عنصريتك ..متى ستُحررك ؟
صوت المدينة - بشرى الخلف
قال الله تعالى في سورةِ الحجرات:-
﴿ يا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
آية رقم:- (13).
"قد ذكر الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية
قيل: إنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وقوله في الرجل الذي لم يتفسح له: ابن فلانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:- من الذاكر فلانة؟ قال ثابت: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-انظر في وجوه القوم فنظر، فقال: ما رأيت؟ قال رأيت أبيض وأسود وأحمر، فقال: فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى".
أقولها وبكل لوعةٍ في القلب, وبكل أسف أن العنصرية باقية إلى الآن وإلى هذا العام 2017 م في المجتمعاتِ الإسلامية, والعربية وهذا يُعاكس وبقوة ماجاء ذكره بالقرآن الكريم, وفي الأحاديثِ الشريفة التي وردت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
يوجد لدينا العديد والعديد من أشكال العنصرية فمنها مثلاً:-
العنصرية القَبلية:- نعم إلى الآن نُعاني من هذا المُصطلح الذي يستفزُني كثيراً حينما تراهُ عيني بين السطور, أو تسمعه أذني في المجالس !
لماذا نُلوث أفكارنا وأفكار أبنائنا والأجيال القادمة بهذا المصطلح ؟ لماذا يوجد إلى الآن في مجتمعاتنا ؟
ولماذا أيضاً لم نضع حداً له وخطاً أحمر لا يُمكن لأي شخص تجاوزه ؟
هل تعلمون أن هذا النوع من التعصب كان في الجاهلية أي قبل ظهور الإسلام !
"فمثلاً يقول د. أكرم بن ضياء العُمري أستاذ الدراسات العليا بجامعة قطر، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية:- لقد اهتم العرب منذ العصر الجاهلي بحفظ أنسابهم والتفاخر بها في الشعر والذي كان يحتوي على مآثر القبائل وأحسابها وبطولات رجالاتها وكرمهم، وكان النسابون ورواة الشعر يتمتعون بمكانة وسط القبيلة، وقد أثارت هذه التوجهات الثقافية العصبية القبلية ونجم عنها حروب بين القبائل".
ولكن حينما ظهر الإسلام ولله الحمد كل هذه الأمور اختلفت اختلافاً جذرياً, اختلافاً يُوضح للعامة خطر هذا الأمر وحرمانيته !
"حرم العصبية القبلية ففي الحديث الشريف:- «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية», وأحل الرابطة الدينية، وجعلها فوق كل صفة فصار معيار الناس ووزن الأفراد يخضع لقول الله تعالى كما ذكرت في بداية مقالي:- ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتقاكم﴾؛ ولكن الإسلام لم يحرم العناية بالنسب لأنه وسيلة للتعارف، وهو الهدف من جعل البشر شعوباً وقبائل كما في الآية:-
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾.
كما أن معرفة النسب تمكن من صلة الأرحام التي أكد عليها الإسلام، كما تمكن من تطبيق أحكام الشريعة الغراء في الزواج والميراث والمعاقل".
هل نظرتم, وأدركتم صعوبة هذا الأمر المنتشر !
فيجب علينا نحن بعد كل هذا قطع دابره واستئصاله من عقولنا ومجتمعاتنا كاستئصال الورم الخبيث قبل انتشاره !
ويوجد لدينا العديد من أشكال العنصرية, كعنصرية الألوان الأسود والأبيض حتى أننا وصلنا لمرحلة (المُعايرة) أنتَ أسود !, ولا يوجد شخص يستطيع أن يُنكر هذا أقربها في ملاعبنا وتحديداً في المدرجات يقولون دائماً لنادي معين لدينا هُنا في المملكة:-
خدم, وجميعهم سود, وحينما ذهبوا لمنطقة من مناطق المملكة مدرجات الفريق الآخر كانوا وبعدم مراعاة شعور لاعبين النادي يُنادونهم من خلال ألفاظ وعبارات مُخجلة لا تمس لديننا الإسلامي العادل بصلة !
أيضاً يوجد لدينا عُنصرية الآن رياضية وبتشدد حتى وصلنا لمرحلة المخاصمة والمُشاحنة والمُعايرة, تابعوا وانظروا للبرامج التلفزيونية الرياضية سترون العجب العجاب !
أردت أن أُسلط الضوء على العديد من أشكال العنصرية؛ ولكن محور حديثي في مقالي هذا عن العنصرية القبلية !
نحن أمة أيها السادة نرِث هذه العصبية القبلية بين كل جيلٍ وجيل ونجدُها موروثة أيضاً بين كل قبيلة و قبيلة, ويرفضون مثلاً زواج ابنهم أو ابنتهم بقبيلة غير قبيلتهم كما يُسمى عندنا (شيوخ), فيقولون:-
نحنُ شيوخ ولا نستطيع فعل هذا, رغم أن بعض الأشخاص لديهم يعترفون بالخطأ وبجرم هذا الأمر الذي يرتكبونه في مثل هذه العادات والتقاليد الموروثة من أجدادهم؛ ولكن للأسف لا توجد لديهم شجاعة كافية لمواجهة قبيلتهم, فيصمتوا وبالتالي تتوارث هذه العادات !
