التعليم المنزلي لفتة إجتماعية
صوت المدينة / مريم الحارثي
التعليم بحر شاسع يصعب الغوص في أعماقه و الإلمام بكل أسراره وجمانه، والتعليم المنزلي هو أحد الطرق التعليمية التي بدأت تلقى صدى واسعاً بين الأهالي كبديلاً للمدارس التقليدية،حيث تكون للوالدين حرية انتقاء المنهج العلمي لأبنائهم ، وتختلف طرق أولياء الأمور في اختيارهم لطريقة تدريس الأبناء، فهناك من يُفضل الاشتراك أو شراء مناهج معدة مسبقا للتعليم المنزلي ، فيما يقوم آخرون بتعليم أبنائهم المنهج الوطني بطريقة موازية للبلد الذي يعيشون فيه أو بلد آخر يتبنون معاييره التعليمية، و هناك كما ذكرت في الأسبوع الماضي من يتخذ طرقا أكثر مرونة في التعليم بحسب ما يُمليه فضول الطفل و حبه للاستكشاف.
و باختيارهم لتعليم أطفالهم منزلياً يكون لدى الأباء قدرة أكبر في التحكم في المدخلات التعليمية، فيستطيعون استبعاد مواضيع بعينها يرون أنها تتعارض مع نهجهم في تربية أطفالهم و يعززون مبادئ أخرى يرون أن لها أهمية في حياتهم.
وحق الوالدين في اختيار طريقة تعليمهم لأبنائهم يكفل لهم هذا الحق في كثير من الدول إلا أن ما يراه البعض ميزة في تقنين المنهج بحسب منطق الطفل و ميوله، يراه الآخرون عيبا فبيئة التعليم المنزلي غير واقعية ، و المجتمع الخارجي له قوانين و نظم يتعين على الإنسان التأقلم معها.
و بالرغم من أن مناصروا التعليم المنزلي يرون أنه يتعدى كونه نشاطا تعليميا ليمثل أسلوب حياة إلا أن دراسة بروكوسز و زاجدل من بولندا ترى أن الطفل يخسر"تجربة الحياة" حين يتلقى تعليما منزليا ، و تجربة الحياة هي عملية متكاملة في الحياة الاجتماعية حيث يتقبل الطفل أنماط إجتماعية معينة و يتعلم كيف يتعامل مع مشكلات الحياة اليومية. (Prokosz& Zajdel, 2014) .
وتعامل الطفل فيما يتعرض له من مواقف إجتماعية يختلف طبيعيا من طفل لآخر بحسب القدرات الفردية لدى كل شخص، إلا أن المشكلات و التحديات التي يواجهها الطفل في المدرسة تجعله أكثر استيعابا لواقعية الحياة من حوله.
و يرى البعض أن الأطفال الذين يتلقون تعليماً منزليا يكون لديهم قصور في الجانب الإجتماعي و كثيراً ما يكون السؤال الأول الذي يتلقاه أهاليهم : هل لديهم أصدقاء ؟
نعم لديهم أصدقاء و هناك الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي ينخرطون بها .
ومن خلال إحتكاكي بعدد من الأمهات اللاتي قررن أن يقدمن لأطفالهن تعليما منزليا ، أستطيع القول و بكل ثقة أن التعليم المنزلي لا يؤثر سلبيا على مهارات الطفل الإجتماعية إذا ما أحسن الوالدين تطبيقه.
و حتى يستطيع الطفل أن يحقق أفضل ما يمكنه في هذا النوع من التعليم ، تلعب البيئة من حوله دوراً كبيراً ، ففي مجتمع كالمجتمع البريطاني ، هناك الكثير من الوسائل التي ساعد الوالدين ليقدموا تعليما منزليا ناجحا، فهناك أنشطة كشافة في أوقات الصباح مخصصة لمجموعة طلاب التعليم المنزلي، كما أن فصول الجيمناستك و الرياضة لهذه الفئة متوفرة في عدد من مراكز الرياضة المنتشرة. وهناك مراكز تقدم دورات علمية للأطفال في مهارات متنوعة.
كثيرا ما تقوم الأمهات – غالبا الأمهات هن العنصر الفعال في العملية التعليمية- بتنسيق أنشطة لأطفالهن ، فيكونون مجموعة من الأطفال تختلف أعمارهم و لكنهم يشتركون في حبهم للمعرفة و الاستطلاع ، قد ينتمي الطفل لأكثر من مجموعة بحسب اهتماماته. يلتقى الأطفال و يتعلمون في بيئة محفزة و غالبا ما تكون المادة العلمية ضمن دائرة اهتماماتهم، فيقبلون عليها بشغف.
و لأن الأطفال في هذه المجموعات من أعمار مختلفة فترى الطفل يكتسب مهارات في التعامل ليس مع من هم في سنه فحسب بل أيضا من هم أكبر منه سنا و أصغر منه.
مختصر القول هو أن التعليم المنزلي خيار متاح للآباء ليقدموه لأبنائهم إلا أنه خيارا ليس بالسهل البسيط بل يتطلب قدرا عالياً من المسئولية و الإلتزام، وهو تعليم تلعب المصادر الترفيهة و المراكز التعليمية المتوفرة دورا كبيرا في جعله تجربة ناجحة.
ولا تمنع المدارس التقليدية طلابها من الاستفادة من تجربة التعليم المنزلي، بل إن كثيرا من الأطفال يتلقون هذا النوع من العليم في الإجازات الصيفية، أو حتى في أيام الدراسة المعتادة حين يبحثون عن معلومة معينة أو يقومون بتجربة
وختاماً يقول الروائى الأمريكي جورج سانتايانا : الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدارس هو طفل لم يتعلم بعد"
التعليم بحر شاسع يصعب الغوص في أعماقه و الإلمام بكل أسراره وجمانه، والتعليم المنزلي هو أحد الطرق التعليمية التي بدأت تلقى صدى واسعاً بين الأهالي كبديلاً للمدارس التقليدية،حيث تكون للوالدين حرية انتقاء المنهج العلمي لأبنائهم ، وتختلف طرق أولياء الأمور في اختيارهم لطريقة تدريس الأبناء، فهناك من يُفضل الاشتراك أو شراء مناهج معدة مسبقا للتعليم المنزلي ، فيما يقوم آخرون بتعليم أبنائهم المنهج الوطني بطريقة موازية للبلد الذي يعيشون فيه أو بلد آخر يتبنون معاييره التعليمية، و هناك كما ذكرت في الأسبوع الماضي من يتخذ طرقا أكثر مرونة في التعليم بحسب ما يُمليه فضول الطفل و حبه للاستكشاف.
و باختيارهم لتعليم أطفالهم منزلياً يكون لدى الأباء قدرة أكبر في التحكم في المدخلات التعليمية، فيستطيعون استبعاد مواضيع بعينها يرون أنها تتعارض مع نهجهم في تربية أطفالهم و يعززون مبادئ أخرى يرون أن لها أهمية في حياتهم.
وحق الوالدين في اختيار طريقة تعليمهم لأبنائهم يكفل لهم هذا الحق في كثير من الدول إلا أن ما يراه البعض ميزة في تقنين المنهج بحسب منطق الطفل و ميوله، يراه الآخرون عيبا فبيئة التعليم المنزلي غير واقعية ، و المجتمع الخارجي له قوانين و نظم يتعين على الإنسان التأقلم معها.
و بالرغم من أن مناصروا التعليم المنزلي يرون أنه يتعدى كونه نشاطا تعليميا ليمثل أسلوب حياة إلا أن دراسة بروكوسز و زاجدل من بولندا ترى أن الطفل يخسر"تجربة الحياة" حين يتلقى تعليما منزليا ، و تجربة الحياة هي عملية متكاملة في الحياة الاجتماعية حيث يتقبل الطفل أنماط إجتماعية معينة و يتعلم كيف يتعامل مع مشكلات الحياة اليومية. (Prokosz& Zajdel, 2014) .
وتعامل الطفل فيما يتعرض له من مواقف إجتماعية يختلف طبيعيا من طفل لآخر بحسب القدرات الفردية لدى كل شخص، إلا أن المشكلات و التحديات التي يواجهها الطفل في المدرسة تجعله أكثر استيعابا لواقعية الحياة من حوله.
و يرى البعض أن الأطفال الذين يتلقون تعليماً منزليا يكون لديهم قصور في الجانب الإجتماعي و كثيراً ما يكون السؤال الأول الذي يتلقاه أهاليهم : هل لديهم أصدقاء ؟
نعم لديهم أصدقاء و هناك الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي ينخرطون بها .
ومن خلال إحتكاكي بعدد من الأمهات اللاتي قررن أن يقدمن لأطفالهن تعليما منزليا ، أستطيع القول و بكل ثقة أن التعليم المنزلي لا يؤثر سلبيا على مهارات الطفل الإجتماعية إذا ما أحسن الوالدين تطبيقه.
و حتى يستطيع الطفل أن يحقق أفضل ما يمكنه في هذا النوع من التعليم ، تلعب البيئة من حوله دوراً كبيراً ، ففي مجتمع كالمجتمع البريطاني ، هناك الكثير من الوسائل التي ساعد الوالدين ليقدموا تعليما منزليا ناجحا، فهناك أنشطة كشافة في أوقات الصباح مخصصة لمجموعة طلاب التعليم المنزلي، كما أن فصول الجيمناستك و الرياضة لهذه الفئة متوفرة في عدد من مراكز الرياضة المنتشرة. وهناك مراكز تقدم دورات علمية للأطفال في مهارات متنوعة.
كثيرا ما تقوم الأمهات – غالبا الأمهات هن العنصر الفعال في العملية التعليمية- بتنسيق أنشطة لأطفالهن ، فيكونون مجموعة من الأطفال تختلف أعمارهم و لكنهم يشتركون في حبهم للمعرفة و الاستطلاع ، قد ينتمي الطفل لأكثر من مجموعة بحسب اهتماماته. يلتقى الأطفال و يتعلمون في بيئة محفزة و غالبا ما تكون المادة العلمية ضمن دائرة اهتماماتهم، فيقبلون عليها بشغف.
و لأن الأطفال في هذه المجموعات من أعمار مختلفة فترى الطفل يكتسب مهارات في التعامل ليس مع من هم في سنه فحسب بل أيضا من هم أكبر منه سنا و أصغر منه.
مختصر القول هو أن التعليم المنزلي خيار متاح للآباء ليقدموه لأبنائهم إلا أنه خيارا ليس بالسهل البسيط بل يتطلب قدرا عالياً من المسئولية و الإلتزام، وهو تعليم تلعب المصادر الترفيهة و المراكز التعليمية المتوفرة دورا كبيرا في جعله تجربة ناجحة.
ولا تمنع المدارس التقليدية طلابها من الاستفادة من تجربة التعليم المنزلي، بل إن كثيرا من الأطفال يتلقون هذا النوع من العليم في الإجازات الصيفية، أو حتى في أيام الدراسة المعتادة حين يبحثون عن معلومة معينة أو يقومون بتجربة
وختاماً يقول الروائى الأمريكي جورج سانتايانا : الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدارس هو طفل لم يتعلم بعد"