الحياة اليوميّة والفراغ
صوت المدينة / أهداب السيسي
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ هُمَا، قَالَ : قَالَ النَّبِ ي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ ).
كثير ا ما كان السؤال عن ماذا سنفعل اليوم أو ماذا نفعل الآن مطروحا بشكل يومي دائم ومستمر. كثير منّا ومن أطفالنا يردّدون ويحومون حول هذا السؤال وإجابته في عديد من ساعات اليوم الذي يعيشونه. كلمة "طفشانين" كلمة يتكرر قولها في كثير من البيوت وفي كل مرة ينطق بها قائلها تدق حروفها على الوتر الحسّاس لتعبر عن مشاعر الملل والضيق الذي أقلق صاحبه.
وعندما يحاول احدهم معرفة سبب قول هذه الكلمة وشبيهاتها يكون الرد: " آه، لا يوجد شيء اقوم به ولا اعرف ماذا افعل".
رغم ان بعضهم لو تمهل قليل وتناول في يده قلم ا وورقة لكتب مجموعة من النشاطات والأعمال النافعة في الدنيا والآخرة والممكن فعلها أثناء اليوم وخلل أيام الاسبوع كامل . فإن استمرارية ترديد هذا السؤال على مدار ساعات الليل والنهار إنما تشير إلى وتهمس لنا بشيء مّ ا وراء هذه القضية المربكة. قد يكون هذا الشيء هو حكاية الزمن الجديد التي يرويها حال مجتمعنا بما فيه من أفراد، صغار وكبار، إناث وذكور.
ولكن لنقف دقيقة هنا ونحاول ان نذكر بعض سمات هذا الزمن الجديد وكيف أنه قد يكون وراء قضية هذا السؤال والحيرة والحسرة التي تدور حول الاجابة عنه.
أولا الفردية وغياب الحالة الجماعية في المجتمع، فأكثر النشاطات كما هو معروف تحتاج إلى روح الجماعة لأن الإنسان بطبعه يحب مشاركة غيره من الناس في قضاء وقته وفيما يفعل ويقول، فانتشار هذه الحالة من الفردية وانشغال الناس عن بعضهم البعض لسبب او لآخر في هذا الزمن كان حائل واضحا لما قد يستطيع الفرد القيام به من اعمال صغيرة كانت أو كبيرة في مختلف المجالات وفي كثير من الأوقات.
ثانياً : الغشاوة التي قامت بتشويش الرؤية السليمة للتصرف الصحيح فأصبح البعض يتعامل مع قضية الفراغ وكأن لسان حاله يقول داوها بالتي كانت هي الداء. فقام البعض باللجوء إلى المبالغة في تمضية وقته باللهو والتسالي ظن ا منه أنه بذلك يستثمر ساعات يومه ويبعد عنه شعور الملل والإحساس بالفراغ بينما الحقيقة هي أنه يضيع وقته بما لا ينفعه بشيء ويزيد من ضيقه وقلقه ولو بعد حين.
ثالثاً قلة الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بدور كبير في تشجيع ومساعدة الأفراد بشتى الأعمار لقضاء أوقات الفراغ. فإنه لمن الصعب التغافل عن اهمية دور هذه المؤسسات التي تساعد الناس على تنمية مهاراتهم وإشغال وقتهم بما هو ممتع ومفيد .
فدائما ما يكون الأخ الأكبر ذو المسؤولية والقيادة هو المعين الذي يأخذ بيد اخوته لما هو نافع وصالح.
وأخيرا فإن الفراغ نعمة ولذلك لابد من التعامل مع قضاء وقت الفراغ باهتمام وحكمة، كما أنه لابد من استمرار المحاولة
الجدية في القيام بالأعمال والنشاطات المفيدة الممكن فعلها بدلا من الاستسلم والتكاسل واللجوء للهو ومن ثم التذمر الذي يزيد من حجم المشكلة ولا يعالجها. حينئذ ستبدأ فلسفة استثمار وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة بالانتشار وتبدأ المؤسسات مع الصغار و الكبار في المجتمع بالتعاون على التغلب على قضية الملل وضياع الوقت والتذمر من الإحساس بالفراغ.
