• ×
الأربعاء 2 أبريل 2025

الطفل والقراءة

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 10-14-2014 09:09 صباحاً 1483 زيارات
العلم كلمة رغم كونها تتكون من أحرف ثلاث إلا أن الخوض في مجالها محيط شاسع لا يكاد المرء يفيه حقه في كلمات تترجم أفكاره و تناقش رؤياه . بالرغم من وجود آفاضل كثر قد تكلموا في العلم وأجادوا القول إلا أني أجد اليوم نفسي مقبلة للحديث عن عنصر واحد من عناصر العلم و هو القراءة و في مرحلة محددة و هي مرحلة التعليم المبكر و أعني بها حين يكون عمر الطفل من ثلاث و حتى ست سنوات.

مشاهداتي مستوحاة من كوني أم لأطفال ثلاث، باحثة في مجال التربية و مغتربة عن الوطن لسنين جاوزن الخمس ، كل هذه العوامل أثرت في الطريقة التي جعلتني أنظر للقراءة و أهمية تعويد الطفل عليها في سن مبكر ، بالرغم من أني كنت آجلب لصغيراتي القصص مع ألعابهم كلاً على حسب ما يناسب عمره إلا أن تركيز العملية التعليمية على القراءة و تعويد الطفل عليها منذ صغره كدور تعليمي تربوي تقوم به المؤسسة العلمية لم أفطن له إلا بعد أن قدمت إلى بريطانيا لغرض الدراسة و التحق أطفالي بالمدارس و رياض الأطفال هنا.

ما رأيته من اهتمام بالكتب حتى لأطفال في سن الروضة أثار فضولي، في كل فصل هناك مكتبة خاصة به ينتقي الطفل منها كتابا و كثير من هذه الكتب لامس أيادى آطفال كثر و بعضها اهترى من كونه المفضل لكثير منهم.

حين يلتحق الطفل بالروضة مع إكماله لعامه الثالث تكون العملية التعليمية متمركزة بالتعليم بالترفيه حيث يستكشف الطفل الكثير من الأمور من حوله بالتجربة و اللعب مع الأقران و التخاطب مع معلماته، في هذه المرحلة تلعب القصص المصورة دوراً كبيراً في تحبيب النشء في القراءة ، حيث تجذبه الألوان و الشخصيات التي تدور في الكتاب فتستثير فضوله ليعرف ما الذي يدور بين دفتي الكتاب . يكبر الطفل و يكون قد بدأ يتعلم حروفه فيجد قصصا مكونة من جمل أو حتى كلمات بسيطة لتحثه على القراءة و ربط الصور التي يراها أمامه بالكلمة التي يقرأها ، فيشعر بالزهو و يكمل القراءة ، و تستمر القصص بالتوالي بحسب مستوى قراءة الطفل ليجد في كل مرحلة ما يتوافق مع ما ألم به من معرفة للحروف و الكلمات فتصبح قراءة الجمل أكثر سلاسة.

تبدأ الدراسة الرسمية للطفل في بريطانيا في مرحلة التمهيدي حين يبلغ الطفل عامه الرابع منذ أن يبدأ هذه المرحلة يكون رفيقه كتاب من المدرسة ، تختلف طريقة تغيير الكتاب من مدرسة لأخرى و من صف لآخر ، و لكن الطفل لا يحمل في حقيبته في الصف التمهيدي و الصف الأول إلا كتابه المطلوب منه أن يقرأه في ذلك اليوم و سجل يدون فيه أحد الوالدين أو من يقوم بمتابعة الطفل في المنزل قراءة الطفل و هل آعجبه الكتاب أم لا و ما هي الكلمات التي واجه الطفل صعوبة في قراءتها .

و لأن الطفل ليس مطلوبا منه في المنزل أي واجبات أخرى من رياضيات و علوم و كتابة و نحوه فيكون تركيزه مرتبطاً بالقراءة، هذا الارتباط الذي يبدأ منذ الصغر يساعد في خلق القراءة لتكون عادة و جزءا من كينونة النشء الصغير إن وجد المحيط المناسب حين يشب عن الطوق قليلا و يصبح معتمدا على نفسه في القراءة.

الاعتماد على المؤسسة التعليمية وحده لن يكون وحده كافياً لجعل الطفل محبا للقراءة ، يقول الكاتب جيمس تريليس : (نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة بشكل جيد في المدارس و لكننا نسى أن نعلمهم حب القراءة ) .

جديد المقالات

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

يُعد التوازن في الحياة من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق السعادة والنجاح. فالإنسان الذي يستطيع...

أكثر