5 قضايا يتفق عليها النخبة المثقفة في أزمة التعليم
" "
لعل اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق 5 اكتوبر أثار قريحتي الكتابية ووجدت فيها الفرصة المناسبة للحديث عن قضية التعليم وملابساتها , أرتدي نظارتي وأمسك قلمي باحثاً عن كلمات أنصف بها و أحلل بها و أستنتج ولكن ما زلت عاجزاً متأملاً في الفضاء حولي دافعاً نظارتي إلى الخلف بين الحين والاخر .
ولكن قررت أن لن أكرر ما ينشر في التغني بالمعلم لأن ذلك قد ملّت منه الاذان و بات اسطوانة تتكرر دون أن تحدث تغييراَ أو أن تصف حال , فلن تستفيد من الطعام اذا ضللت تتغنى به دون أن تأكله وتهضمه .
لذلك رأيت من واجبي وبمناسبة هذا اليوم أن أتأمل قضايا التعليم ولا شك أن المعلم هو كلها فهو الأساس ولعل تأملاتي قادتني إلى أن النخبة المثقفة يدور طرحها في خمسة قضايا هي الرئيسية وما كان غيرها لا شك أنه تابع لهذه الخمسة , وهنا وجب علينا أن نأخذها واحدة واحده .
المدرسة
اذا طلبت من شخص أن يبني لك عمارة و يوسع المداخل وينقش عليها نقش إسلامي حتى اذا ما شاهدها احدهم تمنى لو أن لو يمتلك مثلها ولكن لم توفر له أدوات البناء ولا النقش فما تراه صانع ؟
نعم إن الجنون الذي قرأته في النص السابق هو حالنا مع طلابنا , فمحدثكم درس من الابتدائية إلى المرحلة الثانوية في مباني مستأجرة لم يشاهد في حياته معمل لمادة الفيزياء أو الكيمياء , وكان عجز المدرسة عن توفيرها يدف معلم المادة غلى إعطاء جميع الطلاب درجات العملي وكنّا نظن أنه كرم منه وهو في الواقع عكس ذلك بل يوصف مدى سوء التعليم .
" إن المدارس اذا لم تتوفر فيها ادوات التعليم ولم تكن بيئة مناسبة محفزة لطالب فلا نتوقع حينها بأن تكون المخرجات على قدر من الكفاءة و التغيير ولكن اذا لم نوفرها فعلى الاقل نكون بسطاء في احلامنا تجاه المخرجات "
المناهج
إن التيارات الفكرية في المملكة رأت أن التغيير المناهج هو الحل وكل تيار اختزل المناهج في دعوته وبما يتوافق مع تياره وأن لا سبيل إلى التغيير والتطور إلا بما يدعو إليه , ولم يعلم بأن المناهج لا يمكن أن تختزل في فكر ورأي واحد فهي أقسام فلا يمكن أن تطوع جميع المناه إلى فكر واحد , ويجب أن نتعامل معها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية فما توافق معها أخذنا به وما خالفها مخالفة ظاهرة بينة رفضناه .
فالتيارات الفكرية أصبحت تتصادم وظل كل فكر يقصي الاخر وطالت صولاتهم و جولات وحال تعليمنا بفضلهم من سيء إلى أسوأ .
" إن الحل في قضية المناهج يكون برؤية موضوعية لمتطلبات العصر و ابعاده بحيث نقدم لأجيالنا مناهج تساعدهم على فهم الحياة ومتطلبات العصر , ولا خير في تعليم يستنكر حضارته ومبادئه ولا يغذي أجياله بما يتوافق مع عقيدتهم والحياة السوية السليمة "
الإعلام
اذا قلنا أن الإعلام لا يستغنى عنه فنحن لم نبالغ بل هذه الحقيقة التي قد لا نستطيع أن نكذب على أنفسنا لتجاوزها , ودور الإعلام لا ينفك في مساعدة التعليم فإذا كانت الأداة التي هدمت دور العلم و أسست الجهل فإنها هي نفسها التي تستطيع أن تبني المعلم القدوة و ترتقي بالفكر و الوعي , ولعل جيل يدرك دور الإعلام و تأثيره في البناء و التنمية لهو جيل قادر على فهم ابعاد اخرى يشكلها و يوظفها لصالح وطنه و أمته .
ولعل خطوة الملتقى العربي للصحافة الذي أقيم في الشارقة قبل اسابيع والذي دعا بدوره إلى إدراج التربية الإعلامية في المناهج لخطوة تستحق الإشادة و التقدير .
المعلم
لولا أن بناء المقال فرض عليّ في بناءه بأن يأخذ هذا الشكل لكنت وضعت أسمك اولاَ , وفي هذه النقطة لا تسعفني الكلمات لذلك أكتفي بكلمة شكراَ لك , وفي الوقت ذاته أقدم لك اعتذاراتي عنما تلقى فأنت كصاحب العمارة في أول المقال يطلب منه الكثير وتطلب منه المعجزات و في المقابل يحرم من الكثير .
يجب أن يخرج لنا جيل متعلم .. ولكن نعتذر لن نوفر معامل
يجب عليك أن تقدر نفسية الطالب .. ولكن أنت سوف نوقف عنك العلاوة السنوية ونحرم عليك راحة الإجازة الصيفية .
يجب عليك أن تأخذ حصص إضافية لمواد اخرى غير تخصصك .. فأنت معلم و المعلم لا يتعب .
وهذا قليل من كثير فما يلاقي المعلم أكثر مما كتبت ومما كتب غيري .
" إن المعلم هو الأساس فلا نطلب الكمال من أساس هش يعاني الأمرين "
الحياة الاجتماعية
ونقصد بها هي تلك الحياة التي يلقاها الطالب خارج اسوار التعليم هي البيئة التي يرى فيها ما تعلمه فإذا
تعلم النظافة ويرى بيته وجيرانه يلقونها في الشارع فالعين تأخذ قبل العقل والطالب يتبع سنن ممن كان قبله
و اذا تعلم فضيلة الصدق وسمع والداه يكذبان فسيقول هذا ما وجدنا عليه اباءنا .
وقسّ على ذلك
" تصادم المفاهيم بين التعليم والحياة الاجتماعية لهي خير معين على انتكاسة التعليم وفساده فلا نقتصر دور المعلومة في المدرسة بل الواجب أن نكون عون لطلابنا و أجيالنا في تطبيق المفاهيم السليمة حتى تصبح عادة تسير عليها الأجيال "
لعل اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق 5 اكتوبر أثار قريحتي الكتابية ووجدت فيها الفرصة المناسبة للحديث عن قضية التعليم وملابساتها , أرتدي نظارتي وأمسك قلمي باحثاً عن كلمات أنصف بها و أحلل بها و أستنتج ولكن ما زلت عاجزاً متأملاً في الفضاء حولي دافعاً نظارتي إلى الخلف بين الحين والاخر .
ولكن قررت أن لن أكرر ما ينشر في التغني بالمعلم لأن ذلك قد ملّت منه الاذان و بات اسطوانة تتكرر دون أن تحدث تغييراَ أو أن تصف حال , فلن تستفيد من الطعام اذا ضللت تتغنى به دون أن تأكله وتهضمه .
لذلك رأيت من واجبي وبمناسبة هذا اليوم أن أتأمل قضايا التعليم ولا شك أن المعلم هو كلها فهو الأساس ولعل تأملاتي قادتني إلى أن النخبة المثقفة يدور طرحها في خمسة قضايا هي الرئيسية وما كان غيرها لا شك أنه تابع لهذه الخمسة , وهنا وجب علينا أن نأخذها واحدة واحده .
المدرسة
اذا طلبت من شخص أن يبني لك عمارة و يوسع المداخل وينقش عليها نقش إسلامي حتى اذا ما شاهدها احدهم تمنى لو أن لو يمتلك مثلها ولكن لم توفر له أدوات البناء ولا النقش فما تراه صانع ؟
نعم إن الجنون الذي قرأته في النص السابق هو حالنا مع طلابنا , فمحدثكم درس من الابتدائية إلى المرحلة الثانوية في مباني مستأجرة لم يشاهد في حياته معمل لمادة الفيزياء أو الكيمياء , وكان عجز المدرسة عن توفيرها يدف معلم المادة غلى إعطاء جميع الطلاب درجات العملي وكنّا نظن أنه كرم منه وهو في الواقع عكس ذلك بل يوصف مدى سوء التعليم .
