ضمن فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية2013م
انطلاق أولى ندوات اعلام المدينة عن (حياة محمد الامين الشنقيطي صاحب أضواء البيان)
ماجد المحمدي
نظمت الأمانة العامة لمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية 1434هـ - 2013م أولى ندوات سلسلة ( أعلام المدينة المنورة) وذلك تحت عنوان ( حياة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان) وتأتي الندوة ضمن فعاليات المناسبة في هذه التظاهرة العلمية والثقافية والدينية والتي تقام على مدار العام في المدينة المنورة مهاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،وشارك في تقديم الندوة التي اقيمت بقاعة دار الهدى بفندق دار الايمان كل من الدكتور محمد المختار أبن الشيخ محمد الأمين عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة ، والأستاذ الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين المدرس بالمسجد النبوي الشريف وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية ، وذلك بحضور مدير فرع إدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور محمد الأمين الخطري ونائب رئيس جمعية تكافل بالمدينة المنورة مدير جامعة طيبة سابقا الدكتور منصور النزهة ونائب الامين العام للمناسبة رئيس لجنة البرامج الدكتور صلاح سلامة وعدد من رؤساء اللجان المنظمة وحشد كبير من طلاب العلم والمهتمين والمثقفين وقد بدأت الندوة بمقدمة عضو مجلس المنطقة سابقا الدكتور محمد انور البكري والتي رحب خلالها بالحضور وعرفهم بعنوان الندوة وملامح محتواها ، ثم استمع الحضور لآيات من الذكر الحكيم عقب ذلك بدأ الشيخ الدكتور محمد المختار أبن الشيخ محمد الامين عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة مرحبا بجميع الحضور شاكرا الله على هذه النعم الكريمة والآلاء الجسيمة والمشاركة في هذه الندوة المباركة ، وأضاف انها فرصة طيبة ان نجتمع بجوار النبيي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة نجتمع بهذه الوجوه الطيبة وندوة عن علم من اعلام المسلمين وكما يعلم الجميع ان العلماء هم ورثة الانبياء ودائما ما تعتني الناس بسير العلماء بهدف الاستفادة من تلك السير ونجد ذلك من قديم الزمان ، يبحثون عن سير العلماء حتى يتأثر فيهم من ياتي بعدهم مستشهدا بما جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله )) ولاشك ان الشيخ رحمه الله هو احد هؤلاء العلماء الذين امضو حياتهم في تعلم العلم وتعليمه ،بعد ذلك قدم لمحة عن والده العلامة الشيخ محمد الامين المختار رحمه الله وقال هو الشيخ محمد الامين بن محمد المختار يرجع نسبه الى حمير ولد سنة 1325هـ ، مكث في مسقط رأسه شنقيط في جمهورية موريتانيا (42) سنة ، ثم جاء جاء لهذه البلاد سنة 1367هـ ومكث هنا قبل ان يتوفاه الله 26 سنة إذ توفي عام 1393هـ .
وهذا يدل على ان الشيخ رحمه الله نضج علميا في العديد من العلوم في تلك البلاد ،والحقيقة أن كتب الشيخ والتي اريد أن اعرج عليها ، وهو يقول انها تمثل كل العلوم التي كان الشيخ رحمه الله سجلها في رحلته .
وقد نشا الشيخ رحمه الله يتيما وترك له والده ثروة عظيمة وكانت امه بنت عم ابيه ولما توفي والده مكث عند اخواله وابناء عمومته وبانت عليه منذ نعومة الصغرعلامات وامارات النجابة .
وعرف ذلك من خلال التهجي وأعطاه الله عز وجل ذاكرة قوية وفهما قويا ونهما في الدراسة فاخذ أول ما أخذ القرآن الكريم كعادته في ذلك القطر ثم درس مبادئ النحو والسيرة وانساب العرب ،وتعلم القرآن ثم حفظ القرآن وعمره 10 سنوات ،واخذ الاجازة على حفظه وعمره 16 عاما وكان خاله الذي يدرسه منع عنه الاجازة اول الامر لأنه يرى انه مازال صغيرا ثم بعد ذلك اعطاه اياها.
ثم رحل الى داخل موريتانيا وتعلم الفقه المالكي ورسم المصحف والنحو واللغة وانساب العرب وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم و تعلم كل ذلك وهو في سن صغير ونظم نظم في الانساب وجمعه في كتاب لكنه مزقه لأنه حسب قوله الفه بغرض التفوق على الاقران ، وندم رحمه الله على تمزيقه فيما بعد.
وخلال رحلته تعلم على يد الكثير من الشيوخ ثم رجع بعد ذلك الى محلة وكان يحكم بين الناس قاضيا ،ويعلم الناس، وكانت البلاد حينها تحت الاستعمار الفرنسي وكان يقول كانت الدنيا تظلم في عيني اذا رأيت العلم الفرنسي يتحرك في الهواء ،وكان هذا من اكثر الاسباب التي جعلته يسافر حتى جاء الى هذه البلاد ،كل العلوم التي كانت تدرس هناك درسها على يد المشايخ وكذلك من خلال المطالعة فتعلم فن التصريف والمنطق والعروض ،بعضها من نفسه ، وبعضها اخذها من الكتب وبقية العلوم اخذها من الشيوخ ومنها البلاغة و النحو والتفسير والحديث وخاصة الفقه المالكي وكان رحمه الله قد بذل جهدا كبيرا في الفقه وقال لو بذلته في الكتاب والسنة لكانت النتيجة اعظم .
ثم بعد ذلك جاء للحج وخرج سنة 1367هـ ،وسؤل خلال رحلته عن اشياء كثيرة في المنطق والعقيدة والأصول و الفقه والأدب وفي النحو وغير ذلك وسجل رحلة ذهابه للسودان ومما سؤل هنالك هل اليهود ستكون لهم دوله ؟ فقال الذي نفهم من السنة انهم ستقوم لهم دولة ،وسجل هذا كله ومن ضمن الاسئلة التي سألوها في السودان سؤالهم عن اخر كتاب قرأه فقال ديوان عمر بن ابي ربيعة وقال قرأته لأنه كتاب مليء بالشواهد اللغوية التي تساعد على فهم كتاب الله عز وجل ، كما سؤل عن البلاغة ،وذكر الاستعارات ومنها الاستعارات العنادية .
ثم واصل رحمه الله رحلته حتى وصل الى جدة عن طريق البحر وبعد أن ادى فريضة الحج رجع وسجل ذلك كله وزار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ثم بدأ حياته في هذه البلاد المباركة بعد أن التقى الشيخ عبدالله الزاحم رئيس محاكم المدينة المنورة رحمه الله عن طريق الشيخ محمد عبدالله والذي كان يعمل قاضيا وكان ابن خاله ومن العلماء المبرزين فجمعه به فلما تذاكرا وقعت بينهما مذاكرات ،كما استمرت المراسلات بينه وبين المفتي الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله ثم مكث بالمدينة ودرس في مدرسة العلوم الشرعية والمسجد النبوي ، ثم ذهب للرياض وكان من الذين اسسوا المعاهد والكليات والتي هي نواة جامعة الامام فمكث في الرياض 10 سنوات وهو يدرس في ايام الدراسة ، وفي ايام العطل يأتي للمدينة ويدرس في المسجد النبوي وكانت حياة الشيخ رحمه الله كلها مدرسة يدرس في البيت وفي الطريق، واستشهد بذلك ما ذكره الشيخ عطية رحمه الله والذي اخبر عنه الشيخ رحمه الله انه من اوفى تلامذته وكان يقول الشيخ عطيه رحمه الله انه درس عليه سورة البقرة بين البيت والمسجد النبوي وهو يمشي في الطريق .
وأضاف أن الشيخ رحمه الله اول ما بدأ يدرس في الرياض كان في مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم وكان الشيخ عطيه معه يدرس ،ثم رأى المسئولون عودته للمدينة المنورة مع افتتاح الجامعة الاسلامية عام 1381هـ فكان الشيخ رحمه الله ممن وضع مناهجها واختاروا كتبها رحمهم الله جميعا بمشاركة عدد من المشايخ منهم الشيخ محمد بن ابراهيم و الاشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهم الله ، كما كان الشيخ عضوا تأسيسيا في رابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء ومدرسا في الجامعة الاسلامية ومدرسا في الحرم النبوي ويقوم رحمه الله بالدروس في بعض الاحيان في مسجد الخيف اثناء الحج .
عقب ذلك اكمل والأستاذ الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين المدرس بالمسجد النبوي الشريف وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الحديث عن سيرة والده العطرة والذي بدا حديثه شاكرا ومرحبا بالقول اهلا وسهلا بإخوتي في الله وأحبتي في هذا المكان الطيب جوار المسجد الطيب في المجلس الطيب عن رجل طيب ،وأضاف بإيجاز فإن الشيخ رحمه الله أتى به ربه وهو مبدع فقد خلق الله عنده صفة الابداع التي تفتقدها الامة الان ،ومن صفات الشيخ الابداع وهذا واقع مؤكد أهمية الابداع بأن يكمل الانسان الجوانب التي تنقص الامة ، وبين أن الشيخ رحمه الله قد برع في تفسير القرآن بالقرآن، والذي لم يفسر فيه كتاب مستقل فانبرى لهذا الجانب وهذا الجانب يتكون من جهتين ويظهر ذلك من خلاله مؤلفه كتاب ( اضواء البيان ) والذي الفه في نقطتين النقطة الاولى ايضاح القرآن بالقران وهذا يقول فيه الشيخ رحمه الله لا دخل لي فيه فكان منحة من الله جل وعلا كلما اخذت القلم تواردت الآيات علي وهذا شيء من الله ، الثاني جمع كل آية مع آية بينهما تعارض وكيف يجمع بينهما وهي سمة من سمات مهندسي القرآن ، والحقيقة الحديث عن الشيخ يطول فقد تكلم عنه طلابه وزملائه ومعاصروه ،وأولف فيه خمسة عشر رسالة كلها نوقشت عن الشيخ ، وباختصار اود ان اشير الى ثلاث نقاط كانت بارزة في حياة الشيخ الاولى لا يرضى أن يغتاب احد في مجلسة ولا يرضى الحديث عن اعراض الناس واستشهد بمواقف عن ذلك ،النقطة الثانية كان رحمه الله يزهد طلابه في الدنيا وكان يقول الانسان اما مكنز او مستهلك ، والذي يشتغل بالدنيا لايجد طعما لحياته ولا يتصدق بما جمعه من مال ، اما العلم هو الذي يعزك ويرفعك ،هو الذي يبين لك الحلال من الحرام هو الذي يوفقك لإخلاص العمل لله ، هو الذي يبعدك عن البدع ،ويجعلك تخاف الله اما المال فصاحبه عبد له فاسعد الناس من رزقه الله الكفاف ،والنقطة الثالثة التي كان يمتاز بها الشيخ رحمه الله كثرة المحفوظات ما مر علي مثله شخصا اكثر منه حفظا واجتهادا يكاد يحفظ القاموس المحيط ، الشعر الجاهلي ،اقوال المفسرين ، الحديث ،التاريخ السيرة ، والبلاغة ،والأدب وكان عنده في الحفظ تميز عجيب.
واسترسل قائلا ثم انه في كتابه (اضواء البيان) الذي ظهرت فيه شخصيته وظهر فيه علمه حيث يقول اقوالا لم اقف على من قالها إلا قلة من العلماء مثل عند قوله تعالى ((والنجم اذا هوى* ماظل صاحبكم وما غوى )) قال الذي يظهر الي ان النجم هو القران لقوله تعالى ((فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم)) ثم يأـي جواب القسم في قوله تعالى (انه لقران كريم)) كما بين أن عند الشيخ نظرات في الكتاب ثاقبة رحمة الله علينا وعليه ، ومن الامور العجيبة قال مخلقة وغير مخلقة هي التامة وناقصة الخلقة ولذلك في هذا الكتاب ابحاث الامة في حاجة اليها ((ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم)) بين مشاكل الامة وأسئلة وبين الاجابة عليها من القران ، كيف يقول المسلمون وكيف يختلف المسلمون ، وبين الاجابة من القران وبين ان الطعون التي يطعن بها الغرب عن الاسلام هي في ثلاث نقاط في قضايا المرأة ،وقضايا الرق ، وعقوبة السرقة وعقوبة الزاني وبين كيف الشريعة قررت هذه العقوبات وان غير هذه العقوبة عاجز ان يحل مشاكل الخلق وبين ذلك بيانا شافيا وقدم حجج عقلية في غاية الجودة ثم بين موقف المسلم من الائمة الاربعة وما لايجب والفرق بين الاتباع وبين الابتداع ووضح ذلك ايضاحا شافيا ، كما رد ردا قويا على ثلاثة في كتابه وهو الشيخ الصاوي رحمة الله عليه ،و رد على ابن حزم وترحم عليه ، كما رد على الزمخشري ، وكان يتأدب مع طلابه وجلسائه ويتواضع وكان غاية في الزهد من غير تكلف حباه الله العلم والتقى والفضل ولما جاء الى هذه البلاد اكرمه اهلها من حكام ،ومشايخ، ومن سكان ، فجزا الله الجميع خير الجزاء نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بعلمه .
بعد ذلك فتح باب المداخلات والاستفسارات عن حياة الشيخ ومسيرته العلمية ومنها السؤال عن اضافة بعض المواقف من حياة الشيخ فأجاب الشيخين الفاضلين بأن والدهما رحمه الله كان مدرسة بمعنى أن مايقوله يفعله واضافا أن هنالك من اعطى الشيخ رحمه الله قصر في مزرعة في الطائف وامتنع ان يأخذها ، وكانت تركته بيت شعبي في مكه ومثله في المدينة واربعة الاف ريال ويطالب بخمس وتسعون ريال ، ولو لم يكن زاهدا في الدنيا لكان عنده مال كثير وكان يقول ذلك رحمه الله .
كما طالب احد السائلين ان يخصص ابنائه موقع له يرصد سيرته ومسيرته العلمية ومؤلفاته.وتخلل الندوة مشاركة عدد من طلاب الشيخ وتلامذته الذين استشهدوا بمواقف متعددة تبرز مكانة وفضل هذا الشيخ الجليل .
كما استمع الحضور خلال الندوة الى قصيدة نظمت في الشيخ الجليل رحمه الله كتبها الشيخ العلامة الشاعر محمد الاغاثة الشنقيطي وقدمها نيابة عنه ابنه الدكتور عبدالله بن محمد الاغاثة الشنقيطي والتي بين انها القيت امام الشيخ عند زيارته موريتانيا ونالت اعجابه وفي ختام الندوة التي شهدت حضورا كبيرا من تلامذة الشيخ الفاضل رحمه الله وطلبة العلم قدمت هديتين تذكاريتين للشيخ محمد المختار وأخيه الدكتور عبدالله بن محمد الامين من الأمانة العامة لمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية ثم تناول الجميع طعام العشاء.
نظمت الأمانة العامة لمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية 1434هـ - 2013م أولى ندوات سلسلة ( أعلام المدينة المنورة) وذلك تحت عنوان ( حياة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان) وتأتي الندوة ضمن فعاليات المناسبة في هذه التظاهرة العلمية والثقافية والدينية والتي تقام على مدار العام في المدينة المنورة مهاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،وشارك في تقديم الندوة التي اقيمت بقاعة دار الهدى بفندق دار الايمان كل من الدكتور محمد المختار أبن الشيخ محمد الأمين عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة ، والأستاذ الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين المدرس بالمسجد النبوي الشريف وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية ، وذلك بحضور مدير فرع إدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور محمد الأمين الخطري ونائب رئيس جمعية تكافل بالمدينة المنورة مدير جامعة طيبة سابقا الدكتور منصور النزهة ونائب الامين العام للمناسبة رئيس لجنة البرامج الدكتور صلاح سلامة وعدد من رؤساء اللجان المنظمة وحشد كبير من طلاب العلم والمهتمين والمثقفين وقد بدأت الندوة بمقدمة عضو مجلس المنطقة سابقا الدكتور محمد انور البكري والتي رحب خلالها بالحضور وعرفهم بعنوان الندوة وملامح محتواها ، ثم استمع الحضور لآيات من الذكر الحكيم عقب ذلك بدأ الشيخ الدكتور محمد المختار أبن الشيخ محمد الامين عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة مرحبا بجميع الحضور شاكرا الله على هذه النعم الكريمة والآلاء الجسيمة والمشاركة في هذه الندوة المباركة ، وأضاف انها فرصة طيبة ان نجتمع بجوار النبيي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة نجتمع بهذه الوجوه الطيبة وندوة عن علم من اعلام المسلمين وكما يعلم الجميع ان العلماء هم ورثة الانبياء ودائما ما تعتني الناس بسير العلماء بهدف الاستفادة من تلك السير ونجد ذلك من قديم الزمان ، يبحثون عن سير العلماء حتى يتأثر فيهم من ياتي بعدهم مستشهدا بما جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله )) ولاشك ان الشيخ رحمه الله هو احد هؤلاء العلماء الذين امضو حياتهم في تعلم العلم وتعليمه ،بعد ذلك قدم لمحة عن والده العلامة الشيخ محمد الامين المختار رحمه الله وقال هو الشيخ محمد الامين بن محمد المختار يرجع نسبه الى حمير ولد سنة 1325هـ ، مكث في مسقط رأسه شنقيط في جمهورية موريتانيا (42) سنة ، ثم جاء جاء لهذه البلاد سنة 1367هـ ومكث هنا قبل ان يتوفاه الله 26 سنة إذ توفي عام 1393هـ .
