أنا حر

عبارة يرددها الصغير قبل الكبير في مواقف مختلفة , وهي مخرج المواقف الصعبة للهروب من المواجهة , أو طوق نجاة لمن أراد أن يفعل مالا يرغب الآخرون فيه ..
الحرية هل هي حق للجميع ؟؟ أم حاجة من حاجتهم اللازمة لكي يتمتع الشخص بالشجاعة الأدبية ؟؟ إن شعورنا بالحرية والاستقلالية لا تعني الفوضى وعدم الانصياع للأوامر ولكنها تعني المسؤولية القائمة على تحقيق الذات ..
أبناؤنا عندما يرد على لسانهم عبارة أنا حر ما هي إلا تعبير لهم عما يقيدهم و يقيد حريتهم , تلك الحرية التي تفتح أمامهم المجال للانطلاق نحو القوة , وفي اعتقادهم أن هذه القيود سوف تنتهي عندما يكبرون غير مدركين خوف الآباء والمجتمع المستمر عليهم , صغارا وكبارا ولن يستطيع هؤلاء الآباء التخلي عن هذه القيود بسهولة والتي تظهر آثارها مبكرا في سلوك الأبناء على شكل مقاومة عنيفة لما نرغمهم عليه .
أما الكبار فإن تضييق الخناق عليهم باستمرار وشعورهم المستمر بضغط الأعمال وكثرتها يجعلهم يشعرون أنهم كالسائل الذي يريد القياديون أن يعبوه في قالب ليكون كما يريدون والنتيجة الطبيعية لمصادرة الحرية هي الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس والخوف من المسؤولية .
فيبدأ الشخص منهم بالمقاومة الشديدة لتلك السلطة المفروضة عليه إلى درجة التحدي والتصدي حتى أنه لا يعترف بخطئه أبداً بل قد يلجأ إلى رفع الصوت والصراخ بعبارة ( أنا حر )
أيها القادة المحترمون :
لابد من تغيير أسلوبكم في القيادة , استخدموا عبارات تؤكد للجميع إيمانكم بدورهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة في عملهم , ابتعدوا عن الأوامر والنواهي , لأن الطاعة بغير اقتناع تؤدي إلى تأخر الأعمال وإنجازها عشوائياً بدون دقة ولا جودة .
امنحوهم الحرية في الاختيار والحرية في التصرف ليكون شعارهم بدل أنا حر أنا أستطيع أن أتغير وأغير للأفضل وأصل وأوصلكم للنجاح .
فهل تحبون أن تسمعوا عبارة أنا حر مرة أخرى ؟؟


بقلم / إيمان محمد سمباوه ( مشرفة تدريب تربوي تعليم المدينة المنورة )