عندما تتنمّر الشاشة
صوت المدينة | باسم القليطي
لم تعد الشاشة الصغيرة صغيرة, بل كبُر حجمها, واتسع فضائها, وازداد تأثيرُها, ولم تعد تكتفي بنقل الأحداث بل باتت تصنعها, فمن ينسى دور قناتي العربيّة والجزيرة في أحداث ( الربيع العربي), هذه الشاشات الفضيّة الفضائية لم تُنشأ عبثاً هكذا, فلكل واحدة منها أجندتها الخاصة, التي تبتعد وتقترب من المبادئ المهنيّة والأخلاقيات الإنسانية على حسب أهواء مُلاّكِها, فالخبر لا يمر دون تأويل, والمعلومة لا تُعطى إلا بتهوين أو تهويل, والمشهد لا يُكتب دون تضليل, والبرنامج لا يُقدّم إلا لسببٍ وجيه, والمُشاهِد لا يُترك هكذا دون توجيه, كان جاهلاً غافلاً أو نبيه, مُتناسين أن المُشاهدين أحرار ويمتلكون القرار, اعرضوا عليهم الحقائق واتركوا لهم حرية الاختيار, يقول (ارتشيبولد) : الحُرية هي الحق في أن تختار وتوجد لنفسك بدائل الاختيار.
وهذه الشاشة الصغيرة ليست مُحايدة كما ينبغي, وهي حتماً ليست مُنصفة كما تتدّعي, بل جعلت نفسها طرفاً في الصراعات الفكريّة, ونصّبت نفسها حكماً في الخيارات الاجتماعية, فمن كان ضدها حاربته وكبّرت أخطائه, وربما تجنّت عليه وفبركت أحاديثه, وجيّشت برامجها ومسلسلاتها ضدّه, وإن تحدّث ازدادت حِدّه, حتى لو تطلّب الأمر أن تضعه ضمن نشرات أخبارها, وإذا اختارت غالبيّة المجتمع خياراً مُحافظاً يخالف أفكارها المُتحررة أخفته وأنكرته وهمّشته, وإذا اختارت الأقليّة خياراً مُتحرراً يوافق هواها ضخّمته وأظهرته واحتفلت به, وكل هذا لا يخفى عن عيون المُشاهد الواعي, وهو يُشاهد أهم وأكبر شاشة عربيّة, ولكنها للأسف لا تمتلك المهنيّة, وتوجهاتها الفكريّة سطحيّة, بعيدة عن القيم الأخلاقيّة, ولكن عزاؤنا الوحيد أن الخيارات موجودة, والعيون الواعية مفتوحة, وإن كان أهل الحق على الشاشات قليل, فلا يعني هذا أن التغلب على الباطل مستحيل, يقول الصحابي الجليل (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه: قليلٌ من الحقِ يدفعُ كثيراً من الباطل, كما أن قليل النار يحرق كثير الحطب.
لم تعد الشاشة الصغيرة صغيرة, بل كبُر حجمها, واتسع فضائها, وازداد تأثيرُها, ولم تعد تكتفي بنقل الأحداث بل باتت تصنعها, فمن ينسى دور قناتي العربيّة والجزيرة في أحداث ( الربيع العربي), هذه الشاشات الفضيّة الفضائية لم تُنشأ عبثاً هكذا, فلكل واحدة منها أجندتها الخاصة, التي تبتعد وتقترب من المبادئ المهنيّة والأخلاقيات الإنسانية على حسب أهواء مُلاّكِها, فالخبر لا يمر دون تأويل, والمعلومة لا تُعطى إلا بتهوين أو تهويل, والمشهد لا يُكتب دون تضليل, والبرنامج لا يُقدّم إلا لسببٍ وجيه, والمُشاهِد لا يُترك هكذا دون توجيه, كان جاهلاً غافلاً أو نبيه, مُتناسين أن المُشاهدين أحرار ويمتلكون القرار, اعرضوا عليهم الحقائق واتركوا لهم حرية الاختيار, يقول (ارتشيبولد) : الحُرية هي الحق في أن تختار وتوجد لنفسك بدائل الاختيار.
وهذه الشاشة الصغيرة ليست مُحايدة كما ينبغي, وهي حتماً ليست مُنصفة كما تتدّعي, بل جعلت نفسها طرفاً في الصراعات الفكريّة, ونصّبت نفسها حكماً في الخيارات الاجتماعية, فمن كان ضدها حاربته وكبّرت أخطائه, وربما تجنّت عليه وفبركت أحاديثه, وجيّشت برامجها ومسلسلاتها ضدّه, وإن تحدّث ازدادت حِدّه, حتى لو تطلّب الأمر أن تضعه ضمن نشرات أخبارها, وإذا اختارت غالبيّة المجتمع خياراً مُحافظاً يخالف أفكارها المُتحررة أخفته وأنكرته وهمّشته, وإذا اختارت الأقليّة خياراً مُتحرراً يوافق هواها ضخّمته وأظهرته واحتفلت به, وكل هذا لا يخفى عن عيون المُشاهد الواعي, وهو يُشاهد أهم وأكبر شاشة عربيّة, ولكنها للأسف لا تمتلك المهنيّة, وتوجهاتها الفكريّة سطحيّة, بعيدة عن القيم الأخلاقيّة, ولكن عزاؤنا الوحيد أن الخيارات موجودة, والعيون الواعية مفتوحة, وإن كان أهل الحق على الشاشات قليل, فلا يعني هذا أن التغلب على الباطل مستحيل, يقول الصحابي الجليل (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه: قليلٌ من الحقِ يدفعُ كثيراً من الباطل, كما أن قليل النار يحرق كثير الحطب.