كيف ننظر لمهنة التعليم ؟
صوت المدينة - جميلة الحربي
قد يكون أكثر ما يشغلنا كمعلمين هو وضع الخطط العلاجية الكفيلة بتعديل السلوكيات والأداء الأكاديمي للطلاب لكن وقبل أن أتحدث عن العلاج علينا أن نعود إلى حقيقة من نحن ؟
أنا وأنت مسؤولين عن مجموعة عقول ونفوس وحينما أقول : "مسؤولية" يعني يجب أن ننظر إلى الصورة الكلية لا إلى الجزء .. ننظر إلى "المخرجات" لا إلى إنهاء المنهج وتقويم الطالب وإسلامه
إلى مرحلة أعلى خاصة في التعليم العام وحتى الأم في لبنتها لن تكون مخرجاتها سليمة إن لم تكن ضمن ذلك الإطار.
فالمعلم يتعامل مع : ظروف أسرية وصحية وشخصية وفروق فردية ومن هنا علينا أن نتوقف عند طالب العلم فمن هو طالب العلم ؟ وهل طالب اليوم طالب علم؟ طالب العلم هو الذي يطلب العلم والمعرفة
ويُدرك واجباته ,وطالب اليوم ليس كطالب الأمس فلم تعد المدرسة هي أساس المعرفة والعلوم وإن كانت لبنة ثانية مكملة للبنتهم الأولى ولها أهمية في احتواء من فيها وإخراجهم كنفوس قادرة على التعايش في محيطهم .
من تلك الوقفات نعلم أن دور المعلم رؤية الصورة الكلية "المخرجات" وهذا يعني احتواء الطالب " معرفي/عقلي/ وجداني" وأيضا أن يعي أنه مرشد وأن يُدرك دوره في التدريس والتقويم.
نعلم أن عملية التعليم هي عملية تربوية قبل أن تكون تعليمية ولذا يجب أن تقوم على قاعدة وأرضية احتواء الطالب كنفس إنسانية تعيش في وسط بيئي اجتماعي ضمن أسرة على مختلف الظروف وتفاوتها أيضا وضع الفروق الفردية بين الطلاب في الحسبان لما لها مِنْ أثر في عملية التعلم. فالاهتمام بالطالب و بما يحتاجه وبما يشعر به وبما يريده وتقديم كل هذا على عملية التعليم لأن الطالب ينجذب تلقائيا للعملية التعليمية حينما يتم إشباع حاجاته ومُراعاة نفسه.
إن تشجيع الطالب ذا المستوى الضعيف بعد الوقوف على أسباب ضعفه وعدم تفاعله مع بقية زملاءه ووضع الخطط العلاجية التي تكفل التدرج في انضمامه لصفه الدراسي يعني أن يثق الطالب بك كمعلم له بمد يدك كلما احتاج .
لكن السؤال كيف نصل لهذه المرحلة ؟ دور المعلم ومسالكه الإيجابية في الصف والمجتمع المدرسي .. السؤال عنه عند الغياب وإشعاره بأهمية تواجده في الصف وأن غيابه أوجد فارق!
السؤال عند حدوث خطب وظرف أسري .. أن يتعود منك التسامح والحوار والاستماع للرأي واحترامه .. احترام خصوصيته والحفاظ عليها .
طفل الروضة يشتكي لأمه أن المعلمات لا يرغبن في تواجده في الصف ! غير معلمته ... التي قبلت به !
صغيرة تركت المدرسة في الصف السادس بسبب معاملة معلمتها والآن هي فتاة في سن 16 سنه .صغيرة تُشد من شعرها لأنها لم تكتب بشكل صحيح.. أين دور المعلمة هنا ؟
شاب وصل عمره إلى 35 وهو تحت وطأة صمته عن جور وظلم والده لأفراد الأسرة هذا الصمت كان يظن أنه تحت طاعة وبر والدين ! أين دور المعلم هنا ؟
إذا .. كيف ننظر لمهنة التعليم ؟
معلمة متقاعدة تقول: كل الموظفين يجلسون على مقاعد ومكاتب يستلمون أوراق ويصدرونها ومهما بلغ تأثير مسالكهم لن يتجاوز هضم حق مالي أو نقل وندب جائر .
أما المعلم فهو يجلس وسط بيت ثاني يستلم جيل من العقول والنفوس ويصدرهم كمخرجات لمجتمعهم الكبير والعالم !! إذا تأثيره السلبي يمثل معول هدم وتأثيره الإيجابي يمثل معول بناء..
فصغير الروضة ذاك وتلك الصغيرة ليس من حق أحد أن يشعرهم بأنهم أفراد غير مرغوب بتواجدهم لأي سبب. وذاك الشاب كان يُفترض أن يتعلم في بيته الأول ويسانده بيته الثاني ” المدرسة “ أن البر
لا يتعارض مع ” إعمال العقل.. الصمت العقلي عند المشاكل “ حين يستوجب العمل وحتما هذا لا يعني أن يعق والده في سبيل حماية أفراد أسرته .
مهنة التعليم : بناء أرضيات في العقول والنفوس تحصين قبل أن يصلوا إلى سن يعتمدوا فيه على أنفسهم فوظيفة المعلم ليست الحكم على الطالب بل احتواءه بكل ظروفه الأسرية والشخصية والسلوكية والصحية .
والسير في العملية التعليمية ضمن أطر الاحتواء ( العقلي والمعرفي والوجداني ) و وضع طرق التقويم وقياس المهارات ليتم وضع العلاج والإثراء التربوي للنتائج .
مهنة التعليم بناء أُسس لمستقبل أجيال ..فطالب اليوم وصغيره هو رجل الغد ومن يحمل قوامة لُبناته وطالبة اليوم وصغيرته هي امرأة الغد ومن تحمل بناء وتعليم وتربية من تحت يدها من أفراد لبنتها. طلابنا اليوم هم حماة وطن وجنده لذا كل ما يُبذل في سبيلهم ما هو إلا زاد نتزود به لغد آمن محتوي وذو خيرات بإذنه تعالى.
قد يكون أكثر ما يشغلنا كمعلمين هو وضع الخطط العلاجية الكفيلة بتعديل السلوكيات والأداء الأكاديمي للطلاب لكن وقبل أن أتحدث عن العلاج علينا أن نعود إلى حقيقة من نحن ؟
أنا وأنت مسؤولين عن مجموعة عقول ونفوس وحينما أقول : "مسؤولية" يعني يجب أن ننظر إلى الصورة الكلية لا إلى الجزء .. ننظر إلى "المخرجات" لا إلى إنهاء المنهج وتقويم الطالب وإسلامه
إلى مرحلة أعلى خاصة في التعليم العام وحتى الأم في لبنتها لن تكون مخرجاتها سليمة إن لم تكن ضمن ذلك الإطار.
فالمعلم يتعامل مع : ظروف أسرية وصحية وشخصية وفروق فردية ومن هنا علينا أن نتوقف عند طالب العلم فمن هو طالب العلم ؟ وهل طالب اليوم طالب علم؟ طالب العلم هو الذي يطلب العلم والمعرفة
ويُدرك واجباته ,وطالب اليوم ليس كطالب الأمس فلم تعد المدرسة هي أساس المعرفة والعلوم وإن كانت لبنة ثانية مكملة للبنتهم الأولى ولها أهمية في احتواء من فيها وإخراجهم كنفوس قادرة على التعايش في محيطهم .
من تلك الوقفات نعلم أن دور المعلم رؤية الصورة الكلية "المخرجات" وهذا يعني احتواء الطالب " معرفي/عقلي/ وجداني" وأيضا أن يعي أنه مرشد وأن يُدرك دوره في التدريس والتقويم.
