كلمات أم لكمات
صوت المدينة - باسم القليطي
الكلمات التي تُشبه اللكمات, وليس هذا التشابُه مُقتصراً على الحروف, ولكنه يشمل التأثير والظروف, فاللكمة تعتمد حين تسديدها على المراوغة والمُباغتة والدهاء, وذلك من أجل إيقاع المزيد من الضرر والإيذاء, وكذلك تفعل الكلمة السيئة, وإن لم تصدقوني فاسألوا المتضررين, بالطبع لن تشاهدوا عيونهم مُتورمة ولا أنوفهم مكسورة, ولكن أرواحهم وقلوبهم كذلك.
وبما أن الكلام صفة المُتكلِم, فإن الكلمة التي تأخذ صفة اللكمة تدل على أن المُتكلم مُلاكِم, ونحن بالطبع لا نريد أن نتحاور مع مُلاكمين, يكيلون لنا اللكمات بين كلمةٍ وأُخرى, فربما وجدتَ رجلاً ذا لسانٍ بذيء صرع بلسانه أكثر مما صرع (محمد علي كلاي) و(مايك تايسون) بلكماتهم القاضية, وإن كان المُلاكم يشفع له أنه في مُنافسة شريفة, وخصمه يبادله ذات اللكمات العنيفة, إلا أن بذيء اللسان يترفّع عن جوابه كل عاقل, ولا يُأخذ برأيه في أبسط المسائل, فكم من المرات تحولت فيها الحوارات الراقية إلى حلبات ملاكمة لسانية, ينتصر فيها صاحب اللسان الأعوج, ويخسرها صاحب الحق الأبلج, وبالطبع هو انتصارٌ زائف, وإنما الانتصار الحقيقي لمن استقام في جميع المواقف.
والغريب أن هؤلاء الملاكمون يعتقدوا أن الآخرين (المحترمين) لا يستطيعوا مجاراتهم في بذائتهم, ولا يقدروا أن يوقفوا سفاهتهم, وأنهم أبطال خارقين يمتلكوا مهارةً قادرة على اسكات الجميع, وليست هذه العيّنة من الناس جديدة, بل انظروا إلى قصة أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, حيث استَأْذَنَ رجلٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: بِئْسَ ابنُ العَشِيرةِ، أو بِئْسَ رجلُ العَشِيرةِ! ثم قال : ائذنوا له. فلما دخَلَ أَلَانَ له القولَ ، فقالت عائشةُ : يا رسولَ اللهِ ، أَلَنْتَ له القولَ، وقد قُلْتَ له ما قلتَ ! قال: (إن شرَّ الناسِ عندَ اللهِ مَنْزِلَةً يومَ القيامةِ من ودَعَهَ، أو تَرَكَه الناسُ لِاتقاءِ فحُشِه).
إذن ما هو الحل مع هؤلاء المتكلمين عفواً الملاكمين, أعتقد أنه لا شيء سيوقفهم سوى أن نقوّي مناعتنا الداخليّة, فنجعل لكماتهم تصطدم بجدارٍ عازل لا يسمح بمرور الكلمات السيئة, ويجعلها ترتد على وجوههم من خلال ابتسامتنا الهادئة, وملامحنا الواثقة, فيعلموا أن طريقتهم البائسة لا تنفعهم, مثل طفلٍ صغير اعتاد البُكاء والصياح حتى تُنفّذ مطالبه, ولكن عندما واجهه أهله بإعراض وعدم اكتراث توقف عن طريقته الخاطئة تلك, وكذلك هو الحال مع هؤلاء المُلاكمين, فالأفضل أن نُعاملهم مُعاملة الأطفال البكائيين.
الكلمات التي تُشبه اللكمات, وليس هذا التشابُه مُقتصراً على الحروف, ولكنه يشمل التأثير والظروف, فاللكمة تعتمد حين تسديدها على المراوغة والمُباغتة والدهاء, وذلك من أجل إيقاع المزيد من الضرر والإيذاء, وكذلك تفعل الكلمة السيئة, وإن لم تصدقوني فاسألوا المتضررين, بالطبع لن تشاهدوا عيونهم مُتورمة ولا أنوفهم مكسورة, ولكن أرواحهم وقلوبهم كذلك.
وبما أن الكلام صفة المُتكلِم, فإن الكلمة التي تأخذ صفة اللكمة تدل على أن المُتكلم مُلاكِم, ونحن بالطبع لا نريد أن نتحاور مع مُلاكمين, يكيلون لنا اللكمات بين كلمةٍ وأُخرى, فربما وجدتَ رجلاً ذا لسانٍ بذيء صرع بلسانه أكثر مما صرع (محمد علي كلاي) و(مايك تايسون) بلكماتهم القاضية, وإن كان المُلاكم يشفع له أنه في مُنافسة شريفة, وخصمه يبادله ذات اللكمات العنيفة, إلا أن بذيء اللسان يترفّع عن جوابه كل عاقل, ولا يُأخذ برأيه في أبسط المسائل, فكم من المرات تحولت فيها الحوارات الراقية إلى حلبات ملاكمة لسانية, ينتصر فيها صاحب اللسان الأعوج, ويخسرها صاحب الحق الأبلج, وبالطبع هو انتصارٌ زائف, وإنما الانتصار الحقيقي لمن استقام في جميع المواقف.
والغريب أن هؤلاء الملاكمون يعتقدوا أن الآخرين (المحترمين) لا يستطيعوا مجاراتهم في بذائتهم, ولا يقدروا أن يوقفوا سفاهتهم, وأنهم أبطال خارقين يمتلكوا مهارةً قادرة على اسكات الجميع, وليست هذه العيّنة من الناس جديدة, بل انظروا إلى قصة أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, حيث استَأْذَنَ رجلٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: بِئْسَ ابنُ العَشِيرةِ، أو بِئْسَ رجلُ العَشِيرةِ! ثم قال : ائذنوا له. فلما دخَلَ أَلَانَ له القولَ ، فقالت عائشةُ : يا رسولَ اللهِ ، أَلَنْتَ له القولَ، وقد قُلْتَ له ما قلتَ ! قال: (إن شرَّ الناسِ عندَ اللهِ مَنْزِلَةً يومَ القيامةِ من ودَعَهَ، أو تَرَكَه الناسُ لِاتقاءِ فحُشِه).
إذن ما هو الحل مع هؤلاء المتكلمين عفواً الملاكمين, أعتقد أنه لا شيء سيوقفهم سوى أن نقوّي مناعتنا الداخليّة, فنجعل لكماتهم تصطدم بجدارٍ عازل لا يسمح بمرور الكلمات السيئة, ويجعلها ترتد على وجوههم من خلال ابتسامتنا الهادئة, وملامحنا الواثقة, فيعلموا أن طريقتهم البائسة لا تنفعهم, مثل طفلٍ صغير اعتاد البُكاء والصياح حتى تُنفّذ مطالبه, ولكن عندما واجهه أهله بإعراض وعدم اكتراث توقف عن طريقته الخاطئة تلك, وكذلك هو الحال مع هؤلاء المُلاكمين, فالأفضل أن نُعاملهم مُعاملة الأطفال البكائيين.