المدنية والإنسان
خذوا الخلق الرفيع من الصحاري .. فإن النفس يفسدها الزحام ، توقفت كثيراً أمام هذه المقولة ونحن نشهد التطور المدني في جانبه المادي بشكل ملحوظ ، فالسرعة هي واجهة المدنيّة حتى أن النفوس لاتطيق التأخير لثواني معدودة بل لاتحتمل ذلك ودائما مايكون تعبيرها بالتذمر والصراخ وقد تصل للإشتباك بالأيدي لغة التخلف والعصر الحجري ، هذا التطور الهائل والسريع يجثو على تصرفاتنا وردود أفعالنا بما يفضي أن الإنسان قد يتطور في جوانب ويتخلف عن أخرى ، صخب المدينة يوّلد الضغوط والضوضاء والتلوث بجميع أنواعه و يثور على السكون الذي لايعرف له لون ولارائحة ، حتى أنها عطّلت عقولنا عن التفكير ، في الماضي كنا نلوم التلفاز في سرقة أوقاتنا والآن لاتعلم من أين تبدأ وإلى أين تنتهي ، قرّبت البعيد ولكنها باعدت النفوس ووأدت التواصل الفعال حتى أنك لاتشعر بالمكان ولاالنفوس المحيطة بك ، إن البوادي والقرى لها كبير الأثر في صرف الإنسان عن الملهيات التي تعتبر ضلع من هرم المدنية التي لاينفك الأنسان عنها بمفهوم الكائن الحي الذي يتفاعل مع غيره وهذه طبيعة البشر ، الأبتعاد عن هذا كله يفعّل كثيراً جانب التفكر وإعمال العقل والتفكر الذي يصل بالأنسان إلى مراحل شاسعة من العلم والتعرّف أكثر وأكثر عن الكون والوجود ، لست ضد المدنية بشموليتها ولكن الحد منها بإشباع الروح والنظر إلى الداخل لا الإكتفاء بالخارج فقط .
ومضة : كلما أُترف الجسد ، تعقدت الروح ..
Snap: aldossriy531
ومضة : كلما أُترف الجسد ، تعقدت الروح ..
Snap: aldossriy531