الجهل والإهمال في التعامل مع الأطفال
صوت المدينة - باسم القليطي
تلك الأجساد الضئيلة ذات الأيادي الصغيرة, لو تأملتها لوجدت الضحكة البريئة, والفِطرة السليمة, والتصرفات العفويّة, في عيونها نظرات الفضول, وفي عقولها يتزاحم الخيال مع السؤال, وفي قلوبها لا شيء سوى الطُهر, ثم نأتي نحن بكل أنانية وإجرام, وكأننا نسعى إلى الانتقام, فنُدنّس تلك القلوب الطاهرة, بكل أساليب ماكرة, فمن أين تعلموا الكذب والنفاق والخداع؟ ومن أين عرفوا الكُره والحِقد والنزاع؟
ومن أين سمِعوا البذاءة والإهانة والتجريح؟ وأين شاهدوا الظُلم والاعتداء والاستبداد؟
كل طهارةٍ وبراءةٍ كانوا يمارسونها بالأمس, بجهلنا وإهمالنا تعلموا منّا العكس, ثم نأتي بكل حماقة ونقول : (الأطفال أشقياء شياطين).
بل هم أبرياء طاهرين, وما شيطنهم سوانا, وكأننا نغار منهم وننسى أنهم في أعناقنا أمانة, فننشد لهم : (يارب ياربنا يكبر ويصير زيّنا ) .
هناك من ينظر إلى التربية على أنها فعلٌ اعتيادي سهل, ويقومُ به كائناً من كان ببعض علمٍ أو جهل, فيربي أبنائه كيفما اتفق, كمن يريد رؤية الشروق وقت الشفق.
فتجد الأب نهارهُ كله يشتم ويلعن, يُهدّد ويتوعد, يُعاقب ويتشدّد, ثم يأتي آخر النهار يريد أن يعانقهم وأن يقبّلهم, كأنه للتوّ تذكر أنه والدهم .
والأم تهتم بهم وترعاهم, تأمرهم وتنهاهم, لكنها تفعل ذلك بالتهديد والصُراخ, على حسب مزاجها وأحوال المناخ, هي بالتأكيد أمٌ حنونة, ولكنها أحياناً مجنونة.
هذان الوالدان أفضل السيئين, وأبنائهم ضحايا مساكين, مُهمشين مضطربين تائهين, يريدون أباً مُهتم وأماً رحيمة, وهذا جوهر التربية السليمة, فالتربية تتطلبّ الرفق واللين, وهذا ما تعلمناه من سيد المرسلين, فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه )).
عن الأشجعي قال : كنا مع سفيان الثوري رحمه الله فمر ابنه سعيد, فقال: ترون هذا؟ ما جفوته قط , وربما دعاني وأنا في صلاة غير مكتوبة فأقطعها له .
وقال ابن المبارك رحمه الله وهو مع اخوانه في (الغزو) :
أتعلمون عملا افضل مما نحن فيه ؟
قالوا : ما نعلم ؟
قال : رجل مُتعفف على فقره ذو عائلة قد قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياماً مُتكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه فعمله أفضل مما نحن فيه.
تلك الأجساد الضئيلة ذات الأيادي الصغيرة, لو تأملتها لوجدت الضحكة البريئة, والفِطرة السليمة, والتصرفات العفويّة, في عيونها نظرات الفضول, وفي عقولها يتزاحم الخيال مع السؤال, وفي قلوبها لا شيء سوى الطُهر, ثم نأتي نحن بكل أنانية وإجرام, وكأننا نسعى إلى الانتقام, فنُدنّس تلك القلوب الطاهرة, بكل أساليب ماكرة, فمن أين تعلموا الكذب والنفاق والخداع؟ ومن أين عرفوا الكُره والحِقد والنزاع؟
ومن أين سمِعوا البذاءة والإهانة والتجريح؟ وأين شاهدوا الظُلم والاعتداء والاستبداد؟
كل طهارةٍ وبراءةٍ كانوا يمارسونها بالأمس, بجهلنا وإهمالنا تعلموا منّا العكس, ثم نأتي بكل حماقة ونقول : (الأطفال أشقياء شياطين).
بل هم أبرياء طاهرين, وما شيطنهم سوانا, وكأننا نغار منهم وننسى أنهم في أعناقنا أمانة, فننشد لهم : (يارب ياربنا يكبر ويصير زيّنا ) .
هناك من ينظر إلى التربية على أنها فعلٌ اعتيادي سهل, ويقومُ به كائناً من كان ببعض علمٍ أو جهل, فيربي أبنائه كيفما اتفق, كمن يريد رؤية الشروق وقت الشفق.
فتجد الأب نهارهُ كله يشتم ويلعن, يُهدّد ويتوعد, يُعاقب ويتشدّد, ثم يأتي آخر النهار يريد أن يعانقهم وأن يقبّلهم, كأنه للتوّ تذكر أنه والدهم .
والأم تهتم بهم وترعاهم, تأمرهم وتنهاهم, لكنها تفعل ذلك بالتهديد والصُراخ, على حسب مزاجها وأحوال المناخ, هي بالتأكيد أمٌ حنونة, ولكنها أحياناً مجنونة.
هذان الوالدان أفضل السيئين, وأبنائهم ضحايا مساكين, مُهمشين مضطربين تائهين, يريدون أباً مُهتم وأماً رحيمة, وهذا جوهر التربية السليمة, فالتربية تتطلبّ الرفق واللين, وهذا ما تعلمناه من سيد المرسلين, فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه )).
عن الأشجعي قال : كنا مع سفيان الثوري رحمه الله فمر ابنه سعيد, فقال: ترون هذا؟ ما جفوته قط , وربما دعاني وأنا في صلاة غير مكتوبة فأقطعها له .
وقال ابن المبارك رحمه الله وهو مع اخوانه في (الغزو) :
أتعلمون عملا افضل مما نحن فيه ؟
قالوا : ما نعلم ؟
قال : رجل مُتعفف على فقره ذو عائلة قد قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياماً مُتكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه فعمله أفضل مما نحن فيه.