نعلم أن عملية التعليم هي عملية تربوية قبل أن تكون تعليمية ولذا يجب أن تقوم على قاعدة وأرضية احتواء الطالب كنفس إنسانية تعيش في وسط بيئي اجتماعي ضمن أسرة على مختلف الظروف وتفاوتها أيضا وضع الفروق الفردية بين الطلاب في الحسبان لما لها مِنْ أثر في عملية التعلم. فالاهتمام بالطالب و بما يحتاجه وبما يشعر به وبما يريده وتقديم كل هذا على عملية التعليم لأن الطالب ينجذب تلقائيا للعملية التعليمية حينما يتم إشباع حاجاته ومُراعاة نفسه.
إن تشجيع الطالب ذا المستوى الضعيف بعد الوقوف على أسباب ضعفه وعدم تفاعله مع بقية زملاءه ووضع الخطط العلاجية التي تكفل التدرج في انضمامه لصفه الدراسي يعني أن يثق الطالب بك كمعلم له بمد يدك كلما احتاج .
لكن السؤال كيف نصل لهذه المرحلة ؟ دور المعلم ومسالكه الإيجابية في الصف والمجتمع المدرسي .. السؤال عنه عند الغياب وإشعاره بأهمية تواجده في الصف وأن غيابه أوجد فارق!
السؤال عند حدوث خطب وظرف أسري .. أن يتعود منك التسامح والحوار والاستماع للرأي واحترامه .. احترام خصوصيته والحفاظ عليها .
طفل الروضة يشتكي لأمه أن المعلمات لا يرغبن في تواجده في الصف ! غير معلمته ... التي قبلت به !
صغيرة تركت المدرسة في الصف السادس بسبب معاملة معلمتها والآن هي فتاة في سن 16 سنه .صغيرة تُشد من شعرها لأنها لم تكتب بشكل صحيح.. أين دور المعلمة هنا ؟
شاب وصل عمره إلى 35 وهو تحت وطأة صمته عن جور وظلم والده لأفراد الأسرة هذا الصمت كان يظن أنه تحت طاعة وبر والدين ! أين دور المعلم هنا ؟
إذا .. كيف ننظر لمهنة التعليم ؟
معلمة متقاعدة تقول: كل الموظفين يجلسون على مقاعد ومكاتب يستلمون أوراق ويصدرونها ومهما بلغ تأثير مسالكهم لن يتجاوز هضم حق مالي أو نقل وندب جائر .
أما المعلم فهو يجلس وسط بيت ثاني يستلم جيل من العقول والنفوس ويصدرهم كمخرجات لمجتمعهم الكبير والعالم !! إذا تأثيره السلبي يمثل معول هدم وتأثيره الإيجابي يمثل معول بناء..
فصغير الروضة ذاك وتلك الصغيرة ليس من حق أحد أن يشعرهم بأنهم أفراد غير مرغوب بتواجدهم لأي سبب. وذاك الشاب كان يُفترض أن يتعلم في بيته الأول ويسانده بيته الثاني ” المدرسة “ أن البر
لا يتعارض مع ” إعمال العقل.. الصمت العقلي عند المشاكل “ حين يستوجب العمل وحتما هذا لا يعني أن يعق والده في سبيل حماية أفراد أسرته .
مهنة التعليم : بناء أرضيات في العقول والنفوس تحصين قبل أن يصلوا إلى سن يعتمدوا فيه على أنفسهم فوظيفة المعلم ليست الحكم على الطالب بل احتواءه بكل ظروفه الأسرية والشخصية والسلوكية والصحية .
والسير في العملية التعليمية ضمن أطر الاحتواء ( العقلي والمعرفي والوجداني ) و وضع طرق التقويم وقياس المهارات ليتم وضع العلاج والإثراء التربوي للنتائج .
مهنة التعليم بناء أُسس لمستقبل أجيال ..فطالب اليوم وصغيره هو رجل الغد ومن يحمل قوامة لُبناته وطالبة اليوم وصغيرته هي امرأة الغد ومن تحمل بناء وتعليم وتربية من تحت يدها من أفراد لبنتها. طلابنا اليوم هم حماة وطن وجنده لذا كل ما يُبذل في سبيلهم ما هو إلا زاد نتزود به لغد آمن محتوي وذو خيرات بإذنه تعالى.
وقلتِ فصدقتِ
أسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
ونعم المعلمه