وهذا يدل على ان الشيخ رحمه الله نضج علميا في العديد من العلوم في تلك البلاد ،والحقيقة أن كتب الشيخ والتي اريد أن اعرج عليها ، وهو يقول انها تمثل كل العلوم التي كان الشيخ رحمه الله سجلها في رحلته .
وقد نشا الشيخ رحمه الله يتيما وترك له والده ثروة عظيمة وكانت امه بنت عم ابيه ولما توفي والده مكث عند اخواله وابناء عمومته وبانت عليه منذ نعومة الصغرعلامات وامارات النجابة .
وعرف ذلك من خلال التهجي وأعطاه الله عز وجل ذاكرة قوية وفهما قويا ونهما في الدراسة فاخذ أول ما أخذ القرآن الكريم كعادته في ذلك القطر ثم درس مبادئ النحو والسيرة وانساب العرب ،وتعلم القرآن ثم حفظ القرآن وعمره 10 سنوات ،واخذ الاجازة على حفظه وعمره 16 عاما وكان خاله الذي يدرسه منع عنه الاجازة اول الامر لأنه يرى انه مازال صغيرا ثم بعد ذلك اعطاه اياها.
ثم رحل الى داخل موريتانيا وتعلم الفقه المالكي ورسم المصحف والنحو واللغة وانساب العرب وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم و تعلم كل ذلك وهو في سن صغير ونظم نظم في الانساب وجمعه في كتاب لكنه مزقه لأنه حسب قوله الفه بغرض التفوق على الاقران ، وندم رحمه الله على تمزيقه فيما بعد.
وخلال رحلته تعلم على يد الكثير من الشيوخ ثم رجع بعد ذلك الى محلة وكان يحكم بين الناس قاضيا ،ويعلم الناس، وكانت البلاد حينها تحت الاستعمار الفرنسي وكان يقول كانت الدنيا تظلم في عيني اذا رأيت العلم الفرنسي يتحرك في الهواء ،وكان هذا من اكثر الاسباب التي جعلته يسافر حتى جاء الى هذه البلاد ،كل العلوم التي كانت تدرس هناك درسها على يد المشايخ وكذلك من خلال المطالعة فتعلم فن التصريف والمنطق والعروض ،بعضها من نفسه ، وبعضها اخذها من الكتب وبقية العلوم اخذها من الشيوخ ومنها البلاغة و النحو والتفسير والحديث وخاصة الفقه المالكي وكان رحمه الله قد بذل جهدا كبيرا في الفقه وقال لو بذلته في الكتاب والسنة لكانت النتيجة اعظم .
ثم بعد ذلك جاء للحج وخرج سنة 1367هـ ،وسؤل خلال رحلته عن اشياء كثيرة في المنطق والعقيدة والأصول و الفقه والأدب وفي النحو وغير ذلك وسجل رحلة ذهابه للسودان ومما سؤل هنالك هل اليهود ستكون لهم دوله ؟ فقال الذي نفهم من السنة انهم ستقوم لهم دولة ،وسجل هذا كله ومن ضمن الاسئلة التي سألوها في السودان سؤالهم عن اخر كتاب قرأه فقال ديوان عمر بن ابي ربيعة وقال قرأته لأنه كتاب مليء بالشواهد اللغوية التي تساعد على فهم كتاب الله عز وجل ، كما سؤل عن البلاغة ،وذكر الاستعارات ومنها الاستعارات العنادية .
