• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025

بوح في حمى الصداقة

بواسطة ســـاره طـــلال 03-03-2015 02:13 مساءً 2148 زيارات
صوت المدينة / مريم الحارثي

في رحلة الحياة نخالط أصنافا من الناس ، بعضهم تربطنا بهم علاقة دم ورحم و آخرون تربطنا بهم علاقة عمل و دراسة و آخرون تربطنا بهم علاقة صداقة ، الصداقة من العلاقات التي لا تعرف حدا و لا تخضع لقوانين مكتوبة فقد يكون قريبا لك في الدم صديقا صدوقا و قد يكون صديقك شخص لم تتقابل معه إلا في خضم الحياة و مصادفاتها.


لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِيً
مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي
صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ

و لكون الإنسان كائن إجتماعي بطبعه تلعب الصداقة دوراً مهما في حياته و علاقاته و اتصاله بمن حوله ، الصداقة علاقة سامية تجمع أشخاص لوجود عوامل اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية تجمع بينهم ، و كثيرا ما نرى أن أصدقائنا يتشاركون معنا في بعض اهتماماتنا.

و لأن الصداقة أساسية في العلاقة الاجتماعية للإنسان لا يكاد يخلُ تاريخ أمة من الأمم من الإشارة للصداقة ودورها في تاريخ الشعوب ، فقد كان حواريوا سيدنا عيسى عليه السلام هم من جابوا البلاد يبشرون الناس بتعاليمه ،فقد ناصر أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نبينا الكريم و عاونوه في وقت وقف فيه أناس من عشيرته وقومه ضده و ضد دعوته ، و كلا الفريقين ممن ناصر النبي عليه السلام أو عارضه كان له عزوة في أصدقاء اختارهم فأعانوه على موقفه.


و بالتالي على قدر ما يكون للصديق تأثير إيجابي على صديقه فقد يكون له أثراً معاكسا يقول المولى عز وجل في سورة الزخرف ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
فللصداقة دور كبير في اتخاذ القرارات و في السلوك الذي يختاره الشخص لنفسه ، و على الرغم من أن الإنسان مسئول عن نفسه و تصرفاته إلا أنه لا يمكن أن يعيش بمعزل عن محيطه و بيئته ومن ضمن العوامل التى تؤثر في الشخص و قراراته هم أصدقاؤه.

و لا ريب أن القروي حين قال أبياته في الصداقة كان يعنى أصدقاء أوفياء ، تطيب الحياة برؤياهم و يسعد القلب بصحبتهم، إن أكرم الله الإنسان بصديق وفيّ يكون له عونا في الشدة قبل أن يكون له سلوة في الفرح . ومن النعم التي أتاحها لنا عصرنا الحديث أنه طوع لنا وسائل الاتصال فبتنا نستطيع أن نتواصل مع آصدقائنا مهما باعدتنا المسافات ، نسأل عن أحوالنا بعضنا البعض و نتشارك طرائف و مواقف مرت بنا في أوقات كنا نستمتع بجلساتنا سوية.

الصداقة لا تقتصر على حدود وطن ، أو أسوار مدرسة أو جامعة ، الصداقة علاقة حيث تبنى على احترام متبادل تستمر ركيزة في حياة الشخص ، و مما يهون على المرء البعد عن الوطن و الأهل وجود أصدقاء في حياته ، يقضى معهم ساعات سمر ، يتشارك معهم أحاديث قلب قلما يتشاركها مع الغير .

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

(الإمام الشافعي)


بقلم الكاتبة / مريم جمال الحارثي

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر