بوح في حمى الصداقة
صوت المدينة / مريم الحارثي
في رحلة الحياة نخالط أصنافا من الناس ، بعضهم تربطنا بهم علاقة دم ورحم و آخرون تربطنا بهم علاقة عمل و دراسة و آخرون تربطنا بهم علاقة صداقة ، الصداقة من العلاقات التي لا تعرف حدا و لا تخضع لقوانين مكتوبة فقد يكون قريبا لك في الدم صديقا صدوقا و قد يكون صديقك شخص لم تتقابل معه إلا في خضم الحياة و مصادفاتها.
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِيً
مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي
صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
و لكون الإنسان كائن إجتماعي بطبعه تلعب الصداقة دوراً مهما في حياته و علاقاته و اتصاله بمن حوله ، الصداقة علاقة سامية تجمع أشخاص لوجود عوامل اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية تجمع بينهم ، و كثيرا ما نرى أن أصدقائنا يتشاركون معنا في بعض اهتماماتنا.
و لأن الصداقة أساسية في العلاقة الاجتماعية للإنسان لا يكاد يخلُ تاريخ أمة من الأمم من الإشارة للصداقة ودورها في تاريخ الشعوب ، فقد كان حواريوا سيدنا عيسى عليه السلام هم من جابوا البلاد يبشرون الناس بتعاليمه ،فقد ناصر أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نبينا الكريم و عاونوه في وقت وقف فيه أناس من عشيرته وقومه ضده و ضد دعوته ، و كلا الفريقين ممن ناصر النبي عليه السلام أو عارضه كان له عزوة في أصدقاء اختارهم فأعانوه على موقفه.
و بالتالي على قدر ما يكون للصديق تأثير إيجابي على صديقه فقد يكون له أثراً معاكسا يقول المولى عز وجل في سورة الزخرف ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
فللصداقة دور كبير في اتخاذ القرارات و في السلوك الذي يختاره الشخص لنفسه ، و على الرغم من أن الإنسان مسئول عن نفسه و تصرفاته إلا أنه لا يمكن أن يعيش بمعزل عن محيطه و بيئته ومن ضمن العوامل التى تؤثر في الشخص و قراراته هم أصدقاؤه.
و لا ريب أن القروي حين قال أبياته في الصداقة كان يعنى أصدقاء أوفياء ، تطيب الحياة برؤياهم و يسعد القلب بصحبتهم، إن أكرم الله الإنسان بصديق وفيّ يكون له عونا في الشدة قبل أن يكون له سلوة في الفرح . ومن النعم التي أتاحها لنا عصرنا الحديث أنه طوع لنا وسائل الاتصال فبتنا نستطيع أن نتواصل مع آصدقائنا مهما باعدتنا المسافات ، نسأل عن أحوالنا بعضنا البعض و نتشارك طرائف و مواقف مرت بنا في أوقات كنا نستمتع بجلساتنا سوية.
الصداقة لا تقتصر على حدود وطن ، أو أسوار مدرسة أو جامعة ، الصداقة علاقة حيث تبنى على احترام متبادل تستمر ركيزة في حياة الشخص ، و مما يهون على المرء البعد عن الوطن و الأهل وجود أصدقاء في حياته ، يقضى معهم ساعات سمر ، يتشارك معهم أحاديث قلب قلما يتشاركها مع الغير .
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
(الإمام الشافعي)
بقلم الكاتبة / مريم جمال الحارثي
في رحلة الحياة نخالط أصنافا من الناس ، بعضهم تربطنا بهم علاقة دم ورحم و آخرون تربطنا بهم علاقة عمل و دراسة و آخرون تربطنا بهم علاقة صداقة ، الصداقة من العلاقات التي لا تعرف حدا و لا تخضع لقوانين مكتوبة فقد يكون قريبا لك في الدم صديقا صدوقا و قد يكون صديقك شخص لم تتقابل معه إلا في خضم الحياة و مصادفاتها.
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِيً
مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي
صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
و لكون الإنسان كائن إجتماعي بطبعه تلعب الصداقة دوراً مهما في حياته و علاقاته و اتصاله بمن حوله ، الصداقة علاقة سامية تجمع أشخاص لوجود عوامل اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية تجمع بينهم ، و كثيرا ما نرى أن أصدقائنا يتشاركون معنا في بعض اهتماماتنا.
و لأن الصداقة أساسية في العلاقة الاجتماعية للإنسان لا يكاد يخلُ تاريخ أمة من الأمم من الإشارة للصداقة ودورها في تاريخ الشعوب ، فقد كان حواريوا سيدنا عيسى عليه السلام هم من جابوا البلاد يبشرون الناس بتعاليمه ،فقد ناصر أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نبينا الكريم و عاونوه في وقت وقف فيه أناس من عشيرته وقومه ضده و ضد دعوته ، و كلا الفريقين ممن ناصر النبي عليه السلام أو عارضه كان له عزوة في أصدقاء اختارهم فأعانوه على موقفه.
و بالتالي على قدر ما يكون للصديق تأثير إيجابي على صديقه فقد يكون له أثراً معاكسا يقول المولى عز وجل في سورة الزخرف ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
فللصداقة دور كبير في اتخاذ القرارات و في السلوك الذي يختاره الشخص لنفسه ، و على الرغم من أن الإنسان مسئول عن نفسه و تصرفاته إلا أنه لا يمكن أن يعيش بمعزل عن محيطه و بيئته ومن ضمن العوامل التى تؤثر في الشخص و قراراته هم أصدقاؤه.
و لا ريب أن القروي حين قال أبياته في الصداقة كان يعنى أصدقاء أوفياء ، تطيب الحياة برؤياهم و يسعد القلب بصحبتهم، إن أكرم الله الإنسان بصديق وفيّ يكون له عونا في الشدة قبل أن يكون له سلوة في الفرح . ومن النعم التي أتاحها لنا عصرنا الحديث أنه طوع لنا وسائل الاتصال فبتنا نستطيع أن نتواصل مع آصدقائنا مهما باعدتنا المسافات ، نسأل عن أحوالنا بعضنا البعض و نتشارك طرائف و مواقف مرت بنا في أوقات كنا نستمتع بجلساتنا سوية.
الصداقة لا تقتصر على حدود وطن ، أو أسوار مدرسة أو جامعة ، الصداقة علاقة حيث تبنى على احترام متبادل تستمر ركيزة في حياة الشخص ، و مما يهون على المرء البعد عن الوطن و الأهل وجود أصدقاء في حياته ، يقضى معهم ساعات سمر ، يتشارك معهم أحاديث قلب قلما يتشاركها مع الغير .
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
(الإمام الشافعي)
بقلم الكاتبة / مريم جمال الحارثي