• ×
الإثنين 19 مايو 2025

ذاتَ بُعدين

بواسطة الكاتبة : هاجر محسن 11-17-2017 12:44 مساءً 3032 زيارات
صوت المدينة - هاجر محسن

إنَّنا حين نذكر الإنسان، أين هو؟! يظل السؤال دائرًا في معركةِ النسيانِ ذاتها منذ زمن طنطاوي جوهري حين قال: "لمْ يقرأ النَّاس إلَّا سطرًا واحدًا، وحفظوا منه "يغلب الأقوى الأضعف"." فبات الإنسان "أيُّ إنسانٍ" لا يتوَّرع عن إظهار الهشاشة.. هشاشة الهُويّة، والأخلاق، والمبادئ، ولا سيَّما الذوقيات طالها المرض واستفحل!

معتقدًا بذلك أنها جسارة حين يقلل من شأن المبادئ الإنسانية في المجتمع، عندما لا يحترم أخلاق المهنة وذوقيّاتها، وحين يُهرِّج بأفعالٍ تتنافى والذوق العام.
فالسؤال الآن: أين أنت ؟! هل تنتمي إلى التُخُوم أم الحدود ؟

في مقارنة تتعدّى النقاش الجيوسياسي لتخترق عُمق إنسان التُخُوم وإنسان الحدود، موضحين بذلك أنَّ إنسان التُخُوم إنما يُجسِّد البُعدين (الطول والعرض) ونضيف لهما بُعدًا ثالثًا وهو الارتفاع، يجسِّد الطبيعة الإنسانية المتغيّرة داخل حدود الثبات الأخلاقي حيثُ من المرفوض أنْ يقتات شخصٌ على آخر، ويحصل ذلك من خلال التنمّر والتحقير أو التشهير.. إلخ.

كذلك يتميّز إنسان التُخُوم بأنَّه مَعلَم يُهتدَى بهِ في مجالهِ أو وظيفته، في شغفه وإبداعه، في أيّ مكانٍ ينتقل منه وإليه. إنسان التُخُوم هو إنسانٌ دفاعي! لا نظن أنَّه سيرضخ للظلم وإن لم يقع عليه، ويتقبّل كل فعلٍ خارج حدود الأخلاق والقيّم الثابتة، ويرضى بالتبريرات السطحية التي تنم عن جهلٍ فادح وقلّةِ دراية، هو ثروة بحدِّ ذاته. إنسان التُخُوم هو الإنسان الذي أدرك أنَّ للحقيقة عدّة وجوه.

أمَّا إنسان الحدود، إنَّما هو الذي لا ينفك ينظر بشكلٍ طولي فلا يرى إلَّا الهاتف في يده ورقم فلانٍ من النَّاس، فيتصل بهِ دون أنْ يكلف نفسه عناء الالتفات إلى ساعةِ الحائط، وأنَّ الذوق العام يحتم عليه التراجع؛ لأنَّ الوقت متأخر جدًا.. هذا مثالٌ بسيط على هشاشةِ إنسان الحدود والأمثلة تطول. إنَّ إنسان الحدود يضع الآخرين في حالةٍ حَرِجة خصوصًا إذا كان لا مفر من الاحتكاك بهِ في بيئة العمل أو البيئة الاجتماعية، دون أن يستوعب مدى تجاوزاتهِ رغم تنبيهات الآخرين؛ ليدفعهم بذلك إلى وضع حدود أشد حُمرة. والجدير بالذكر أنَّ إنسان الحدود يدرك تمامًا هشاشة أفعاله؛ لكنه بتبريره لها وانتقاده للآخرين، لا يختلف عن أنصارِ الفوضوية في معاداتهم للمبادئ الأخلاقية.

أخيرًا، إنَّما هذهِ التفرقة ليدرك الإنسان حيثما وُجِد أين هو ! ثمَّ كم بُعدًا في داخله !

جديد المقالات

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

اعتلت القمة ، وبكل جدارة .. وأصبح من السهل عليها إدارة القمم .. وسارت بكل همة ، فملأتنا إثارة...

أسلوب فعال في التواصل والنقد البنّاء في بيئة العمل والتعليم والتفاعل اليومي، كثيراً ما نواجه...

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

أكثر