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:-
(ثلاث لم تزلن بأمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة، والأنواء).
نهايةً أود فقط طرح سؤال معين ومهم أريد من كل شخص يقرأ مقالاتي بوجهٍ عام, وعلى كل شخص يقرأ مقالي هذا بشكلٍ خاص أن يُجاوب عليه بصدق خصوصاً من كانت به روح العصبية القَبلية:-
ما المغزى الحقيقي حين تعقد نكاح ابنتك مثلاً على شخصٍ قبلي, أو شيخ كما نقول؛ ولكن لا يمس للتقوى بصلة ؟
ولا يُراعي أيضاً تعاليم ديننا, ولا يخاف الله بها ؟
هل حينها سيرتاح ضميرك ويهدأ قلبك, وتكن انصفت ابنتك, ووضعتها في المكانِ المناسب, وللرجلِ المناسب ؟
أم هذا كله لا يهُمك !
ما يهُمك هو إرضاء مجتمعك وقبيلتك !
سؤال يجب علينا أن نكترث به, ونُسلط عليه الأضواء؛ لنُنقذ مجتمعاتنا, من هذه العادات الجاهلية !
أأمل من الله عز وجل أن نُحرر أفكارنا, ونصل بها لمستوى يليق بديننا وبتعاليمه, وبما أمر الله به في كتابه, ونبيه في أحاديثه الشريفة, كما أأمل منه تعالى أن نرتقي ونُراعي الله تعالى في حديثنا ونضع تلكَ المصطلحات التي تكن بها روح العنصرية جانباً, كما يجب علينا أيضاً أن ننظر لأخلاق الرجل والمرأة في النكاح قبل النظر في حسبهم ونسبهم, فلا ننسى أبداً أن الحسب والنسب بيد الله وحده وهو الذي قدًّر هذا,
بمعنى أنه سبحانه هو الذي قدًّر لذو الحسب والنسب يكونوا ذو حسب ونسب !
بالمختصر:-
"العنصرية القبلية هي عودة للجاهلية بأبشع صورها" !
قال علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه:-
الناس من جهة التمثيل أكفاءُ .. أبوهمُ آدمٌ والأم حواءُ
نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ .. وأعظمٌ خلقت فيهم وأعضاءُ
فإن يكن لهم من أصلهم نسبٌ .. يفاخرون به فالطين والماءُ
قال الله تعالى في سورةِ الحجرات:-
﴿ يا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
آية رقم:- (13).
"قد ذكر الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية
قيل: إنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وقوله في الرجل الذي لم يتفسح له: ابن فلانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:- من الذاكر فلانة؟ قال ثابت: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-انظر في وجوه القوم فنظر، فقال: ما رأيت؟ قال رأيت أبيض وأسود وأحمر، فقال: فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى".
أقولها وبكل لوعةٍ في القلب, وبكل أسف أن العنصرية باقية إلى الآن وإلى هذا العام 2017 م في المجتمعاتِ الإسلامية, والعربية وهذا يُعاكس وبقوة ماجاء ذكره بالقرآن الكريم, وفي الأحاديثِ الشريفة التي وردت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
يوجد لدينا العديد والعديد من أشكال العنصرية فمنها مثلاً:-
العنصرية القَبلية:- نعم إلى الآن نُعاني من هذا المُصطلح الذي يستفزُني كثيراً حينما تراهُ عيني بين السطور, أو تسمعه أذني في المجالس !
لماذا نُلوث أفكارنا وأفكار أبنائنا والأجيال القادمة بهذا المصطلح ؟ لماذا يوجد إلى الآن في مجتمعاتنا ؟
ولماذا أيضاً لم نضع حداً له وخطاً أحمر لا يُمكن لأي شخص تجاوزه ؟
هل تعلمون أن هذا النوع من التعصب كان في الجاهلية أي قبل ظهور الإسلام !
"فمثلاً يقول د. أكرم بن ضياء العُمري أستاذ الدراسات العليا بجامعة قطر، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية:- لقد اهتم العرب منذ العصر الجاهلي بحفظ أنسابهم والتفاخر بها في الشعر والذي كان يحتوي على مآثر القبائل وأحسابها وبطولات رجالاتها وكرمهم، وكان النسابون ورواة الشعر يتمتعون بمكانة وسط القبيلة، وقد أثارت هذه التوجهات الثقافية العصبية القبلية ونجم عنها حروب بين القبائل".
ولكن حينما ظهر الإسلام ولله الحمد كل هذه الأمور اختلفت اختلافاً جذرياً, اختلافاً يُوضح للعامة خطر هذا الأمر وحرمانيته !
"حرم العصبية القبلية ففي الحديث الشريف:- «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية», وأحل الرابطة الدينية، وجعلها فوق كل صفة فصار معيار الناس ووزن الأفراد يخضع لقول الله تعالى كما ذكرت في بداية مقالي:- ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتقاكم﴾؛ ولكن الإسلام لم يحرم العناية بالنسب لأنه وسيلة للتعارف، وهو الهدف من جعل البشر شعوباً وقبائل كما في الآية:-
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾.
كما أن معرفة النسب تمكن من صلة الأرحام التي أكد عليها الإسلام، كما تمكن من تطبيق أحكام الشريعة الغراء في الزواج والميراث والمعاقل".
هل نظرتم, وأدركتم صعوبة هذا الأمر المنتشر !
فيجب علينا نحن بعد كل هذا قطع دابره واستئصاله من عقولنا ومجتمعاتنا كاستئصال الورم الخبيث قبل انتشاره !
ويوجد لدينا العديد من أشكال العنصرية, كعنصرية الألوان الأسود والأبيض حتى أننا وصلنا لمرحلة (المُعايرة) أنتَ أسود !, ولا يوجد شخص يستطيع أن يُنكر هذا أقربها في ملاعبنا وتحديداً في المدرجات يقولون دائماً لنادي معين لدينا هُنا في المملكة:-
خدم, وجميعهم سود, وحينما ذهبوا لمنطقة من مناطق المملكة مدرجات الفريق الآخر كانوا وبعدم مراعاة شعور لاعبين النادي يُنادونهم من خلال ألفاظ وعبارات مُخجلة لا تمس لديننا الإسلامي العادل بصلة !
أيضاً يوجد لدينا عُنصرية الآن رياضية وبتشدد حتى وصلنا لمرحلة المخاصمة والمُشاحنة والمُعايرة, تابعوا وانظروا للبرامج التلفزيونية الرياضية سترون العجب العجاب !
أردت أن أُسلط الضوء على العديد من أشكال العنصرية؛ ولكن محور حديثي في مقالي هذا عن العنصرية القبلية !
نحن أمة أيها السادة نرِث هذه العصبية القبلية بين كل جيلٍ وجيل ونجدُها موروثة أيضاً بين كل قبيلة و قبيلة, ويرفضون مثلاً زواج ابنهم أو ابنتهم بقبيلة غير قبيلتهم كما يُسمى عندنا (شيوخ), فيقولون:-
نحنُ شيوخ ولا نستطيع فعل هذا, رغم أن بعض الأشخاص لديهم يعترفون بالخطأ وبجرم هذا الأمر الذي يرتكبونه في مثل هذه العادات والتقاليد الموروثة من أجدادهم؛ ولكن للأسف لا توجد لديهم شجاعة كافية لمواجهة قبيلتهم, فيصمتوا وبالتالي تتوارث هذه العادات !
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:-
(ثلاث لم تزلن بأمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة، والأنواء).
نهايةً أود فقط طرح سؤال معين ومهم أريد من كل شخص يقرأ مقالاتي بوجهٍ عام, وعلى كل شخص يقرأ مقالي هذا بشكلٍ خاص أن يُجاوب عليه بصدق خصوصاً من كانت به روح العصبية القَبلية:-
ما المغزى الحقيقي حين تعقد نكاح ابنتك مثلاً على شخصٍ قبلي, أو شيخ كما نقول؛ ولكن لا يمس للتقوى بصلة ؟
ولا يُراعي أيضاً تعاليم ديننا, ولا يخاف الله بها ؟
هل حينها سيرتاح ضميرك ويهدأ قلبك, وتكن انصفت ابنتك, ووضعتها في المكانِ المناسب, وللرجلِ المناسب ؟
أم هذا كله لا يهُمك !
ما يهُمك هو إرضاء مجتمعك وقبيلتك !
سؤال يجب علينا أن نكترث به, ونُسلط عليه الأضواء؛ لنُنقذ مجتمعاتنا, من هذه العادات الجاهلية !
أأمل من الله عز وجل أن نُحرر أفكارنا, ونصل بها لمستوى يليق بديننا وبتعاليمه, وبما أمر الله به في كتابه, ونبيه في أحاديثه الشريفة, كما أأمل منه تعالى أن نرتقي ونُراعي الله تعالى في حديثنا ونضع تلكَ المصطلحات التي تكن بها روح العنصرية جانباً, كما يجب علينا أيضاً أن ننظر لأخلاق الرجل والمرأة في النكاح قبل النظر في حسبهم ونسبهم, فلا ننسى أبداً أن الحسب والنسب بيد الله وحده وهو الذي قدًّر هذا,
بمعنى أنه سبحانه هو الذي قدًّر لذو الحسب والنسب يكونوا ذو حسب ونسب !
بالمختصر:-
"العنصرية القبلية هي عودة للجاهلية بأبشع صورها" !
قال علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه:-
الناس من جهة التمثيل أكفاءُ .. أبوهمُ آدمٌ والأم حواءُ
نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ .. وأعظمٌ خلقت فيهم وأعضاءُ
فإن يكن لهم من أصلهم نسبٌ .. يفاخرون به فالطين والماءُ