• ×
الإثنين 7 أبريل 2025

لا تنتظر بكاء الإمام

بواسطة الكاتب : طلال النزهة 05-26-2017 09:56 صباحاً 1148 زيارات
صوت المدينة - طلال النزهة


بكاء الخشوع الجماعي والحنين يخالجنا كل عام عندما يصل بنا الإمام لِسورِ المعوذات في آخر ركعة من ليال رمضان .. فهنيئا بخشوع من كان متشبعا طوال الشهر بالعبادة .. ولوما وعتابا للنفس التي تألّم صاحبها بتأنيب الضمير لتقصيره مع نفسه وتبقى رحمة الله واسعة والمغفرة يختص بها صاحب الجلال والإكرام .. ذاك خشوع جماعي للكبار .. وفرحة بقدوم العيد للأطفال وبعض ذوي الحال .

وبكاء الإنسان عادة يكون ألما او عاطفة أو يتأثر ببكاء الآخرين فيشاركهم معنويا وإنسانيا .. وكل أنواع البكاء واحد لألم حسي او معنوي او تعاطف مع آخرين .. ولكن بكاء الخشوع يختلف كثيرا عن ذاك البكاء .

بكاء الخشوع يكون رهبة أو رغبة أو رجاءا او إذلالا لخالق الكون وعظمته سبحانه .. فالإمام في صلاته الجهرية وهو يؤم المصلين يَعبرُ على آية فيتأمّلها بعمق .. فيخنق الخشوعُ صوته فيبكي .. وقارىء القرآن كذلك .. فأين موقف المأموم أو المستمع من هذا الخشوع .. ؟؟ ولماذا ينتظر الكثير أن يعلن الإمام البكاء فتسمع منطقة الصلاة قد ارتفع صوتها وتعج بالبكاء .. !! فالإمام خشع عند تلك الآية سواء رهبة او رغبة او رحمة او عذابا .. فكان الخشوع يخصه بدليل أنه عبرَ على آياتٍ مماثلة ولم يبكِ .. وأيضا لم يبكِ من خلفه من المأمومين منفردين .. وعندما قرأ آية وتأملها بكي خشوعا .

إن المسلم في الصلاة تكون عاطفته جياشة .. ودمعته قريبة .. فهل أنت من الذين تتأمّلُ في عمق الآيات لتجد نفسك باكية والإمام لم يبك بعد .. فهناك آيات وكأنها تتكلم عنك شخصيا فعندما تتأمّلها سواءا برحمة أو رهبة أو عذاب أو رجاء .. هنا يكون البكاء خشوعا وليس بكاء عاطفة لسماع الإمام يبكي فتحركت مشاعرك فبكيت .. وقد لا تعرف سبب البكاء أو لم تنصت للآية ولكن بكيت عاطفةً لبكاء الإمام .

فالقرآن إيجاز وإعجاز وعبر ومواعظ وفقه وحياة وتشريعات .. فعندما تتأمل بآياته جيدا سواء كنت قارئا او مستعما فسوف يصيبك الحنين والخوف والرغبة والرجاءفتقشعر له جلود وتلين جلود وقلوب .. وحتى إذا لم يخالجك البكاء فسوف تشحذ الرجاء وتتباكى لآية تحكي جزءا من حياتك سواء بالنعيم الذي تعيش أو بالكفاف وأيضا بالرجائ والدعاء .. هكذا الآيات لِمَنْ يتأمّلها ولكل قارىء او مستمع آيات يرقّ لها قلبه فيبكي منفردا وربما يبكي مع الإمام لأنه خشع مثل ما خشع الإمام فلم ينتظر بكاء الإمام ولكنه بكي مع الإمام .
1 2 3 4 5

جديد المقالات

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

أكثر