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ هُمَا، قَالَ : قَالَ النَّبِ ي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ ).
كثير ا ما كان السؤال عن ماذا سنفعل اليوم أو ماذا نفعل الآن مطروحا بشكل يومي دائم ومستمر. كثير منّا ومن أطفالنا يردّدون ويحومون حول هذا السؤال وإجابته في عديد من ساعات اليوم الذي يعيشونه. كلمة "طفشانين" كلمة يتكرر قولها في كثير من البيوت وفي كل مرة ينطق بها قائلها تدق حروفها على الوتر الحسّاس لتعبر عن مشاعر الملل والضيق الذي أقلق صاحبه.
وعندما يحاول احدهم معرفة سبب قول هذه الكلمة وشبيهاتها يكون الرد: " آه، لا يوجد شيء اقوم به ولا اعرف ماذا افعل".
رغم ان بعضهم لو تمهل قليل وتناول في يده قلم ا وورقة لكتب مجموعة من النشاطات والأعمال النافعة في الدنيا والآخرة والممكن فعلها أثناء اليوم وخلل أيام الاسبوع كامل . فإن استمرارية ترديد هذا السؤال على مدار ساعات الليل والنهار إنما تشير إلى وتهمس لنا بشيء مّ ا وراء هذه القضية المربكة. قد يكون هذا الشيء هو حكاية الزمن الجديد التي يرويها حال مجتمعنا بما فيه من أفراد، صغار وكبار، إناث وذكور.
ولكن لنقف دقيقة هنا ونحاول ان نذكر بعض سمات هذا الزمن الجديد وكيف أنه قد يكون وراء قضية هذا السؤال والحيرة والحسرة التي تدور حول الاجابة عنه.
أولا الفردية وغياب الحالة الجماعية في المجتمع، فأكثر النشاطات كما هو معروف تحتاج إلى روح الجماعة لأن الإنسان بطبعه يحب مشاركة غيره من الناس في قضاء وقته وفيما يفعل ويقول، فانتشار هذه الحالة من الفردية وانشغال الناس عن بعضهم البعض لسبب او لآخر في هذا الزمن كان حائل واضحا لما قد يستطيع الفرد القيام به من اعمال صغيرة كانت أو كبيرة في مختلف المجالات وفي كثير من الأوقات.
ثانياً : الغشاوة التي قامت بتشويش الرؤية السليمة للتصرف الصحيح فأصبح البعض يتعامل مع قضية الفراغ وكأن لسان حاله يقول داوها بالتي كانت هي الداء. فقام البعض باللجوء إلى المبالغة في تمضية وقته باللهو والتسالي ظن ا منه أنه بذلك يستثمر ساعات يومه ويبعد عنه شعور الملل والإحساس بالفراغ بينما الحقيقة هي أنه يضيع وقته بما لا ينفعه بشيء ويزيد من ضيقه وقلقه ولو بعد حين.
ثالثاً قلة الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بدور كبير في تشجيع ومساعدة الأفراد بشتى الأعمار لقضاء أوقات الفراغ. فإنه لمن الصعب التغافل عن اهمية دور هذه المؤسسات التي تساعد الناس على تنمية مهاراتهم وإشغال وقتهم بما هو ممتع ومفيد .
فدائما ما يكون الأخ الأكبر ذو المسؤولية والقيادة هو المعين الذي يأخذ بيد اخوته لما هو نافع وصالح.
وأخيرا فإن الفراغ نعمة ولذلك لابد من التعامل مع قضاء وقت الفراغ باهتمام وحكمة، كما أنه لابد من استمرار المحاولة
الجدية في القيام بالأعمال والنشاطات المفيدة الممكن فعلها بدلا من الاستسلم والتكاسل واللجوء للهو ومن ثم التذمر الذي يزيد من حجم المشكلة ولا يعالجها. حينئذ ستبدأ فلسفة استثمار وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة بالانتشار وتبدأ المؤسسات مع الصغار و الكبار في المجتمع بالتعاون على التغلب على قضية الملل وضياع الوقت والتذمر من الإحساس بالفراغ.
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي