مالا يستوقفك .. يستوقفه
صوت المدينة - بشرى الخلف
قال تعالى في سورةِ الإسراء:-
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَا هُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.
[آية رقم:- 70].
ففي الآية السابقة قد فضل الله الإنسان على كثير من خلقه تفضيلاً عظيماً بنعمة العقل؛ لذلك يتوجب علينا دوماً شكر الله على هذه النعمة العظيمة.
فالله عز وجل خلق الإنسان وميًّزه عن سائر المخلوقات بنعمةِ العقل التي يميز بها الخير من الشر, والحق من الباطل.
قبل الخوض بعمق في صلب موضوعنا؛ أود بدايةً أن أُعرف العقل, ما هو العقل؟
تعريف العقل عند علماء المسلمين, فمثلاً قدامة بن جعفر قال:-
"العقل قسمان: موهوب ومكسوب، فالموهوب خلقه الله، والمكسوب ما يستفاد من التجربة والعِبَر والأدب والنظر".
وقال النسَفي:-
"هو قوَّة للنفس بها تستعدُّ للعلوم والإدراكات، وهو المَعْنِي بقوله: غريزة يتبعُها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات، وقيل: هو جوهر تُدرَك به الغائبات والمحسوسات بالمشاهدة".
بعد ذلك سأخوض بعمق في موضوعِنا, وأُسلط الضوء بدايةً عن معنى العبقرية, وثانياً الفرق بين الإنسان العبقري, والإنسان العادي:-
العبقرية:-
"في علم النفس هي تمازج بين الذكاء, الموهبة, والجرأة في اقتحام مجالات لم يسبق لأحد اقتحامها, فالعباقرة هم دائما القادة والرواد في تعريف الناس بحقائق وانجازات لم تطرق من قبل, وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يؤدون الاعمال بشكل روتيتني مكرر منتظرين من يقدم لهم وسيلة جديدة أفضل".
أما بالنسبة للفرق بين الانسان العبقري والعادي؛ فيُوضحها بعمق العالم والدكتور المِصري الكبير مصطفى محمود الذي يُعتبر هو أيضاً من العباقرة فيقول:-
سر العبقرية:- أن هُناك بعض الأمور تمر على الإنسان العادي مرور الكرام ويعتقد أنها ليست بالأهمية الكبيرة التي تستوقفه, أما بالنسبة للعبقري فيقف عندها وتُراود ذهنه العديد من الأسئلة حول ما حصل أمامه, وهذا الكلام يتجسد حرفياً حول ما قام به عالم الفيزياء الألماني أينشتاين وقال:- أمر غير طبيعي أن سرعة الضوء تضل ثابته رغم حركة المصدر!
فما يراه الإنسان العادي هنا مألوف هو يراه عكس ذلك, ولا بد له من تفسير.
أيضاً ما حصل مع عالم الفيزياء الانجليزي إسحاق نيوتن وقصته الشهيرة حين كان جالساً في حديقة منزله وتساقطت على رأسه التفاحة, شعر وقتها أن هذا الأمر غير طبيعي في الوقت الذي يشعر فيه الانسان العادي أنه أمر طبيعي ولا يستوقفه, وهذه هي بداية نظرية الجاذبية.
وأيضاً ما حصل مع الرياضي والمفكر الصعيدي, كان جالساً أمام البئر في مدينة أسيوط في مِصر فلاحظ أن طول ظل العصاة في أسيوط مختلف عن ظلها في مدينة أسوان على الرغم أنها في نفس الساعة فاستوقفه هذا الأمر, وقال يوجد لهذا الأمر تفسير, إلاًّ أن سطح الأرض كُروي, وقام بإخراج ورقة وحسب محيط الكرة الأرضية !
وما حصل أيضاً مع مخترع أشعة إكس العالم الألماني ويلهلم رونتجن, كان يوماً في معمله ورأى الأفلام في الكاميرا محروقة وتفاجئ من حرقها؛ والسبب أن هذا الفيلم موجود في ورق أسود في شنطة خشبية مع العلم أن الضوء لم يدخل إليها, فعمل بعدها العديد من الأبحاث إلى حين اختراعه لأشعة إكس _ الأشعة السينية.
فيقول بعدها مصطفى محمود أريد أن أُبين الفرق بين الانسان العبقري, والانسان العادي:-
أن العبقري بدايةً يخترق حجاب المألوف, يستطيع هو بإمكاناته أن يخرج عن الإطار العادي, وهذه أيضاً سببها صفة خُلقية في هؤلاء الأشخاص؛ بمعنى أن الشخص العادي ما يهتم به ويُلفت انتباهه الحياة العادية؛ كالأكل والشرب, مشتهيات النفس, حب المال, حب الشهرة, وحب السلطة أيضاً كل هذه أنواع تُسيطر سيطرة كاملة على المخ لا يستطيع أن يخرج عن هذه الدائرة, ويفكر بخيال مُجنح وبحرية؛ لأنه أساساً يعيش ضمن الحياة المألوفة, في المقابل شرط أن العبقرية يستطيع العبقري فيها أن يخرج من المحبوبات المألوفة التي ذكرتها سابقاً, والتي لا يستطيع أن يخرج عنها الانسان العادي.
لذلك أهم صفة بالإنسان أن يقاوم ما يُحب, ويتحمل ما يكره بهذا الشرط يستطيع أن يكسر حياته الطبيعية, ويخرج عن هذه الدائرة.
هذا ما ذكره الدكتور مصطفى محمود عن ما يُميز الإنسان العبقري عن الإنسان العادي.
أستطيع أن أقول في نهاية الأمر أن الإنسان العبقري قد خلقه الله هكذا, وميزه عن غيره من الأشخاص بنعمة عظيمة جداً يتفاخر حول الناس بها, ولا يستطيع إنكار هذا.
أما الإنسان العادي يستطيع وبإمكانه أن يجتهد على نفسه, ويعلم ماهي إمكاناته وبأي مجال فيُنميه ويُصبح عالماً فيه, وفي المقابل يعم نفعه على دينه, أهله, وطنه, ومجتمعه.
اجعل من نفسك شخصاً له أهميته في أي مكان يضع قدمه به, ولا تجعل همك فقط الحياة الطبيعية المألوفة, حاول وحاول ثم حاول أن تخرج من هذه الدائرة وتُصبح شخصاً مختلفاً في مجتمعه.
قال عليّ بن أبي طالب _ رضي الله عنه:-
أَفْضَلُ قَسْمِ اللهِ لِلْمَرْءِ عَقْلُهُ
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُه
قال تعالى في سورةِ الإسراء:-
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَا هُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.
[آية رقم:- 70].
ففي الآية السابقة قد فضل الله الإنسان على كثير من خلقه تفضيلاً عظيماً بنعمة العقل؛ لذلك يتوجب علينا دوماً شكر الله على هذه النعمة العظيمة.
فالله عز وجل خلق الإنسان وميًّزه عن سائر المخلوقات بنعمةِ العقل التي يميز بها الخير من الشر, والحق من الباطل.
قبل الخوض بعمق في صلب موضوعنا؛ أود بدايةً أن أُعرف العقل, ما هو العقل؟
تعريف العقل عند علماء المسلمين, فمثلاً قدامة بن جعفر قال:-
"العقل قسمان: موهوب ومكسوب، فالموهوب خلقه الله، والمكسوب ما يستفاد من التجربة والعِبَر والأدب والنظر".
وقال النسَفي:-
"هو قوَّة للنفس بها تستعدُّ للعلوم والإدراكات، وهو المَعْنِي بقوله: غريزة يتبعُها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات، وقيل: هو جوهر تُدرَك به الغائبات والمحسوسات بالمشاهدة".
بعد ذلك سأخوض بعمق في موضوعِنا, وأُسلط الضوء بدايةً عن معنى العبقرية, وثانياً الفرق بين الإنسان العبقري, والإنسان العادي:-
العبقرية:-
"في علم النفس هي تمازج بين الذكاء, الموهبة, والجرأة في اقتحام مجالات لم يسبق لأحد اقتحامها, فالعباقرة هم دائما القادة والرواد في تعريف الناس بحقائق وانجازات لم تطرق من قبل, وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يؤدون الاعمال بشكل روتيتني مكرر منتظرين من يقدم لهم وسيلة جديدة أفضل".
