القولبة في زمن العولمة
صوت المدينة - بشرى الأحمدي
يظن المرء أن توفر سبل الوصول الى المجتمع فرصة عظيمة و أن سهولة الاتصال بين البشر تمنح الحياة رحابة أكبر، إلا أن الحاصل في زمن الانفتاح و الحرية المزعومة هو العكس تماماً.
صار هناك شكل موحّد من التفكير والملبس و المأكل و المنازل والأثاث و طريقة الكلام، وهذا الشكل هو المقبول فقط من المجتمع و ماعداه -مهما كان جميلاً- منبوذ.
إن لم يلبس المرء بالطريقة الشائعة في مجتمعه و في وسائل التواصل الاجتماعي فإنه يعرّض نفسه للتنمّر و السخرية من قبل الآخرين.
ظهرت لدينا مشكلة تسييس العامة من قبل المشاهير و المؤثرين في العقول. يبدأ الموضوع بشخص واحد ثم ينتشر انتشار النار في الهشيم فيصير القانون الأوحد الذي لا حياد عنه. تنهمر النكات و مقاطع الڤيديو ذماً فيمن لم يتعرّف بعد على هذا القانون ، فيتجنّب المرء-بالذات صغار السن- مخالفته خوفاً من تهميش أو اتهام بالدونية و الجهل.
تارة يسخرون ممن يجد الوقت ليأكل البرتقال في وليمة عشاء ثم ينتقلون للتعجّب من ربّ الأسرة الذي يأخذ عائلته بجولة في السيارة و يعود بهم للمنزل، بل وصل بهم الأمر الى اعتبار أن الفتيات المتزوجات اخترن طريقاً تافهاً و أنه لا فخر و لا انجاز في تكوين عائلة و انجاب الأطفال !
لا أحد سعيد .. الكل يلهث خلف التقليد للحصول على رضا مجتمعي . ينكرون رضا الذات في سبيل ذلك ، و يبذلون المال و الوقت لفعل أشياء لا تشبههم و لا تناسب ظروفهم فقط ليدخلوا في دائرة المرضي عنهم و ليتشدّقوا في المجالس أنهم جرّبوا الأمر و لحقوا بالركب.
العالم يسير بعقل جمعي مثير للرعب و الغثيان في آنٍ واحد. يرفض التميّز و الاختلاف بالرغم من كل محاضرات التعايش و التقبّل التي يزخر بها عالمنا اليوم.
صرنا نشبه بعضنا كثيراً وداخلنا اشخاص يشعرون بالغربة ويخشون الخروج.
تعددت المنابر و كثرت مكبّرات الصوت إلا أنّ الانسان الذي صنع ذلك كله غير قادر على سماع أي صوت سوى ما يخبره الآخرون أنه جميل.
علينا أن نصلح الإنسان أولاً و نجعل قلبه أكثر اتساعاً و عقله أقدر على الالتفات الى الخيارات التي لا يذكرها أحد .. تلك التي تم اقصاءها لمجرّد اختلافها. علينا التوقّف عن مصادرة حرية الآخرين في اختياراتهم التي لا تضرّ أحداً. و علينا قبل كل شيء صمّ آذاننا عن كل فرد يحاول تضييق الحياة و فرض أنموذج واحد على الجميع. فليس من العدل أن نحيا جميعاً حياة تُسعد غيرنا و توجعنا نحن.
يظن المرء أن توفر سبل الوصول الى المجتمع فرصة عظيمة و أن سهولة الاتصال بين البشر تمنح الحياة رحابة أكبر، إلا أن الحاصل في زمن الانفتاح و الحرية المزعومة هو العكس تماماً.
صار هناك شكل موحّد من التفكير والملبس و المأكل و المنازل والأثاث و طريقة الكلام، وهذا الشكل هو المقبول فقط من المجتمع و ماعداه -مهما كان جميلاً- منبوذ.
إن لم يلبس المرء بالطريقة الشائعة في مجتمعه و في وسائل التواصل الاجتماعي فإنه يعرّض نفسه للتنمّر و السخرية من قبل الآخرين.
ظهرت لدينا مشكلة تسييس العامة من قبل المشاهير و المؤثرين في العقول. يبدأ الموضوع بشخص واحد ثم ينتشر انتشار النار في الهشيم فيصير القانون الأوحد الذي لا حياد عنه. تنهمر النكات و مقاطع الڤيديو ذماً فيمن لم يتعرّف بعد على هذا القانون ، فيتجنّب المرء-بالذات صغار السن- مخالفته خوفاً من تهميش أو اتهام بالدونية و الجهل.
تارة يسخرون ممن يجد الوقت ليأكل البرتقال في وليمة عشاء ثم ينتقلون للتعجّب من ربّ الأسرة الذي يأخذ عائلته بجولة في السيارة و يعود بهم للمنزل، بل وصل بهم الأمر الى اعتبار أن الفتيات المتزوجات اخترن طريقاً تافهاً و أنه لا فخر و لا انجاز في تكوين عائلة و انجاب الأطفال !
لا أحد سعيد .. الكل يلهث خلف التقليد للحصول على رضا مجتمعي . ينكرون رضا الذات في سبيل ذلك ، و يبذلون المال و الوقت لفعل أشياء لا تشبههم و لا تناسب ظروفهم فقط ليدخلوا في دائرة المرضي عنهم و ليتشدّقوا في المجالس أنهم جرّبوا الأمر و لحقوا بالركب.
العالم يسير بعقل جمعي مثير للرعب و الغثيان في آنٍ واحد. يرفض التميّز و الاختلاف بالرغم من كل محاضرات التعايش و التقبّل التي يزخر بها عالمنا اليوم.
صرنا نشبه بعضنا كثيراً وداخلنا اشخاص يشعرون بالغربة ويخشون الخروج.
تعددت المنابر و كثرت مكبّرات الصوت إلا أنّ الانسان الذي صنع ذلك كله غير قادر على سماع أي صوت سوى ما يخبره الآخرون أنه جميل.
علينا أن نصلح الإنسان أولاً و نجعل قلبه أكثر اتساعاً و عقله أقدر على الالتفات الى الخيارات التي لا يذكرها أحد .. تلك التي تم اقصاءها لمجرّد اختلافها. علينا التوقّف عن مصادرة حرية الآخرين في اختياراتهم التي لا تضرّ أحداً. و علينا قبل كل شيء صمّ آذاننا عن كل فرد يحاول تضييق الحياة و فرض أنموذج واحد على الجميع. فليس من العدل أن نحيا جميعاً حياة تُسعد غيرنا و توجعنا نحن.