الإعلام وأثره في المجتمع
صوت المدينة - ندى الأحمد
الاعلام والثقافة :
يمثّل الإعلام اليوم دورًا رئيسيا في النمو الحضاري لأي مجتمع قائم، وقد برزت له أنماطا عدّة؛ شملت كل من الراديو والتلفاز والإنترنت والمحافل والمحاضرات والندوات وكثير من أجهزة التقنية المعاصرة.
أثرت هذه كلها على ثقافة الفرد أولا فالمجتمع وحينما أقول ثقافة فأنا لا أعني العلم فحسب، أو القراءة وحسب، إنما المثقف هو الذي يعرف كل شيء عن شيء وشيء عن كل شيء معرفة محفوفة بالتطبيق، فكم من عالم بأساليب التربية مثلا وهو لا يطبقها، إذا هو غير مثقف!
وكذلك المثقف هو الذي يعي هموم مجتمعه، فيطرح الأفكار ويبصّر الأفراد بها، ومن ثم يشعل في نفوسهم فتيل الحراك ناحية هذه الفكرة أو المشكلة القائمة لإصلاحها ومن ثم للتطوير.
وسائل الإعلام أسلحة ذات حدّين كما قيل قديما، فهي إما أن تنهض بالمجتمع إن أُحسن استغلالها، أو ترديه إن حصل العكس!
ففي الجانب الإيجابي؛ هي تتيح للفرد أن يعمل جهده وطاقاته ليصنع من نفسه بذرة إنتاجية تنشطر منها قوى الإبداع، فبرامج التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت مثلا؛ تُقام فيها الكثير من الدورات التدريبية الناجحة التي من شأنها تطوير المتلقي بيسر.
أما في الجهة السلبية فإن الأجهزة الذكية فعّالة جدا في شغل المرء عن واجباته الحياتية لجاذبيتها الكبرى وغيرها، ناهيك عن بعض البرامج التي تلبّي في الشباب وهم الاحتياج فينصاعون إليها، وكذا بعض الكتب التي تحمل أفكارا هدّامة تحيل العقيدة لأخرى فتمسها بالانحراف.
ساهمت وسائل الإعلام في نقل الثقافة والتجارب والخبرات وكذا الأخبار من مجتمع لآخر ومن دولة لأخرى، فكيف لنا أن نعرف إنجازات وتقاليد وآمال مجتمع ما بغير التلفاز سابقا، أو بغير الإنترنت حاليا، وقبلهما كانت الجلسات والندوات التي شكّلت موروثا ضخما في تلاقح الأفكار.
ولا أغفل القول؛ أن المثقف يستقي معرفته من مصادر شتّى، نعم الإعلام منها، لكنه لا ييشكّل إلا 30% من المعرفة المتحصلة، و70% يتحصلها من القراءة، نعم أعني القراءة بمصطلحها الحديث، وليست فقط النظر في مادة مكتوبة مع إعمال الذهن! بل هي التي تستدعي وجود كتاب ومساعدات خارجية كالمعلم والأدوات المسموعة وغيرها.
هكذا كانت القراءة خليقة بأن يرفع علمها برّاقا في سماء الثقافة.
إذا على عاتقنا تقع مسؤولية كبرى حينما نستقي بعض ثقافتنا من الإعلام، ففي أحد السنوات في منطقتنا الأحساء انتشر خبر بيع ماكينة خياطة قديمة،تحمل علامة الفراشة، وأن بها مادة نفيسة(الزئبق الأحمر)، مما استدعى الناس لبيع مكائنهم الأخرى، وشراء هذا النفيسة لأنها الأجدر! فباتوا في خسائر حينما علموا مؤخرا أنها أكذوبة إعلامية، فعلينا الحذر من التزييف والانزلاق وراء الإشاعات المغرضة، وأن يكون الغد أكثر تيقظا من الأمس، علينا أن نكون في دائرة الأمن الإلكتروني والإعلامي دائما.
ظواهر الإعلام الجديد :
وأعني بالإعلام الجديد هذا الذي يعتمد على تقنية الإنترنت والأجهزة الذكية.
فالإعلام بشقّيه؛ التقليدي والجديد(أو البديل) يمثل ثورة عارمة في مجال إثبات الذات أيضا، ولا يقتصر دوره في التلقي المعلوماتي فحسب!
فالمخترع البسيط يصل لشهرته من خلال المشاركة في مسابقات تخدم مجاله، ثم الفوز الذي يجعل منه معروفا على منصات الإعلام كلها، وكذلك الكاتب حينما يكتب؛ هو لم يعد كالسابق ينتظر دار نشر ميدانية تقبل أعماله لتنشر له، بل صار يستطيع أن ينشر لنفسه في كل مكان عبر الإلكترونيات الواسعة، بل حتى ربات البيوت اليوم؛ أصبح بإمكانهن العمل إعلاميا والظهور، فمن تمتهن التصوير مثلا أصبحت قادرة على أن تحلق بفنها عاليا وأن تري العالم عدستها، وكذا من تمتهن الخياطة التصميم أصبحت تلامس شرائح عديدة بإرسال تصاميمها إلكترونيا والتعاقد مع كبرى المؤسسات فيما يخص مجالها.
ومن ظواهر هذا الإعلام الجديد أيضا توجيه المنظار وتسليط الأضواء على قضايا بات مسكوتا عنها في وسائل الإعلام القديم، مما يجعلها حديث المجتمعات للتفكير بها وإيجاد حلول مناسبة.
أيضا نجح الإعلام الرقمي الحديث في تشكيل مجتمعات افتراضية، وذلك عبر الأندية والمجموعات المتعددة كنوادي القراءة وغيرها، وسواء لأهداف ثقافية أم اجتماعية أم تربوية أم صحية وغيرها، وفي هذه المجتمعات لا يكون الحضور حسيا أو ميدانيا طبعا، إلا أنه كثيرا ما يكون أكثر فاعلية وقوة وعطاء من المجتمع الحقيقي!
وأقدر على صنع الكلمة واتحاد الهدف والوصول لنتائج فوق المتوقعة، وذلك لسهولة تكون مثل هذه المجتمعات وانتشارها وتحديد كفاءاتها.
والإعلام الجديد مع ما يتسم به من ظواهر وتقدم إلا أنه لا يخلو من الصخب والضوضاء وغياب الاستقرار النفسي، فكيف يجد الإنسان نفسه في خضم الحداثة، سواء كان متزوجا أم أعزبا، وسواء كان معلما أو طالبا، صغيرا أم كبيرا، فإن حصر نفسه على الإعلام التقليدي صار جاحدا ولم يشكر النعمة وبقي في الجهالة.
إذا لا أنجع من الموازنة والتيقظ لما قد يجرّه هذا الإعلام من ويلات قد ينجر لها الإنسان بلا تحسب.
وبعد مرور 10 سنوات؛ ما الذي سيحصل؟ وما نوع الإعلام الذي سنراه؟ ربما كالكرتون ستخرج أجسادنا من أجهزتنا لنصل إلى حيث نريد!
وإن لم نتحرر من سلبيات إعلامنا الجاري فكيف سنتعايش مع الإعلام القادم!
دعوة لكل من يهمه الأمر أن يستحضر الحل قبل الحدث، فلا أدعى للسلامة من الحذر.
الاعلام والثقافة :
يمثّل الإعلام اليوم دورًا رئيسيا في النمو الحضاري لأي مجتمع قائم، وقد برزت له أنماطا عدّة؛ شملت كل من الراديو والتلفاز والإنترنت والمحافل والمحاضرات والندوات وكثير من أجهزة التقنية المعاصرة.
أثرت هذه كلها على ثقافة الفرد أولا فالمجتمع وحينما أقول ثقافة فأنا لا أعني العلم فحسب، أو القراءة وحسب، إنما المثقف هو الذي يعرف كل شيء عن شيء وشيء عن كل شيء معرفة محفوفة بالتطبيق، فكم من عالم بأساليب التربية مثلا وهو لا يطبقها، إذا هو غير مثقف!
وكذلك المثقف هو الذي يعي هموم مجتمعه، فيطرح الأفكار ويبصّر الأفراد بها، ومن ثم يشعل في نفوسهم فتيل الحراك ناحية هذه الفكرة أو المشكلة القائمة لإصلاحها ومن ثم للتطوير.
وسائل الإعلام أسلحة ذات حدّين كما قيل قديما، فهي إما أن تنهض بالمجتمع إن أُحسن استغلالها، أو ترديه إن حصل العكس!
ففي الجانب الإيجابي؛ هي تتيح للفرد أن يعمل جهده وطاقاته ليصنع من نفسه بذرة إنتاجية تنشطر منها قوى الإبداع، فبرامج التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت مثلا؛ تُقام فيها الكثير من الدورات التدريبية الناجحة التي من شأنها تطوير المتلقي بيسر.
أما في الجهة السلبية فإن الأجهزة الذكية فعّالة جدا في شغل المرء عن واجباته الحياتية لجاذبيتها الكبرى وغيرها، ناهيك عن بعض البرامج التي تلبّي في الشباب وهم الاحتياج فينصاعون إليها، وكذا بعض الكتب التي تحمل أفكارا هدّامة تحيل العقيدة لأخرى فتمسها بالانحراف.
ساهمت وسائل الإعلام في نقل الثقافة والتجارب والخبرات وكذا الأخبار من مجتمع لآخر ومن دولة لأخرى، فكيف لنا أن نعرف إنجازات وتقاليد وآمال مجتمع ما بغير التلفاز سابقا، أو بغير الإنترنت حاليا، وقبلهما كانت الجلسات والندوات التي شكّلت موروثا ضخما في تلاقح الأفكار.
ولا أغفل القول؛ أن المثقف يستقي معرفته من مصادر شتّى، نعم الإعلام منها، لكنه لا ييشكّل إلا 30% من المعرفة المتحصلة، و70% يتحصلها من القراءة، نعم أعني القراءة بمصطلحها الحديث، وليست فقط النظر في مادة مكتوبة مع إعمال الذهن! بل هي التي تستدعي وجود كتاب ومساعدات خارجية كالمعلم والأدوات المسموعة وغيرها.
هكذا كانت القراءة خليقة بأن يرفع علمها برّاقا في سماء الثقافة.
إذا على عاتقنا تقع مسؤولية كبرى حينما نستقي بعض ثقافتنا من الإعلام، ففي أحد السنوات في منطقتنا الأحساء انتشر خبر بيع ماكينة خياطة قديمة،تحمل علامة الفراشة، وأن بها مادة نفيسة(الزئبق الأحمر)، مما استدعى الناس لبيع مكائنهم الأخرى، وشراء هذا النفيسة لأنها الأجدر! فباتوا في خسائر حينما علموا مؤخرا أنها أكذوبة إعلامية، فعلينا الحذر من التزييف والانزلاق وراء الإشاعات المغرضة، وأن يكون الغد أكثر تيقظا من الأمس، علينا أن نكون في دائرة الأمن الإلكتروني والإعلامي دائما.
ظواهر الإعلام الجديد :
وأعني بالإعلام الجديد هذا الذي يعتمد على تقنية الإنترنت والأجهزة الذكية.
فالإعلام بشقّيه؛ التقليدي والجديد(أو البديل) يمثل ثورة عارمة في مجال إثبات الذات أيضا، ولا يقتصر دوره في التلقي المعلوماتي فحسب!
فالمخترع البسيط يصل لشهرته من خلال المشاركة في مسابقات تخدم مجاله، ثم الفوز الذي يجعل منه معروفا على منصات الإعلام كلها، وكذلك الكاتب حينما يكتب؛ هو لم يعد كالسابق ينتظر دار نشر ميدانية تقبل أعماله لتنشر له، بل صار يستطيع أن ينشر لنفسه في كل مكان عبر الإلكترونيات الواسعة، بل حتى ربات البيوت اليوم؛ أصبح بإمكانهن العمل إعلاميا والظهور، فمن تمتهن التصوير مثلا أصبحت قادرة على أن تحلق بفنها عاليا وأن تري العالم عدستها، وكذا من تمتهن الخياطة التصميم أصبحت تلامس شرائح عديدة بإرسال تصاميمها إلكترونيا والتعاقد مع كبرى المؤسسات فيما يخص مجالها.
ومن ظواهر هذا الإعلام الجديد أيضا توجيه المنظار وتسليط الأضواء على قضايا بات مسكوتا عنها في وسائل الإعلام القديم، مما يجعلها حديث المجتمعات للتفكير بها وإيجاد حلول مناسبة.
أيضا نجح الإعلام الرقمي الحديث في تشكيل مجتمعات افتراضية، وذلك عبر الأندية والمجموعات المتعددة كنوادي القراءة وغيرها، وسواء لأهداف ثقافية أم اجتماعية أم تربوية أم صحية وغيرها، وفي هذه المجتمعات لا يكون الحضور حسيا أو ميدانيا طبعا، إلا أنه كثيرا ما يكون أكثر فاعلية وقوة وعطاء من المجتمع الحقيقي!
وأقدر على صنع الكلمة واتحاد الهدف والوصول لنتائج فوق المتوقعة، وذلك لسهولة تكون مثل هذه المجتمعات وانتشارها وتحديد كفاءاتها.
والإعلام الجديد مع ما يتسم به من ظواهر وتقدم إلا أنه لا يخلو من الصخب والضوضاء وغياب الاستقرار النفسي، فكيف يجد الإنسان نفسه في خضم الحداثة، سواء كان متزوجا أم أعزبا، وسواء كان معلما أو طالبا، صغيرا أم كبيرا، فإن حصر نفسه على الإعلام التقليدي صار جاحدا ولم يشكر النعمة وبقي في الجهالة.
إذا لا أنجع من الموازنة والتيقظ لما قد يجرّه هذا الإعلام من ويلات قد ينجر لها الإنسان بلا تحسب.
وبعد مرور 10 سنوات؛ ما الذي سيحصل؟ وما نوع الإعلام الذي سنراه؟ ربما كالكرتون ستخرج أجسادنا من أجهزتنا لنصل إلى حيث نريد!
وإن لم نتحرر من سلبيات إعلامنا الجاري فكيف سنتعايش مع الإعلام القادم!
دعوة لكل من يهمه الأمر أن يستحضر الحل قبل الحدث، فلا أدعى للسلامة من الحذر.