أما بالنسبة للفرق بين الانسان العبقري والعادي؛ فيُوضحها بعمق العالم والدكتور المِصري الكبير مصطفى محمود الذي يُعتبر هو أيضاً من العباقرة فيقول:-
سر العبقرية:- أن هُناك بعض الأمور تمر على الإنسان العادي مرور الكرام ويعتقد أنها ليست بالأهمية الكبيرة التي تستوقفه, أما بالنسبة للعبقري فيقف عندها وتُراود ذهنه العديد من الأسئلة حول ما حصل أمامه, وهذا الكلام يتجسد حرفياً حول ما قام به عالم الفيزياء الألماني أينشتاين وقال:- أمر غير طبيعي أن سرعة الضوء تضل ثابته رغم حركة المصدر!
فما يراه الإنسان العادي هنا مألوف هو يراه عكس ذلك, ولا بد له من تفسير.
أيضاً ما حصل مع عالم الفيزياء الانجليزي إسحاق نيوتن وقصته الشهيرة حين كان جالساً في حديقة منزله وتساقطت على رأسه التفاحة, شعر وقتها أن هذا الأمر غير طبيعي في الوقت الذي يشعر فيه الانسان العادي أنه أمر طبيعي ولا يستوقفه, وهذه هي بداية نظرية الجاذبية.
وأيضاً ما حصل مع الرياضي والمفكر الصعيدي, كان جالساً أمام البئر في مدينة أسيوط في مِصر فلاحظ أن طول ظل العصاة في أسيوط مختلف عن ظلها في مدينة أسوان على الرغم أنها في نفس الساعة فاستوقفه هذا الأمر, وقال يوجد لهذا الأمر تفسير, إلاًّ أن سطح الأرض كُروي, وقام بإخراج ورقة وحسب محيط الكرة الأرضية !
وما حصل أيضاً مع مخترع أشعة إكس العالم الألماني ويلهلم رونتجن, كان يوماً في معمله ورأى الأفلام في الكاميرا محروقة وتفاجئ من حرقها؛ والسبب أن هذا الفيلم موجود في ورق أسود في شنطة خشبية مع العلم أن الضوء لم يدخل إليها, فعمل بعدها العديد من الأبحاث إلى حين اختراعه لأشعة إكس _ الأشعة السينية.
فيقول بعدها مصطفى محمود أريد أن أُبين الفرق بين الانسان العبقري, والانسان العادي:-
أن العبقري بدايةً يخترق حجاب المألوف, يستطيع هو بإمكاناته أن يخرج عن الإطار العادي, وهذه أيضاً سببها صفة خُلقية في هؤلاء الأشخاص؛ بمعنى أن الشخص العادي ما يهتم به ويُلفت انتباهه الحياة العادية؛ كالأكل والشرب, مشتهيات النفس, حب المال, حب الشهرة, وحب السلطة أيضاً كل هذه أنواع تُسيطر سيطرة كاملة على المخ لا يستطيع أن يخرج عن هذه الدائرة, ويفكر بخيال مُجنح وبحرية؛ لأنه أساساً يعيش ضمن الحياة المألوفة, في المقابل شرط أن العبقرية يستطيع العبقري فيها أن يخرج من المحبوبات المألوفة التي ذكرتها سابقاً, والتي لا يستطيع أن يخرج عنها الانسان العادي.
لذلك أهم صفة بالإنسان أن يقاوم ما يُحب, ويتحمل ما يكره بهذا الشرط يستطيع أن يكسر حياته الطبيعية, ويخرج عن هذه الدائرة.
هذا ما ذكره الدكتور مصطفى محمود عن ما يُميز الإنسان العبقري عن الإنسان العادي.
أستطيع أن أقول في نهاية الأمر أن الإنسان العبقري قد خلقه الله هكذا, وميزه عن غيره من الأشخاص بنعمة عظيمة جداً يتفاخر حول الناس بها, ولا يستطيع إنكار هذا.
أما الإنسان العادي يستطيع وبإمكانه أن يجتهد على نفسه, ويعلم ماهي إمكاناته وبأي مجال فيُنميه ويُصبح عالماً فيه, وفي المقابل يعم نفعه على دينه, أهله, وطنه, ومجتمعه.
اجعل من نفسك شخصاً له أهميته في أي مكان يضع قدمه به, ولا تجعل همك فقط الحياة الطبيعية المألوفة, حاول وحاول ثم حاول أن تخرج من هذه الدائرة وتُصبح شخصاً مختلفاً في مجتمعه.
قال عليّ بن أبي طالب _ رضي الله عنه:-
أَفْضَلُ قَسْمِ اللهِ لِلْمَرْءِ عَقْلُهُ
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُه