بمناسبة المدينة المنورة عاصمة للثقاة الإسلامية 1434هـ - 2013م
كلمة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)
لقد كان اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ / 2013م، بقرار من المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة، اختياراً حكيماً ينسجم تماماً مع المكانة السامية التي تتبوأها المدينة المنورة، على صاحبها أزكى الصلاة والسلام، ليس على مدى التاريخ فحسب، وإنما في الحاضر المعيش، وفي المستقبل المأمول بإذن الله تعالى، لأن هذه المدينة النبوية فضلها الله تعالى بعد مكة المكرمة،فجعلها مصدراً لإشعاع الهدي الإلهي، ومنبعاً لازدهار الثقافة الإسلامية في مختلف فروعها، ومهوى لأفئدة المسلمين قاطبة من مختلف أقطار العالم. ولذلك فإن هذا الإختيار الحكيم، الذي جاء في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وهو الاختيار المناسب للعاصمة المناسبة وفي الوقت المناسب.
ولكن هذه المناسبة لاتنشىء واقعاً جديداً، ولا تؤسس وضعاً من فراغ، ولكنها تبني على الواقع القائم فعلاً على الأرض، باعتبار أن المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية منذ القرن الهجري الأول، فعلى أرضها انفجرت ينابيع العلوم الشرعية، وتدفقت جداول الثقافة الإسلامية، ومنها انطلقت كتائب الفتوحات الإسلامية التي أخرجت العالم القديم من الظلمات إلى النور، فدخلت الشعوب في دين الله أفواجا، وانتقلت من الدين الحنيف، المعارف الإسلامية إلى مختلف الأقطار التي دخلها الإسلام، فامتزجت وتلاقحت مع الثقافات الوطنية المحلية، لينبثق من هذا التمازج والتلاقح الثقافة الإسلامية بكل مشاربها وامتداداتها.
إن المدينة المنورة ليست فقط عاصمة للثقافة الإسلامية، بل هي عاصمة للدولة الإسلامية الأولى في عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهي ملاذ الصحابة والتابعين وتابعي التابعين . وحتى حينما انتقلت عاصمة الدولة الإسلامية إلى الشام ومنها إلى العراق، بقيت المدينة المنورة محتفظة بهذا الإشعاع النوراني، دائمة الإشراق، لها في قلوب المسلمين وضمائرهم المنزلة التي لاتضاهيها إلا المنزلة التي لمكة التي كرمها الله وجعلها أول مهبط للوحي ومبعثاً للرسالة، ومهداً للدعوة المحمدية.
لقد اكتسبت المدينة المنورة هذه الأهمية البالغة والمنزلة الرفيعة والقيمة التاريخية والعلمية والثقافية والحضارية العالية، من أنها المدينة التي احتضنت وآوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين اشتد عليه أذى عشيرته له في مكة، وجاء يثرب مهاجراً بالدين الحنيف الذي وجد في هذه المدينة الملاذ الآمن والظل الوارف من هجير الحصار والعنت والاضطهاد، فأشرقت بنور الإسلام لتكون مشعلاً لأنوار الهداية التي أضاءت أركان الدنيا ولا تزال.
فمكانة المدينة المنورة في تاريخ البشرية، وليس في تاريخ المسلمين فحسب، مكانة رفيعة المقام عظيمة الشأن جليلة القدر . وهي بذلك ستظل خالدة في الضمير الإنساني.
وهو الأمر الذي يضاعف من مسؤوليات الحفاظ على هذه المكانة النورانية الثقافية الإسلامية،وإغنائها على الدوام وجعلها منفتحة على العالم ومندمجة في الحضارة الإنسانية المعاصرة. مع الحرص الشديد على المقومات والثوابت والخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية .
فهذه المناسبة عظيمة الشأن، وهي من المناسبات المهمة التي ينبغي استغلالها على أحسن الوجوه، وبأفضل الأساليب وبأقوى الوسائل لتوظيف الرموز التي تنطوي عليها، ولتحقيق الأهداف المتوخاة منها.
ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية، التي هي من الداعمين الدائمين لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، ستولي أهمية كبيرة لهذه المناسبة، وستحرص على أن تكون مناسبة عظيمة لها نتائج ثقافية وحضارية عالية القيمة، ولها تميزها وخصوصيتها اللذان يليقان بمدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام
ولكن هذه المناسبة لاتنشىء واقعاً جديداً، ولا تؤسس وضعاً من فراغ، ولكنها تبني على الواقع القائم فعلاً على الأرض، باعتبار أن المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية منذ القرن الهجري الأول، فعلى أرضها انفجرت ينابيع العلوم الشرعية، وتدفقت جداول الثقافة الإسلامية، ومنها انطلقت كتائب الفتوحات الإسلامية التي أخرجت العالم القديم من الظلمات إلى النور، فدخلت الشعوب في دين الله أفواجا، وانتقلت من الدين الحنيف، المعارف الإسلامية إلى مختلف الأقطار التي دخلها الإسلام، فامتزجت وتلاقحت مع الثقافات الوطنية المحلية، لينبثق من هذا التمازج والتلاقح الثقافة الإسلامية بكل مشاربها وامتداداتها.
إن المدينة المنورة ليست فقط عاصمة للثقافة الإسلامية، بل هي عاصمة للدولة الإسلامية الأولى في عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهي ملاذ الصحابة والتابعين وتابعي التابعين . وحتى حينما انتقلت عاصمة الدولة الإسلامية إلى الشام ومنها إلى العراق، بقيت المدينة المنورة محتفظة بهذا الإشعاع النوراني، دائمة الإشراق، لها في قلوب المسلمين وضمائرهم المنزلة التي لاتضاهيها إلا المنزلة التي لمكة التي كرمها الله وجعلها أول مهبط للوحي ومبعثاً للرسالة، ومهداً للدعوة المحمدية.
لقد اكتسبت المدينة المنورة هذه الأهمية البالغة والمنزلة الرفيعة والقيمة التاريخية والعلمية والثقافية والحضارية العالية، من أنها المدينة التي احتضنت وآوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين اشتد عليه أذى عشيرته له في مكة، وجاء يثرب مهاجراً بالدين الحنيف الذي وجد في هذه المدينة الملاذ الآمن والظل الوارف من هجير الحصار والعنت والاضطهاد، فأشرقت بنور الإسلام لتكون مشعلاً لأنوار الهداية التي أضاءت أركان الدنيا ولا تزال.
فمكانة المدينة المنورة في تاريخ البشرية، وليس في تاريخ المسلمين فحسب، مكانة رفيعة المقام عظيمة الشأن جليلة القدر . وهي بذلك ستظل خالدة في الضمير الإنساني.
وهو الأمر الذي يضاعف من مسؤوليات الحفاظ على هذه المكانة النورانية الثقافية الإسلامية،وإغنائها على الدوام وجعلها منفتحة على العالم ومندمجة في الحضارة الإنسانية المعاصرة. مع الحرص الشديد على المقومات والثوابت والخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية .
فهذه المناسبة عظيمة الشأن، وهي من المناسبات المهمة التي ينبغي استغلالها على أحسن الوجوه، وبأفضل الأساليب وبأقوى الوسائل لتوظيف الرموز التي تنطوي عليها، ولتحقيق الأهداف المتوخاة منها.
ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية، التي هي من الداعمين الدائمين لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، ستولي أهمية كبيرة لهذه المناسبة، وستحرص على أن تكون مناسبة عظيمة لها نتائج ثقافية وحضارية عالية القيمة، ولها تميزها وخصوصيتها اللذان يليقان بمدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام