• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025

القولبة في زمن العولمة

بواسطة الكاتبة : بشرى الأحمدي 03-21-2018 02:26 صباحاً 697 زيارات
صوت المدينة - بشرى الأحمدي

يظن المرء أن توفر سبل الوصول الى المجتمع فرصة عظيمة و أن سهولة الاتصال بين البشر تمنح الحياة رحابة أكبر، إلا أن الحاصل في زمن الانفتاح و الحرية المزعومة هو العكس تماماً.



صار هناك شكل موحّد من التفكير والملبس و المأكل و المنازل والأثاث و طريقة الكلام، وهذا الشكل هو المقبول فقط من المجتمع و ماعداه -مهما كان جميلاً- منبوذ.



إن لم يلبس المرء بالطريقة الشائعة في مجتمعه و في وسائل التواصل الاجتماعي فإنه يعرّض نفسه للتنمّر و السخرية من قبل الآخرين.



ظهرت لدينا مشكلة تسييس العامة من قبل المشاهير و المؤثرين في العقول. يبدأ الموضوع بشخص واحد ثم ينتشر انتشار النار في الهشيم فيصير القانون الأوحد الذي لا حياد عنه. تنهمر النكات و مقاطع الڤيديو ذماً فيمن لم يتعرّف بعد على هذا القانون ، فيتجنّب المرء-بالذات صغار السن- مخالفته خوفاً من تهميش أو اتهام بالدونية و الجهل.

تارة يسخرون ممن يجد الوقت ليأكل البرتقال في وليمة عشاء ثم ينتقلون للتعجّب من ربّ الأسرة الذي يأخذ عائلته بجولة في السيارة و يعود بهم للمنزل، بل وصل بهم الأمر الى اعتبار أن الفتيات المتزوجات اخترن طريقاً تافهاً و أنه لا فخر و لا انجاز في تكوين عائلة و انجاب الأطفال !



لا أحد سعيد .. الكل يلهث خلف التقليد للحصول على رضا مجتمعي . ينكرون رضا الذات في سبيل ذلك ، و يبذلون المال و الوقت لفعل أشياء لا تشبههم و لا تناسب ظروفهم فقط ليدخلوا في دائرة المرضي عنهم و ليتشدّقوا في المجالس أنهم جرّبوا الأمر و لحقوا بالركب.



العالم يسير بعقل جمعي مثير للرعب و الغثيان في آنٍ واحد. يرفض التميّز و الاختلاف بالرغم من كل محاضرات التعايش و التقبّل التي يزخر بها عالمنا اليوم.



صرنا نشبه بعضنا كثيراً وداخلنا اشخاص يشعرون بالغربة ويخشون الخروج.



تعددت المنابر و كثرت مكبّرات الصوت إلا أنّ الانسان الذي صنع ذلك كله غير قادر على سماع أي صوت سوى ما يخبره الآخرون أنه جميل.



علينا أن نصلح الإنسان أولاً و نجعل قلبه أكثر اتساعاً و عقله أقدر على الالتفات الى الخيارات التي لا يذكرها أحد .. تلك التي تم اقصاءها لمجرّد اختلافها. علينا التوقّف عن مصادرة حرية الآخرين في اختياراتهم التي لا تضرّ أحداً. و علينا قبل كل شيء صمّ آذاننا عن كل فرد يحاول تضييق الحياة و فرض أنموذج واحد على الجميع. فليس من العدل أن نحيا جميعاً حياة تُسعد غيرنا و توجعنا نحن.

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • ايمان عباس
    03-21-2018 01:11 مساءً
    روعه
أكثر