ثم واصل رحمه الله رحلته حتى وصل الى جدة عن طريق البحر وبعد أن ادى فريضة الحج رجع وسجل ذلك كله وزار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ثم بدأ حياته في هذه البلاد المباركة بعد أن التقى الشيخ عبدالله الزاحم رئيس محاكم المدينة المنورة رحمه الله عن طريق الشيخ محمد عبدالله والذي كان يعمل قاضيا وكان ابن خاله ومن العلماء المبرزين فجمعه به فلما تذاكرا وقعت بينهما مذاكرات ،كما استمرت المراسلات بينه وبين المفتي الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله ثم مكث بالمدينة ودرس في مدرسة العلوم الشرعية والمسجد النبوي ، ثم ذهب للرياض وكان من الذين اسسوا المعاهد والكليات والتي هي نواة جامعة الامام فمكث في الرياض 10 سنوات وهو يدرس في ايام الدراسة ، وفي ايام العطل يأتي للمدينة ويدرس في المسجد النبوي وكانت حياة الشيخ رحمه الله كلها مدرسة يدرس في البيت وفي الطريق، واستشهد بذلك ما ذكره الشيخ عطية رحمه الله والذي اخبر عنه الشيخ رحمه الله انه من اوفى تلامذته وكان يقول الشيخ عطيه رحمه الله انه درس عليه سورة البقرة بين البيت والمسجد النبوي وهو يمشي في الطريق .
وأضاف أن الشيخ رحمه الله اول ما بدأ يدرس في الرياض كان في مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم وكان الشيخ عطيه معه يدرس ،ثم رأى المسئولون عودته للمدينة المنورة مع افتتاح الجامعة الاسلامية عام 1381هـ فكان الشيخ رحمه الله ممن وضع مناهجها واختاروا كتبها رحمهم الله جميعا بمشاركة عدد من المشايخ منهم الشيخ محمد بن ابراهيم و الاشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهم الله ، كما كان الشيخ عضوا تأسيسيا في رابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء ومدرسا في الجامعة الاسلامية ومدرسا في الحرم النبوي ويقوم رحمه الله بالدروس في بعض الاحيان في مسجد الخيف اثناء الحج .
عقب ذلك اكمل والأستاذ الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين المدرس بالمسجد النبوي الشريف وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الحديث عن سيرة والده العطرة والذي بدا حديثه شاكرا ومرحبا بالقول اهلا وسهلا بإخوتي في الله وأحبتي في هذا المكان الطيب جوار المسجد الطيب في المجلس الطيب عن رجل طيب ،وأضاف بإيجاز فإن الشيخ رحمه الله أتى به ربه وهو مبدع فقد خلق الله عنده صفة الابداع التي تفتقدها الامة الان ،ومن صفات الشيخ الابداع وهذا واقع مؤكد أهمية الابداع بأن يكمل الانسان الجوانب التي تنقص الامة ، وبين أن الشيخ رحمه الله قد برع في تفسير القرآن بالقرآن، والذي لم يفسر فيه كتاب مستقل فانبرى لهذا الجانب وهذا الجانب يتكون من جهتين ويظهر ذلك من خلاله مؤلفه كتاب ( اضواء البيان ) والذي الفه في نقطتين النقطة الاولى ايضاح القرآن بالقران وهذا يقول فيه الشيخ رحمه الله لا دخل لي فيه فكان منحة من الله جل وعلا كلما اخذت القلم تواردت الآيات علي وهذا شيء من الله ، الثاني جمع كل آية مع آية بينهما تعارض وكيف يجمع بينهما وهي سمة من سمات مهندسي القرآن ، والحقيقة الحديث عن الشيخ يطول فقد تكلم عنه طلابه وزملائه ومعاصروه ،وأولف فيه خمسة عشر رسالة كلها نوقشت عن الشيخ ، وباختصار اود ان اشير الى ثلاث نقاط كانت بارزة في حياة الشيخ الاولى لا يرضى أن يغتاب احد في مجلسة ولا يرضى الحديث عن اعراض الناس واستشهد بمواقف عن ذلك ،النقطة الثانية كان رحمه الله يزهد طلابه في الدنيا وكان يقول الانسان اما مكنز او مستهلك ، والذي يشتغل بالدنيا لايجد طعما لحياته ولا يتصدق بما جمعه من مال ، اما العلم هو الذي يعزك ويرفعك ،هو الذي يبين لك الحلال من الحرام هو الذي يوفقك لإخلاص العمل لله ، هو الذي يبعدك عن البدع ،ويجعلك تخاف الله اما المال فصاحبه عبد له فاسعد الناس من رزقه الله الكفاف ،والنقطة الثالثة التي كان يمتاز بها الشيخ رحمه الله كثرة المحفوظات ما مر علي مثله شخصا اكثر منه حفظا واجتهادا يكاد يحفظ القاموس المحيط ، الشعر الجاهلي ،اقوال المفسرين ، الحديث ،التاريخ السيرة ، والبلاغة ،والأدب وكان عنده في الحفظ تميز عجيب.
