يا تُرى من يفوز بهذه الكنوز؟!
صوت المدينة - باسم القليطي
في القرآن آياتٌ كريمة, وكنوزٌ عظيمة, لا يراها ولا يعرف قيمتها إلا من قرأ وتدبّر, وكرّر النظر وتفكّر, ليست لأنها مخفيّة أو أنها مغاليق, ولكنها تتطلّبُ قلباً واعياً وإيماناً عميق, فمن أراد هذه الكنوز سلك الطريق, كالنحل يُجهدُ نفسه في جمع الرحيق.
قال بعض المُفسرين في قول الله عز وجلّ: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ أي: أحرِمهم فَهم القرآن.
والقرآن الكريم بقدر ما تُعطيه من جُهدك وعقلك وقلبك بقدر ما يُعطيك من كنوزه وإعجازه ونوره, يقول (سفيان بن عيينة) رحمه الله : إنما آيات القرآن خزائن, فإذا دخلت خزانة فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها.
ولمن أراد أن يستمتع بحلاوة القرآن وطلاوته, ومن رغب الحصول على إشراقاته وبركته, فليجرّب طريقة (سالم الخواص) رحمه الله وهو أحد السلف الصالح حيث يقول: كنت أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت حلاوة قليلة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من جبريل - عليه السلام - حين يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فازدادت الحلاوة، ثم قلت لها: اقرئيه كأنك سمعتيه حين تكلم به. قال: فازدادت الحلاوة كلها.
إذن ما هو واجبنا تجاه القرآن الكريم؟
أولاً: (تلاوته وتجويده), قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول: الم حرف, ولكن ألف حرف , ولام حرف, وميم حرف)(رواه الترمذي )
ثانياً: (حفظه), ولا يعني ذلك وجوب حفظ القرآن كاملاً وإن كان ذلك من أعظم القربات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، ومن أفضل الأعمال الصالحة على الإطلاق، ولكن يجب على المسلم أن يحفظ من القرآن قدر استطاعته, فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب) ( رواه الترمذي ).
ثالثاً: (تدبره) وذلك يعني التفكّر والتأمل, ومما يُساعد على التدبّر القراءة في تفسير مُعتمد مُختصر أو قراءة كتاب في التدبر مثل : سلسلة ليدّبروا آياته, وهي مجموعة من الكتب زهيدة الثمن عظيمة الفائدة, وكذلك تكرار تلاوة اﻵيات التي تستجلب الخشوع والخشية من الله عز وجل, وحضور مجالس التفسير أو مُتابعة برامج التفسير وهي كثيرة مثل : برامج الشيخ الشعراوي أو الشيخ صالح المغامسي أو الشيخ عبد الرحمن الشهري أو الشيخ خالد الخليوي جزاهم الله خيراً.
يقول ابن القيم: (فإن القرآن لم ينزل لمجرد التلاوة, وانعقاد الصلاة عليه, بل أنزل ليُتدبر, ويُعقل, ويُهدى به عِلماً وعَمَلاً, ويبصر من العمى, ويُرشد من الغي, ويُعلم من الجهل, ويشفي من الغي, ويهدي إلى صراط مستقيم).
رابعاً: (العمل به), اعمل بالقرآن واجعله حجةً لك لا حجةً عليك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا). (رواه مسلم)
خامساً: (الدعوة به وتعلُّمه وتعليمه للآخرين), وهذا ما فعله رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, فقد علّق قلوب الصحابة ومن بعدهم من أمته بكتاب الله عز وجل, فقال صلى الله عليه وسلم: (خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه ُ) ( رواه البخاري).
فأدرك الصحابة عِظم هذا الأمر, وشرف هذه المهمة, فراحوا يعلمون الناس كتاب الله ويدعونهم إليه, ولم يكتفوا بمن في المدينة, بل خرجوا إلى البلاد التي فتحها المسلمون, يعلّمون الناس كلام الله عز وجل, فخرج عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إلى الكوفة يُعلم أهلها, وهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه خرج إلى البصرة يُعلمهم قراءة القرآن, وأبو الدرداء رضي الله عنه يُعلم الناس في دمشق.
في القرآن آياتٌ كريمة, وكنوزٌ عظيمة, لا يراها ولا يعرف قيمتها إلا من قرأ وتدبّر, وكرّر النظر وتفكّر, ليست لأنها مخفيّة أو أنها مغاليق, ولكنها تتطلّبُ قلباً واعياً وإيماناً عميق, فمن أراد هذه الكنوز سلك الطريق, كالنحل يُجهدُ نفسه في جمع الرحيق.
قال بعض المُفسرين في قول الله عز وجلّ: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ أي: أحرِمهم فَهم القرآن.
والقرآن الكريم بقدر ما تُعطيه من جُهدك وعقلك وقلبك بقدر ما يُعطيك من كنوزه وإعجازه ونوره, يقول (سفيان بن عيينة) رحمه الله : إنما آيات القرآن خزائن, فإذا دخلت خزانة فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها.
ولمن أراد أن يستمتع بحلاوة القرآن وطلاوته, ومن رغب الحصول على إشراقاته وبركته, فليجرّب طريقة (سالم الخواص) رحمه الله وهو أحد السلف الصالح حيث يقول: كنت أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت حلاوة قليلة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من جبريل - عليه السلام - حين يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فازدادت الحلاوة، ثم قلت لها: اقرئيه كأنك سمعتيه حين تكلم به. قال: فازدادت الحلاوة كلها.
إذن ما هو واجبنا تجاه القرآن الكريم؟
أولاً: (تلاوته وتجويده), قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول: الم حرف, ولكن ألف حرف , ولام حرف, وميم حرف)(رواه الترمذي )
ثانياً: (حفظه), ولا يعني ذلك وجوب حفظ القرآن كاملاً وإن كان ذلك من أعظم القربات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، ومن أفضل الأعمال الصالحة على الإطلاق، ولكن يجب على المسلم أن يحفظ من القرآن قدر استطاعته, فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب) ( رواه الترمذي ).
ثالثاً: (تدبره) وذلك يعني التفكّر والتأمل, ومما يُساعد على التدبّر القراءة في تفسير مُعتمد مُختصر أو قراءة كتاب في التدبر مثل : سلسلة ليدّبروا آياته, وهي مجموعة من الكتب زهيدة الثمن عظيمة الفائدة, وكذلك تكرار تلاوة اﻵيات التي تستجلب الخشوع والخشية من الله عز وجل, وحضور مجالس التفسير أو مُتابعة برامج التفسير وهي كثيرة مثل : برامج الشيخ الشعراوي أو الشيخ صالح المغامسي أو الشيخ عبد الرحمن الشهري أو الشيخ خالد الخليوي جزاهم الله خيراً.
يقول ابن القيم: (فإن القرآن لم ينزل لمجرد التلاوة, وانعقاد الصلاة عليه, بل أنزل ليُتدبر, ويُعقل, ويُهدى به عِلماً وعَمَلاً, ويبصر من العمى, ويُرشد من الغي, ويُعلم من الجهل, ويشفي من الغي, ويهدي إلى صراط مستقيم).
رابعاً: (العمل به), اعمل بالقرآن واجعله حجةً لك لا حجةً عليك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا). (رواه مسلم)
خامساً: (الدعوة به وتعلُّمه وتعليمه للآخرين), وهذا ما فعله رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, فقد علّق قلوب الصحابة ومن بعدهم من أمته بكتاب الله عز وجل, فقال صلى الله عليه وسلم: (خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه ُ) ( رواه البخاري).
فأدرك الصحابة عِظم هذا الأمر, وشرف هذه المهمة, فراحوا يعلمون الناس كتاب الله ويدعونهم إليه, ولم يكتفوا بمن في المدينة, بل خرجوا إلى البلاد التي فتحها المسلمون, يعلّمون الناس كلام الله عز وجل, فخرج عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إلى الكوفة يُعلم أهلها, وهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه خرج إلى البصرة يُعلمهم قراءة القرآن, وأبو الدرداء رضي الله عنه يُعلم الناس في دمشق.