• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025

غابت الدهشة فصارت مدارسنا هشة

بواسطة الكاتب : باسم القليطي 12-12-2016 03:32 مساءً 3576 زيارات
صوت المدينة - باسم القليطي

بين ما يُعايشه الطالب في بيته من تفاعل وتواصل مع الأجهزة الإلكترونية وبرامجها الذكيّة وبين ما يتعلمه في المدارس من مواد علميّة تطبيقيّة تُدرّس بطريقة نظريّة بونٌ شاسع ، وهذا أحد أهم أسباب تراجعنا العلمي والمعرفي، فالمعرفة تُغرينا بالإبهار ، وتستمتع بإثارة دهشتنا ، وإذا ما افتقدنا هذه الميزة ، فلا نستغرب من تسرّب الطلاب وكثرة الغياب, يقول الفيلسوف أرسطو: إن الدهشة هي بداية المعرفة.

لذلك نجد أن الأطفال سريعي التعلم ، فهم أكثر من يندهش وأكثر من يسأل كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ وما هذا؟

فمن يندهش يسأل ، ومن يسأل يحصل على أجوبة ، ومن تحصّل على الأجوبة فقد تعرّف وتعلّم ، وأساس ذلك وبدايته الاندهاش ، ليتنا ظللنا أطفالاً كي لا تُفارق الدهشة عقولنا ، ولا يغُادر الفضول رؤوسنا ، ولأصبحنا جميعاً فلاسفة وحُكماء مُتعلمين وعُلماء.

أعود للطالب وللمدرسة فقد سبقها وأبت أن تلحقه أو حتى أن تجذبه ، هو في واد وهي في واد ، وليته يجمع بينهما الوداد ، حتى تعود للعلم قيمته ، وترجع للتعليم هيبته ، ولكي يحدث ذلك ، لا بد أن تُبهره بمناهجها ومعاملها ، ولا بد لها أن تُدهشه بأنشطتها وبرامجها ، حتى يأتي لها وهو مشتاق ، ويغادرها وهو لا يرغب الفُراق ، يجمع بين العلم والمُتعة ، بين المعرفة والدهشة ، وأنا هنا لا أتحدث بصورةٍ خياليّة ، بل بمنتهى الواقعيّة ، فهناك تجارب في دول مُتقدمة إذا ما أرادوا مُعاقبة طالب حرموه من الذهاب إلى المدرسة ، لعلمهم أن هذا الأمر يُحزنه وبالتالي سيردعه ، أما نحن لو حرمناه فرح ورقص ، وانتصر وما نقص ، وكأننا كافأناه وأعطيناه ما يتمناه.

يقول (لويل) : كلما ازدادت جزيرة المعرفة اتساعاً ، ازدادت شواطئ التعجّب امتداداً.

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر