تجديد البلاغة في كلية اللغة العربية

فوزية عباس _
أوضح سعادة الدكتور سعد عبدالعظيم بيومي أن التجديد في البلاغة تراوح بين الكلاسيكية واللسانية متطرقا إلى ألوان من البديع والتماثل والتقابل بين البلاغة القديمة والحديثة
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها سعادته في كلية اللغة العربية بالجامعة افسلامية بالمدينة المنروة ضمن برنامج (تواصل الثقافي) بعنوان: "اتجاهات التجديد في الدرس البلاغي"، وقد تحدث في مستهلها عن التجديد من حيث حتميته وأنّه سنة الحياة، موضحاً أنّ الصراع بين القديم والحديث أزلي، وقد بدأ الصراع في هذه القضية على صعيدها اللغوي عند الرواة القدامى الذين اطرحوا شعر المحدثين للحفاظ على الشعر القديم الذي يهمهم في قضية الاستشهاد.
أما الصراع بين القديم والحديث على الصعيد البلاغي فقد احتدت معركته في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد كانت الصحف المصرية على وجه الخصوص محلاً لتلك النقاشات حول التجديد كما في مجلتي الرسالة والثقافة، وقد كانت مقالة أحمد أمين: "حاجة العلوم العربية للتجديد" أول ما دوّن في هذه القضية.
ثم شرع الدكتور بيومي بعرض أبرز المؤلفات والمقالات التي عُنيت بالتجديد من القرن الماضي إلى عصرنا الحاضر.
وأوضح بأن تلك الدعوات إلى التجديد كانت مبنية على بعض الادعاءات منها:
- أن البلاغة العربية وصلت إلى مرحلة الجمود ولم يعد هناك تجديد وأن السكاكي هو سبب ذلك لما أتى به من قواعد وقوانين جمّدت البلاغة.
- أن البلاغة العربية بلاغة جزئية لا تتجاوز الجملة والمفردة.
- كثرة التعريفات والتفريعات التي أصابت البلاغة بالجفاف.
ثم تحدث المحاضر عن اتجاهات التجديد في البلاغة وقسمها إلى ثلاث اتجاهات:
الأول: الاتجاه الكلاسيكي الجديد: ويمثله البلاغيون الذين لم يتأثروا بالمناهج العربية، ودعوا إلى تخليص البلاغة مما يثقل كاهلها من التفريعات والتقسيمات التي تقيدها.
الثاني: الذين تأثروا بالمناهج اللسانية الحديثة كالأسلوبية والبنائية، وهؤلاء دعوا إلى تنحية البلاغة العربية جانباً والإفادة من اللسانيات الحديثة.
الثالث: الذين حاولوا التجديد في بعض مواضيع البلاغة العربية والتصرف فيها بحذف ما لاطائل منه.
وقد تناول الدكتور كتاب أمين الخولي: "فن القول" الذي عدّه من الكتب التي مثّلت الاتجاه الكلاسيكي في التجديد، وعرض لتقسيمات الكتاب وما أقامه المؤلف فيها من مقارنة بين البلاغة العربية والبلاغة الغربية، وبين بلاغة الأمس وبلاغة اليوم.
وفي الاتجاه الذي يمثله اللسانيون تناول كتاب محمد عبدالمطلب: "بناء الأسلوب في شعر الحداثة"، الذي جمع فيه مؤلفه بين التنظير والتطبيق، وقد تطرق فيه لألوان بلاغية كالبديع والتقابل والتماثل، إضافةً إلى مايتعلق بالإيقاع كالسجع والتصريع والترصيع، وألوان التكرار وبلاغته.
وقد ختم المحاضر اللقاء بتناول ادعاء المجددين الذين يرون أنّ البلاغة العربية بلاغة اللفظ أو الجملة، وأكد على تهافته وأنّه لا يمكن أن يصدق ذلك على البلاغة العربية ومن يدعي ذلك فهو لم يرجع إلا إلى شروح التلخيص؛ لأن التراث حافل بالنظر إلى مافوق الفقرة أو النص كله كما في علم المناسبة، وعلم المتشابه، والعلوم التي ارتبطت بالبلاغة القرآنية وعُنيت بتتبيين العلاقة بين السور وتناسب المقاطع والمطالع تُثبت تهافت ذلك الادعاء.


جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها سعادته في كلية اللغة العربية بالجامعة افسلامية بالمدينة المنروة ضمن برنامج (تواصل الثقافي) بعنوان: "اتجاهات التجديد في الدرس البلاغي"، وقد تحدث في مستهلها عن التجديد من حيث حتميته وأنّه سنة الحياة، موضحاً أنّ الصراع بين القديم والحديث أزلي، وقد بدأ الصراع في هذه القضية على صعيدها اللغوي عند الرواة القدامى الذين اطرحوا شعر المحدثين للحفاظ على الشعر القديم الذي يهمهم في قضية الاستشهاد.
أما الصراع بين القديم والحديث على الصعيد البلاغي فقد احتدت معركته في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد كانت الصحف المصرية على وجه الخصوص محلاً لتلك النقاشات حول التجديد كما في مجلتي الرسالة والثقافة، وقد كانت مقالة أحمد أمين: "حاجة العلوم العربية للتجديد" أول ما دوّن في هذه القضية.
ثم شرع الدكتور بيومي بعرض أبرز المؤلفات والمقالات التي عُنيت بالتجديد من القرن الماضي إلى عصرنا الحاضر.
وأوضح بأن تلك الدعوات إلى التجديد كانت مبنية على بعض الادعاءات منها:
- أن البلاغة العربية وصلت إلى مرحلة الجمود ولم يعد هناك تجديد وأن السكاكي هو سبب ذلك لما أتى به من قواعد وقوانين جمّدت البلاغة.
- أن البلاغة العربية بلاغة جزئية لا تتجاوز الجملة والمفردة.
- كثرة التعريفات والتفريعات التي أصابت البلاغة بالجفاف.
ثم تحدث المحاضر عن اتجاهات التجديد في البلاغة وقسمها إلى ثلاث اتجاهات:
الأول: الاتجاه الكلاسيكي الجديد: ويمثله البلاغيون الذين لم يتأثروا بالمناهج العربية، ودعوا إلى تخليص البلاغة مما يثقل كاهلها من التفريعات والتقسيمات التي تقيدها.
الثاني: الذين تأثروا بالمناهج اللسانية الحديثة كالأسلوبية والبنائية، وهؤلاء دعوا إلى تنحية البلاغة العربية جانباً والإفادة من اللسانيات الحديثة.
الثالث: الذين حاولوا التجديد في بعض مواضيع البلاغة العربية والتصرف فيها بحذف ما لاطائل منه.
وقد تناول الدكتور كتاب أمين الخولي: "فن القول" الذي عدّه من الكتب التي مثّلت الاتجاه الكلاسيكي في التجديد، وعرض لتقسيمات الكتاب وما أقامه المؤلف فيها من مقارنة بين البلاغة العربية والبلاغة الغربية، وبين بلاغة الأمس وبلاغة اليوم.
وفي الاتجاه الذي يمثله اللسانيون تناول كتاب محمد عبدالمطلب: "بناء الأسلوب في شعر الحداثة"، الذي جمع فيه مؤلفه بين التنظير والتطبيق، وقد تطرق فيه لألوان بلاغية كالبديع والتقابل والتماثل، إضافةً إلى مايتعلق بالإيقاع كالسجع والتصريع والترصيع، وألوان التكرار وبلاغته.
وقد ختم المحاضر اللقاء بتناول ادعاء المجددين الذين يرون أنّ البلاغة العربية بلاغة اللفظ أو الجملة، وأكد على تهافته وأنّه لا يمكن أن يصدق ذلك على البلاغة العربية ومن يدعي ذلك فهو لم يرجع إلا إلى شروح التلخيص؛ لأن التراث حافل بالنظر إلى مافوق الفقرة أو النص كله كما في علم المناسبة، وعلم المتشابه، والعلوم التي ارتبطت بالبلاغة القرآنية وعُنيت بتتبيين العلاقة بين السور وتناسب المقاطع والمطالع تُثبت تهافت ذلك الادعاء.