" إن المدارس اذا لم تتوفر فيها ادوات التعليم ولم تكن بيئة مناسبة محفزة لطالب فلا نتوقع حينها بأن تكون المخرجات على قدر من الكفاءة و التغيير ولكن اذا لم نوفرها فعلى الاقل نكون بسطاء في احلامنا تجاه المخرجات "
المناهج
إن التيارات الفكرية في المملكة رأت أن التغيير المناهج هو الحل وكل تيار اختزل المناهج في دعوته وبما يتوافق مع تياره وأن لا سبيل إلى التغيير والتطور إلا بما يدعو إليه , ولم يعلم بأن المناهج لا يمكن أن تختزل في فكر ورأي واحد فهي أقسام فلا يمكن أن تطوع جميع المناه إلى فكر واحد , ويجب أن نتعامل معها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية فما توافق معها أخذنا به وما خالفها مخالفة ظاهرة بينة رفضناه .
فالتيارات الفكرية أصبحت تتصادم وظل كل فكر يقصي الاخر وطالت صولاتهم و جولات وحال تعليمنا بفضلهم من سيء إلى أسوأ .
" إن الحل في قضية المناهج يكون برؤية موضوعية لمتطلبات العصر و ابعاده بحيث نقدم لأجيالنا مناهج تساعدهم على فهم الحياة ومتطلبات العصر , ولا خير في تعليم يستنكر حضارته ومبادئه ولا يغذي أجياله بما يتوافق مع عقيدتهم والحياة السوية السليمة "
الإعلام
اذا قلنا أن الإعلام لا يستغنى عنه فنحن لم نبالغ بل هذه الحقيقة التي قد لا نستطيع أن نكذب على أنفسنا لتجاوزها , ودور الإعلام لا ينفك في مساعدة التعليم فإذا كانت الأداة التي هدمت دور العلم و أسست الجهل فإنها هي نفسها التي تستطيع أن تبني المعلم القدوة و ترتقي بالفكر و الوعي , ولعل جيل يدرك دور الإعلام و تأثيره في البناء و التنمية لهو جيل قادر على فهم ابعاد اخرى يشكلها و يوظفها لصالح وطنه و أمته .
ولعل خطوة الملتقى العربي للصحافة الذي أقيم في الشارقة قبل اسابيع والذي دعا بدوره إلى إدراج التربية الإعلامية في المناهج لخطوة تستحق الإشادة و التقدير .
المعلم
لولا أن بناء المقال فرض عليّ في بناءه بأن يأخذ هذا الشكل لكنت وضعت أسمك اولاَ , وفي هذه النقطة لا تسعفني الكلمات لذلك أكتفي بكلمة شكراَ لك , وفي الوقت ذاته أقدم لك اعتذاراتي عنما تلقى فأنت كصاحب العمارة في أول المقال يطلب منه الكثير وتطلب منه المعجزات و في المقابل يحرم من الكثير .
يجب أن يخرج لنا جيل متعلم .. ولكن نعتذر لن نوفر معامل
يجب عليك أن تقدر نفسية الطالب .. ولكن أنت سوف نوقف عنك العلاوة السنوية ونحرم عليك راحة الإجازة الصيفية .
يجب عليك أن تأخذ حصص إضافية لمواد اخرى غير تخصصك .. فأنت معلم و المعلم لا يتعب .
وهذا قليل من كثير فما يلاقي المعلم أكثر مما كتبت ومما كتب غيري .
" إن المعلم هو الأساس فلا نطلب الكمال من أساس هش يعاني الأمرين "
الحياة الاجتماعية
ونقصد بها هي تلك الحياة التي يلقاها الطالب خارج اسوار التعليم هي البيئة التي يرى فيها ما تعلمه فإذا
تعلم النظافة ويرى بيته وجيرانه يلقونها في الشارع فالعين تأخذ قبل العقل والطالب يتبع سنن ممن كان قبله
و اذا تعلم فضيلة الصدق وسمع والداه يكذبان فسيقول هذا ما وجدنا عليه اباءنا .
وقسّ على ذلك
" تصادم المفاهيم بين التعليم والحياة الاجتماعية لهي خير معين على انتكاسة التعليم وفساده فلا نقتصر دور المعلومة في المدرسة بل الواجب أن نكون عون لطلابنا و أجيالنا في تطبيق المفاهيم السليمة حتى تصبح عادة تسير عليها الأجيال "