• ×
الأحد 13 أبريل 2025

سبعيني ، لديه سبعة ، لم يتجاوزا السبعة

بواسطة الكاتب : عبد العزيز الغامدي 12-25-2013 04:51 مساءً 1625 زيارات
لعم " أبو شادي " رجلٌ كبيرٌ في السن قد تجاوز الستين من عمره ، ذا اللحية الغبراء ، والأسنان المتساقطة ، ووجهه المليء بالتجاعيد ، منحرف الظهر ، كثير السؤال والزواج ، والأهم من ذلك يعتقد بأنه الرجل الحكيم في عائلته .

في يومٍ من الأيام حسّ العم أبو شادي بأن الموت قد دنا منه ، وأن روحه بين ساعةٍ وساعة تخرج من جسده رويداً رويداً ، فأمر بجمَع أبنائه السبعة التي تتراوح أعمارهم من السنتين إلى السبعة سنين ، ولا أخفي عليكم بأنه قد تجوز من تسعة نساء إلا أن من أنجبوا له الأبناء ثلاثاً فقط !، وقد التفوا حوله حِلقاً حتى كاد العم أن يختنق ، لولا لطف الله ، فقام مستنداً ظهره على الجدار ، رامياً بطانيته المشقوقة بعيداً عنه ، فوقه ثوباً أعتاد أن يلبسه في أوقاتِ صلواته ، باغياً من ذلك أن يلقى الله بثوبٍ حسن ! ، ففتح فمه قائلاً بصوتٍ يملؤه الوعظ والحزن : أسمعوا يا أبنائي ، إذا الموت أتاني ، كونوا لي مبرّين لا " نُكّاري " ، أذكروا محاسني وأفضالي ، لا تذموني أو تشتموا أعمالي ، فأنا قد تركتكم صغاراً للزمن والأقدارِ ، قد يقول منكم لماذا أبي مات وأنا صغيراً ، لم أرى وجهه في حياتي إلا قليلاً ، فإن راودك هذا الكلام يا بني ، تعوذ من الشيطان فإنه وسواس من جُني ، أو أحاديثٌ نفسيه فلا تقترب منها حتى لا تصبح طفلاً دنيء ! ، خذوا الحكمة مني وارموها داخل عقولكم الخاوية ، لا تكرروا فعلتي بالزواج لأجل إرضاء نفسٍ غاوية ، فترموا مصير نسائكم وأبنائكم إلى الهاوية ، كونوا أوفياء ، لا تكونوا أغبياء ، كونوا كراماً ، لا تأكلوا حراماً ، كونوا شهاماً ، لا تكونوا بِهاماً ، فإني حذرتكم من التعدد ، لا تعتقد بأن الروح بعد كل زواج تتجدد ، راحةٌ وقتيه ، لا أزلية ، تكبر عليك المصيبة وقت المنيّة ، ترحل وخلفك 100 نفسٍ مابين طفلٍ وزوجٍ ، أي قد تركت خلفك فوجٍ ، للزمن الذي قد يدفعهم لجزيرة الهلاك بموجٍ .

أراد العم " أبو شادي " أن يوصي أبنائه من فعلت أبيهم التي قد سيذهبون أبنائه وزوجاته ضحيةً لإرضاء نفسه وشهواته ، وأحببت أن أدلي بعلمٍ قد أتاني بأن العم أبو شادي من بعد ذكره لهذه الوصية قد تشافى ! ، أي أنه لم يكن في حالة احتضار بل كانت نزلةٌ معوية ، فقسم قسماً غليظاً لأن يتجوز جوزاً آخراً بمناسبة شفائه !
1 2 3 4 5

جديد المقالات

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

في زمنٍ أصبحت فيه “التمريرات” اليومية على شاشات الهواتف جزءاً من روتين الحياة، صار من الطبيعي أن...

كتابة : ماجد الحربي لطالما كنت أؤمن أن التصوير ليس مجرد التقاط مشهد عابر أو توثيق لحظة بل هو لغة...

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

أكثر