القول المُبين في تسفيه الآخرين
صوت المدينة - باسم القليطي
حال الإنسان بين ثلاثة: إما مُشجّع مُنصف, وإما مُسفّه مُجحف, وإما حايدي الموقف, وكنت قد كتبت مقالاً سابقاً عن تشجيع الآخرين والأخذ بيدهم تحت عنوان: (القول البديع في فن التشجيع) وظننت أن السير في هذا الاتجاه وحده هو الصواب, ولكني اكتشفت أن هُناك أُناس على النقيض من ذلك تماماً, فهم لا يتورعون عن تسّفيه الآخرين لإثبات وجهة نظرهم, وكأن هذا الطريق هو الأسهل والأمثل, من باب أن الهدم أسهل من البناء, فليكن التحطيم أسهل من التشجيع, والتسفيه أسهل من المديح, والتحقير أسهل من التعظيم, والاستنقاص أسهل من الإنصاف, لذلك ينبغي أن نعرفهم وأن نُميّزهم من بين الناس, كي نتعامل معهم بحيطةٍ واحتراس.
وهؤلاء يكون تسفيههم للآخرين إما لآراءٍ تُقال أو لجهودٍ تُبذل, على حسب ما تستدعي مصالحهم, وعلى قدر ما تطالهُ أنيابهُم ومخالبهُم, وأسبابُ هذا التسفيه؛ إما لثقةٍ بالنفس وصلت حد الغرور, وإما لاعتيادهم الخوض في كل الأمور, وإما لاعتقادهم بحتميّة الانتصار بكل نقاش, حتى لو أدى ذلك إلى الخصومة والفجور.
يقول (غاندي) : ليس للاختلاف في الرأي أن يؤدي إلى عداوة, وإلا كُنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.
ولمثل هؤلاء أوجّه تساؤلاتي, ما يمنعك أن تقول رأيك دون وصاية على آراء الآخرين؟ وما الذي يجعلك تعتقد أنك المُصيب وحدك بينما يخطئ غيرك؟ هل أن الحق اقتصر عليك؟ أم أن الفهم محتكرٌ عندك؟ كلما ازداد علمُ الإنسان عَرَفَ أنه يجهل أكثر مما يعلم, فيُحسن آداب الحوار وقواعده, ويبحثُ عن الحقِ وشواهده, وكلما زاد جهل الإنسان جَهِل أنه يجهل أكثر مما يعلم, فتأبط شراً وازداد حماقة, وقدّم للغباء عربون صداقة, وقال لخصومه هل من منافس؟! فإني لكم كحمارٍ رافس, حتى لو اضطررتُ أن أقلب الحقائق, سأكذب وأكذب وأزوّر الوثائق, المهم أن أنتصر ولن يمنعني أي عائق.
دعني أُخبرك أن انتصارك في بضع جولات, لا يعني أنك من أصحاب البطولات, فالقضايا الخاسرة محاميها شيطان, والقضايا الرابحة محاميها إنسان, سواءً أصاب أو أخطأ, يكفيه أنه عن الحق يبحث, ودعّ عنك التحزُّبات والتصنيفات, فلا خير فيها سوى الشتات, وتذكّر أن الحق لا يُعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق.
يقول الشيخ (الشعراوي) رحمه الله : إن لم تستطع قول الحق فلا تُصفق للباطل.
حال الإنسان بين ثلاثة: إما مُشجّع مُنصف, وإما مُسفّه مُجحف, وإما حايدي الموقف, وكنت قد كتبت مقالاً سابقاً عن تشجيع الآخرين والأخذ بيدهم تحت عنوان: (القول البديع في فن التشجيع) وظننت أن السير في هذا الاتجاه وحده هو الصواب, ولكني اكتشفت أن هُناك أُناس على النقيض من ذلك تماماً, فهم لا يتورعون عن تسّفيه الآخرين لإثبات وجهة نظرهم, وكأن هذا الطريق هو الأسهل والأمثل, من باب أن الهدم أسهل من البناء, فليكن التحطيم أسهل من التشجيع, والتسفيه أسهل من المديح, والتحقير أسهل من التعظيم, والاستنقاص أسهل من الإنصاف, لذلك ينبغي أن نعرفهم وأن نُميّزهم من بين الناس, كي نتعامل معهم بحيطةٍ واحتراس.
وهؤلاء يكون تسفيههم للآخرين إما لآراءٍ تُقال أو لجهودٍ تُبذل, على حسب ما تستدعي مصالحهم, وعلى قدر ما تطالهُ أنيابهُم ومخالبهُم, وأسبابُ هذا التسفيه؛ إما لثقةٍ بالنفس وصلت حد الغرور, وإما لاعتيادهم الخوض في كل الأمور, وإما لاعتقادهم بحتميّة الانتصار بكل نقاش, حتى لو أدى ذلك إلى الخصومة والفجور.
يقول (غاندي) : ليس للاختلاف في الرأي أن يؤدي إلى عداوة, وإلا كُنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.
ولمثل هؤلاء أوجّه تساؤلاتي, ما يمنعك أن تقول رأيك دون وصاية على آراء الآخرين؟ وما الذي يجعلك تعتقد أنك المُصيب وحدك بينما يخطئ غيرك؟ هل أن الحق اقتصر عليك؟ أم أن الفهم محتكرٌ عندك؟ كلما ازداد علمُ الإنسان عَرَفَ أنه يجهل أكثر مما يعلم, فيُحسن آداب الحوار وقواعده, ويبحثُ عن الحقِ وشواهده, وكلما زاد جهل الإنسان جَهِل أنه يجهل أكثر مما يعلم, فتأبط شراً وازداد حماقة, وقدّم للغباء عربون صداقة, وقال لخصومه هل من منافس؟! فإني لكم كحمارٍ رافس, حتى لو اضطررتُ أن أقلب الحقائق, سأكذب وأكذب وأزوّر الوثائق, المهم أن أنتصر ولن يمنعني أي عائق.
دعني أُخبرك أن انتصارك في بضع جولات, لا يعني أنك من أصحاب البطولات, فالقضايا الخاسرة محاميها شيطان, والقضايا الرابحة محاميها إنسان, سواءً أصاب أو أخطأ, يكفيه أنه عن الحق يبحث, ودعّ عنك التحزُّبات والتصنيفات, فلا خير فيها سوى الشتات, وتذكّر أن الحق لا يُعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق.
يقول الشيخ (الشعراوي) رحمه الله : إن لم تستطع قول الحق فلا تُصفق للباطل.