واسترسل قائلا ثم انه في كتابه (اضواء البيان) الذي ظهرت فيه شخصيته وظهر فيه علمه حيث يقول اقوالا لم اقف على من قالها إلا قلة من العلماء مثل عند قوله تعالى ((والنجم اذا هوى* ماظل صاحبكم وما غوى )) قال الذي يظهر الي ان النجم هو القران لقوله تعالى ((فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم)) ثم يأـي جواب القسم في قوله تعالى (انه لقران كريم)) كما بين أن عند الشيخ نظرات في الكتاب ثاقبة رحمة الله علينا وعليه ، ومن الامور العجيبة قال مخلقة وغير مخلقة هي التامة وناقصة الخلقة ولذلك في هذا الكتاب ابحاث الامة في حاجة اليها ((ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم)) بين مشاكل الامة وأسئلة وبين الاجابة عليها من القران ، كيف يقول المسلمون وكيف يختلف المسلمون ، وبين الاجابة من القران وبين ان الطعون التي يطعن بها الغرب عن الاسلام هي في ثلاث نقاط في قضايا المرأة ،وقضايا الرق ، وعقوبة السرقة وعقوبة الزاني وبين كيف الشريعة قررت هذه العقوبات وان غير هذه العقوبة عاجز ان يحل مشاكل الخلق وبين ذلك بيانا شافيا وقدم حجج عقلية في غاية الجودة ثم بين موقف المسلم من الائمة الاربعة وما لايجب والفرق بين الاتباع وبين الابتداع ووضح ذلك ايضاحا شافيا ، كما رد ردا قويا على ثلاثة في كتابه وهو الشيخ الصاوي رحمة الله عليه ،و رد على ابن حزم وترحم عليه ، كما رد على الزمخشري ، وكان يتأدب مع طلابه وجلسائه ويتواضع وكان غاية في الزهد من غير تكلف حباه الله العلم والتقى والفضل ولما جاء الى هذه البلاد اكرمه اهلها من حكام ،ومشايخ، ومن سكان ، فجزا الله الجميع خير الجزاء نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بعلمه .
بعد ذلك فتح باب المداخلات والاستفسارات عن حياة الشيخ ومسيرته العلمية ومنها السؤال عن اضافة بعض المواقف من حياة الشيخ فأجاب الشيخين الفاضلين بأن والدهما رحمه الله كان مدرسة بمعنى أن مايقوله يفعله واضافا أن هنالك من اعطى الشيخ رحمه الله قصر في مزرعة في الطائف وامتنع ان يأخذها ، وكانت تركته بيت شعبي في مكه ومثله في المدينة واربعة الاف ريال ويطالب بخمس وتسعون ريال ، ولو لم يكن زاهدا في الدنيا لكان عنده مال كثير وكان يقول ذلك رحمه الله .
كما طالب احد السائلين ان يخصص ابنائه موقع له يرصد سيرته ومسيرته العلمية ومؤلفاته.وتخلل الندوة مشاركة عدد من طلاب الشيخ وتلامذته الذين استشهدوا بمواقف متعددة تبرز مكانة وفضل هذا الشيخ الجليل .
كما استمع الحضور خلال الندوة الى قصيدة نظمت في الشيخ الجليل رحمه الله كتبها الشيخ العلامة الشاعر محمد الاغاثة الشنقيطي وقدمها نيابة عنه ابنه الدكتور عبدالله بن محمد الاغاثة الشنقيطي والتي بين انها القيت امام الشيخ عند زيارته موريتانيا ونالت اعجابه وفي ختام الندوة التي شهدت حضورا كبيرا من تلامذة الشيخ الفاضل رحمه الله وطلبة العلم قدمت هديتين تذكاريتين للشيخ محمد المختار وأخيه الدكتور عبدالله بن محمد الامين من الأمانة العامة لمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية ثم تناول الجميع طعام العشاء.