قصة رجل دفع مهر الجنة كتاب ( ٢ )
صوت المدينة _ بقلم/ عيسى وصل
تحدثنا في المقال السابق الذي حمل نفس العنوان بأن نظرية بول فيتز تجعل من الأب دافع يقود إلى الإلحاد بسبب إما
فقده أو رحيله سواءً بالموت أو الهجر
أو كون الأب طاغية يسيء المعاملة
بول فيتز ركز في نظريته على رسائل وحياة كبار الملحدين فوجدهم يتشاركون في هذه الانواع من خلال دور الأب ، فقرأ رسائلهم وكتاباتهم .
لذلك عبدالله القصيمي كان النموذج الذي اختاره
" رشود عمر التميمي " * الباحث في مركز الفكر المعاصر ، الذي نشر نظرية بول فيتز في كتاب ( تأملات في البواعث النفسية للإلحاد )
حيث بدأت قصة القصيمي من خلال هجر أبيه وأنقطاع اخباره ، مما جعل القصيمي يضطر للعمل في الفلاحة وهو صبي ، وبعد فترة قرر البحث عن والده وتقصي اخباره ، ذهب من مسقط رأسه إلى الرياض ، وهناك تعلم
على يد الشيخ سعد العتيق ، وبالمصادفة تعرف على وفد من الشارقة جاء لزيارة الرياض ، كان رئيس الوفد يعرف والده فقرر عبدالله أن يذهب معهم للقاء والده بحثاً عن المحبة والحنان التي فقدها تجاوز العشر سنوات .
لكن كل ذلك الحلم تبخر بمجرد ما تم اللقاء حيث قابله والده بالجفاء و القسوة حتى قال القصيمي في رسالة بعثها إلى أحمد السباعي " كانت صدمة قاسية لأكثر و أبعد من حساب ، لقد وجدت والدي متديناً متعصباً بلا حدود ، لقد حوله الدين و التدين إلى فظاظة أو حول هو التدين والدين إلى فظاظة .. لقد جاء فظاً بالتفاسير والأسباب التي جاء بها الدين و حاول أن يبدو كذلك ولا يراه رجل دين وداعية صادقاً إلا بقدر ما يجد فيه من العبوس و الفظاظة "
كل ذلك من وجهة " بول فيتز " تتشكل في عمق العقل الباطن .
حيث يرى بأن مرحلة الطفولة هي الحاسمة لتشكيل الاوعي " العقل الباطن " الذي بدوره يشكل حياتنا وسلوكنا .
جاء إلحاد القصيمي متأخراً بسبب المشاعر المكبوته التي لا تظهر إلا بالظروف المناسبة وفي حال توفرها .
ولعل الأسباب توفرت و الظروف جاءت وساقت القصيمي إلى الإلحاد .
تغيرت شخصية القصيمي حتى أصبح يسخر ويستهزئ ولعل مما يذكر موقفه مع الشيخ متولي الشعراوي ، حيث بالغ القصيمي بالسخرية والإستهزاء من الإسلام و الأمور الغيبية ، ما دفع الشعراوي للمغادرة إمتثال للأية التي تأمر بعدم القعود مع المستهزئين .
و يقول ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه
" ليلة في القاردن سيتي " ( إن القصيمي ليبدي عداء كثيراً لأمة العرب و مصالح العرب ، فهو لايعذرهم إذا انتقموا لأنفسهم ، ولا يسوغ انهزامهم بالظروف المتآمرة في المنطقة و إنما يرد ذلك إلى العرب خلقة و تكوينا )
هذه هي قصة الرجل الذي " دفع مهر الجنة بكتاب "
ولعلني أخترت هذا العنوان ليس من باب " السخرية " معاذ الله بل هو من باب الجذب لا أكثر ، و لعلك عزيزي القارئ ترغب في بعض ما يشبع بحثك حول قضية عبدالله القصيمي ، فأبرز ما يمكنك أن تعود إليه هو كتب من ناظرهم القصيمي و التقارير المصورة التي نشرت عنه ، وللقصيمي عدة كتب قبل إلحاده وبعده ، من أبرزها ما ذكرناه أول المقال وهو قبل الإلحاد أما بعده فهو بلا شك كتابه
" الأغلال " ، الذي أشمئز من محتواه سيد قطب ، واتهم القصيمي بالخبث و النفاق .
تحدثنا في المقال السابق الذي حمل نفس العنوان بأن نظرية بول فيتز تجعل من الأب دافع يقود إلى الإلحاد بسبب إما
فقده أو رحيله سواءً بالموت أو الهجر
أو كون الأب طاغية يسيء المعاملة
بول فيتز ركز في نظريته على رسائل وحياة كبار الملحدين فوجدهم يتشاركون في هذه الانواع من خلال دور الأب ، فقرأ رسائلهم وكتاباتهم .
لذلك عبدالله القصيمي كان النموذج الذي اختاره
" رشود عمر التميمي " * الباحث في مركز الفكر المعاصر ، الذي نشر نظرية بول فيتز في كتاب ( تأملات في البواعث النفسية للإلحاد )
حيث بدأت قصة القصيمي من خلال هجر أبيه وأنقطاع اخباره ، مما جعل القصيمي يضطر للعمل في الفلاحة وهو صبي ، وبعد فترة قرر البحث عن والده وتقصي اخباره ، ذهب من مسقط رأسه إلى الرياض ، وهناك تعلم
على يد الشيخ سعد العتيق ، وبالمصادفة تعرف على وفد من الشارقة جاء لزيارة الرياض ، كان رئيس الوفد يعرف والده فقرر عبدالله أن يذهب معهم للقاء والده بحثاً عن المحبة والحنان التي فقدها تجاوز العشر سنوات .
لكن كل ذلك الحلم تبخر بمجرد ما تم اللقاء حيث قابله والده بالجفاء و القسوة حتى قال القصيمي في رسالة بعثها إلى أحمد السباعي " كانت صدمة قاسية لأكثر و أبعد من حساب ، لقد وجدت والدي متديناً متعصباً بلا حدود ، لقد حوله الدين و التدين إلى فظاظة أو حول هو التدين والدين إلى فظاظة .. لقد جاء فظاً بالتفاسير والأسباب التي جاء بها الدين و حاول أن يبدو كذلك ولا يراه رجل دين وداعية صادقاً إلا بقدر ما يجد فيه من العبوس و الفظاظة "
كل ذلك من وجهة " بول فيتز " تتشكل في عمق العقل الباطن .
حيث يرى بأن مرحلة الطفولة هي الحاسمة لتشكيل الاوعي " العقل الباطن " الذي بدوره يشكل حياتنا وسلوكنا .
جاء إلحاد القصيمي متأخراً بسبب المشاعر المكبوته التي لا تظهر إلا بالظروف المناسبة وفي حال توفرها .
ولعل الأسباب توفرت و الظروف جاءت وساقت القصيمي إلى الإلحاد .
تغيرت شخصية القصيمي حتى أصبح يسخر ويستهزئ ولعل مما يذكر موقفه مع الشيخ متولي الشعراوي ، حيث بالغ القصيمي بالسخرية والإستهزاء من الإسلام و الأمور الغيبية ، ما دفع الشعراوي للمغادرة إمتثال للأية التي تأمر بعدم القعود مع المستهزئين .
و يقول ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه
" ليلة في القاردن سيتي " ( إن القصيمي ليبدي عداء كثيراً لأمة العرب و مصالح العرب ، فهو لايعذرهم إذا انتقموا لأنفسهم ، ولا يسوغ انهزامهم بالظروف المتآمرة في المنطقة و إنما يرد ذلك إلى العرب خلقة و تكوينا )
هذه هي قصة الرجل الذي " دفع مهر الجنة بكتاب "
ولعلني أخترت هذا العنوان ليس من باب " السخرية " معاذ الله بل هو من باب الجذب لا أكثر ، و لعلك عزيزي القارئ ترغب في بعض ما يشبع بحثك حول قضية عبدالله القصيمي ، فأبرز ما يمكنك أن تعود إليه هو كتب من ناظرهم القصيمي و التقارير المصورة التي نشرت عنه ، وللقصيمي عدة كتب قبل إلحاده وبعده ، من أبرزها ما ذكرناه أول المقال وهو قبل الإلحاد أما بعده فهو بلا شك كتابه
" الأغلال " ، الذي أشمئز من محتواه سيد قطب ، واتهم القصيمي بالخبث و النفاق .