بثمن ثلاثة أكواب قد تشتري كتاب!
صوت المدينة / باسم القليطي
الحديثُ عن الكتاب وبيان أهميته حديثٌ مُتجدّد ، ولايزال اختياره كأهم خيار لاكتساب المعرفة هو المُتسيّد ،فالعلوم والمعرفة منذُ مئاتِ السنين توثقُ في الكتب ، ومر وقتٌ على الكتاب كان يُباع بوزنه ذهب ، واليوم مع تطورِ الطباعةِ وتوفرِ الحبر والورق ، صارت الكُتب متوفرةً لا تفنيها الحرائقُ ولا الغرق ، وبكل سهولةٍ ويُسر تحصلُ على أي كتاب بمبلغٍ زهيد ،ولكن للأسف مقتني الكتاب صار نادراً والقارئُ أصبح فريد ، فقيمةُ كتابٍ متوسطِ السعر وعظيم الفائدة عشرون ريالاً ،تعادل قيمة ثلاثةِ أ كوابٍ من القهوة أو قيمةُ وجبةِ عشاء ، فتدفع فيما يضرُك كثّرتُه وتبخل على ما يزيدُك علماً وذكاء .
الكتاب لا يُعامل وكأنه سلعةٌ أو بضاعة ، فتقريباً ما يُدفع فيه ليس إلا قيمة الورقِ والطباعة ، فهُناك كُتب لو أردنا أن ندفع قيمة ما فيها من علمٍ ومعرفة ، لكانت أي أثمان تدفع فيها ظالمة ومُجّحفة ،فكم تدفع مثلاً: مقابل صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو موطأ مالك ؟
قال الإمام مالك بن أنس : ( كانت عندي صناديقُ من كتبٍ ذهبت , لو بقيت لكان أحبَّ إليَّ من أهلي ومالي ) ، ولو أردنا أن ندفع قيمة ما بُذل في تأليفها وجمعها من وقتٍ وجُهدّ, لكان لزاماً علينا دفعُ ما يفوق الحدَّ والعدّ ، فقد ألف ابن حجر العسقلاني كتاب (فتح الباري ومقدمته) في اثنين وثلاثين سنة، وألف أبو عبيدة كتاب (الغريب) في أربعين سنة، و كتاب الأغاني للأصفهاني في خمسين سنة.
وللناسِ مع الكتاب وعشّقهِ قصصٌ وأحوال ، وبعضها قد تقتربُ من الخيال ، ولكن هناك قصة وقفتُ عندها وادمعت عيناي ، كان لأبي الحسن الفالي الأديب اللغويّ ، نسخة في غاية الجودة من كتاب (الجمهرة) لابن دريد ، دعته الحاجةُ إلى بيعها ، فاشتراها الشريف المرتضى بستين ديناراً ، فلمّا تصفّحها ، وجد بها أبياتاً بخطِّ بائعها :
أنِستُ بها عشرينَ حولاً وبِعتُها
لقد طال وجدِي بعدها وحنِيني
ما كان ظنَي أنّني سأبيعُها
ولو خلّدتني في السُّجونِ دُيُوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ
صغارٍ عليهم تستهلُّ شؤُوني
فقلتُ ولم أملك سوابقَ عبرةٍ
مقالةَ مكويِّ الفؤادِ حزينِ
وقد تُخرِجُ الحاجاتُ ياأمَّ مالكٍ
كرائم من ربٍّ بِهِنَّ ضنينِ
فرد الشريف الكتاب عليه ، ووهبه المال .
الحديثُ عن الكتاب وبيان أهميته حديثٌ مُتجدّد ، ولايزال اختياره كأهم خيار لاكتساب المعرفة هو المُتسيّد ،فالعلوم والمعرفة منذُ مئاتِ السنين توثقُ في الكتب ، ومر وقتٌ على الكتاب كان يُباع بوزنه ذهب ، واليوم مع تطورِ الطباعةِ وتوفرِ الحبر والورق ، صارت الكُتب متوفرةً لا تفنيها الحرائقُ ولا الغرق ، وبكل سهولةٍ ويُسر تحصلُ على أي كتاب بمبلغٍ زهيد ،ولكن للأسف مقتني الكتاب صار نادراً والقارئُ أصبح فريد ، فقيمةُ كتابٍ متوسطِ السعر وعظيم الفائدة عشرون ريالاً ،تعادل قيمة ثلاثةِ أ كوابٍ من القهوة أو قيمةُ وجبةِ عشاء ، فتدفع فيما يضرُك كثّرتُه وتبخل على ما يزيدُك علماً وذكاء .
الكتاب لا يُعامل وكأنه سلعةٌ أو بضاعة ، فتقريباً ما يُدفع فيه ليس إلا قيمة الورقِ والطباعة ، فهُناك كُتب لو أردنا أن ندفع قيمة ما فيها من علمٍ ومعرفة ، لكانت أي أثمان تدفع فيها ظالمة ومُجّحفة ،فكم تدفع مثلاً: مقابل صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو موطأ مالك ؟
قال الإمام مالك بن أنس : ( كانت عندي صناديقُ من كتبٍ ذهبت , لو بقيت لكان أحبَّ إليَّ من أهلي ومالي ) ، ولو أردنا أن ندفع قيمة ما بُذل في تأليفها وجمعها من وقتٍ وجُهدّ, لكان لزاماً علينا دفعُ ما يفوق الحدَّ والعدّ ، فقد ألف ابن حجر العسقلاني كتاب (فتح الباري ومقدمته) في اثنين وثلاثين سنة، وألف أبو عبيدة كتاب (الغريب) في أربعين سنة، و كتاب الأغاني للأصفهاني في خمسين سنة.
وللناسِ مع الكتاب وعشّقهِ قصصٌ وأحوال ، وبعضها قد تقتربُ من الخيال ، ولكن هناك قصة وقفتُ عندها وادمعت عيناي ، كان لأبي الحسن الفالي الأديب اللغويّ ، نسخة في غاية الجودة من كتاب (الجمهرة) لابن دريد ، دعته الحاجةُ إلى بيعها ، فاشتراها الشريف المرتضى بستين ديناراً ، فلمّا تصفّحها ، وجد بها أبياتاً بخطِّ بائعها :
أنِستُ بها عشرينَ حولاً وبِعتُها
لقد طال وجدِي بعدها وحنِيني
ما كان ظنَي أنّني سأبيعُها
ولو خلّدتني في السُّجونِ دُيُوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ
صغارٍ عليهم تستهلُّ شؤُوني
فقلتُ ولم أملك سوابقَ عبرةٍ
مقالةَ مكويِّ الفؤادِ حزينِ
وقد تُخرِجُ الحاجاتُ ياأمَّ مالكٍ
كرائم من ربٍّ بِهِنَّ ضنينِ
فرد الشريف الكتاب عليه ، ووهبه المال .