التطرّف الفكري خنجر في خاصرة المجتمع
صوت المدينة - حنان المشرافـي
المتطرف هو ذلك الشخص الذي تجاوز حد الاعتدال في فكرةٍ ما ثم حولها لسلوك سلبي خارق للأنظمة مسبباً فجوة في المجتمع وناشراً للفساد يلجأ دائما للعنف في تنفيذها .
قد تتغير مسمياته ونتائجه ولكن وتحت أي مسمى يبقى قضيه تمتد جذورها لزعزعة أمن المجتمع ومحاربة الأنظمة ونشر الافكار والمعتقدات الهدامة والتي يعتقد مروجوها انهم على حق وينظرون لكل
من يقف ضدهم انه ارهابياً مرتداً عن دينه مع العلم انهم هم الاٍرهاب بعينه .
قضية التطرّف الفكري قضية أمنية اجتماعية إنسانية تهدد أمن واستقرار العالم بأجمعه وأصبحت من ابرز القضايا الرئيسيّة التي تشغل اهتمام المجتمعات العربية والدولية وهذا نتيجة ماخلفته من دمار وحروب ومئاتٍ من القتلى .
وكما يقال بأن أكثر المتأثرين والقابلين للتطرف الفكري هم فئة الشباب .. فما الذي يجعل شاباً في ربيع العمر يمسك في قبضة يديه سلاحاً ليسفك بها دماء والديه !
وما الذي يجعلُ شاباً يقتل أقربائك وأبناء عمومته بدون أن يشعر بأي ذنب وبدون تردد وهو يلوح بيديه " الله أكبر " معتقداً أنه سيُزف إلى الفردوسِ زفا !
والعديد من الحوادث المأساوية التي تجعلنا نقف وقفة صمت وحيرة .
ما الذي حدث ! وكيف تمت برمجة عقولهم على هذه الافكار ؟! كيف تم توجيههم او كيف تم إقناعهم !
ماهي المراحل التي يمر بها حتى يصل لهذه الوحشية وغياب الوعي ؟ ام انه يقفز إليها قفزا ؟
كيف نلاحظ من حولنا .. ومتى تدق أجراس الإنذار في داخلنا ؟
آلاف علامات الاستفهام تدور ببساطة في أذهاننا حين نقرأ خبرا صادما وفاجعة للمجتمع وأهالي مذهولين يؤكدون أن ابنهم كان سويا ومحبوبا أو حتى أنه أصيب بعزلة قبل أن يطعن المجتمع في خاصرته .
كيف نمنع مرضا في مراحله الأولى !
كيف نستئصل ورما بعد أن يبتدئ !
بعض شبابنا يمتلكون طاقة كبيره وعقولاً مجوفه خالية من الافكار فإن تم ملء هذه العقول بالافكار الهدامة سيستنزف كل شاب وشابه طاقاتهم فالجانب السلبي والعكس تماما ان ملئت بأفكار إيجابية وطموح وزع الثقة بهم ،فالشباب طاقه فعالة قابلة للتوجيه نحو الأفضل في خدمة المجتمع ،وعلينا أن ندرك ذلك حتى يمكننا أن نمنح ابناءنا مناعة ضد داء قاتل قد يكون صامتاً قبل أن يصحو المجتمع على فجيعة أخرى من جديد .