمة، فهو قوة ناعمة مغيّرة تتغلغل في نفوس الأفراد وتؤثر في سلوكياتهم، وهذا ما يظهر جليًّا في المجتمعات التي يتماسك أفرادها مع أنظمة حكومتهم.
أخيراً....

كلّما رأيت ممارسات خارجة عن قيمنا، تذكر واجبك كفرد يعيش في مجتمع صحي، وقم بتغييره للأفضل بطريقة راقية لا تورّث الكراهية في نفوس الآخرين، فصاحب السلوك المشين لازال يشاركك هواء مدينتك، وتصحيحه باحتوائه والصبر عليه أفضل بكثير من نبذه والتعالي عليه لمجرد أنه خالفك.
ليس هناك كبير على الخطأ، أخطأنا وسنخطيء دائمًا، كونك إنسان يعني ذلك أنك تخطيء.
كن سليم النفس، طيّب السريرة، صححّ السلوك، ولكن آلف بين القلوب.

:
:

الشخص المريض لايتسامح مع الأصحاء، لكن المجتمع السليم سيحتوي المرضى ويعالجهم.

:
:

أطيب المنى

جديد المقالات

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

اعتلت القمة ، وبكل جدارة .. وأصبح من السهل عليها إدارة القمم .. وسارت بكل همة ، فملأتنا إثارة...

أسلوب فعال في التواصل والنقد البنّاء في بيئة العمل والتعليم والتفاعل اليومي، كثيراً ما نواجه...

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • زياد منير الحجيلي
    01-03-2021 05:49 مساءً
    ما شاء الله .. ابارك لك هذا المقال الرائع يا استاذنا المبدع رائد العوده ، رأيت فيها عدة فوانيس مضيئة منها : عنصر التشويق في عنوان المقال ، وترابط العالم مكاناً ووزماناً لأن الانسان يتنفس ويحيا هنا وهناك مهما اختلف الفكر والاتجاه ، والدين حياة وقيم ، والقيم ترفع من أصحابها وتسود قمم البذل والعطاء ، والتسلسل الرائع في عناصر الطرح من حيث الكلمة والمعنى ، فعلاً الانسان بلا فيك لا قيمة له .
  • وئام حامد
    01-05-2021 01:13 مساءً
    ابدعت
أكثر