• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025

انا والحــب

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 05-31-2015 04:22 مساءً 1148 زيارات
صوت المدينة / طيبة حسين

تتسابق وسائل الاعلام المرئية بالذات لتكريس جهدها في تثبيت معنى الحب المتهالك في أذهان الأمة بكل أطيافها، فغرس فكر الحب المبتذل بين المرأة والرجل هو غايتها ، ووصفه بأنه الحب الطبيعي الذي ينبغي أن يكون وبدونه لا تكون الحياة الزوجية كاملة وقائمة وذلك بالتالي هو هدفها .

أثقلوا علينا بمسلسلاتهم المتتابعة بكل اللغات وكل الأوقات ، ولم يسلم منهم حتى شهور الطاعات كرمضان وموسم الأجور والقربات والصفقات المربحات كموسم الحج ، لم يرعوا في مسلم إلا ولا ذمة ، ولا خشية أو احترام ، لا خشية الكريم الرحمن ولا احترام عادات بلاد المسلمين .

أفهمونا أنه لا حب إلا بتلك الصفات ، وقيدوه ببعض الترهات ، رجل وامرأة وسفور وخنوع ورقص وابتذال ، وقد نهانا ديننا بكل فخر عن ذلك .

إنهم لم يدركوا أن ديننا العظيم دين الحب الأول بآياته الجليلة ، وسنته النبوية المطهرة وبحكايات سلفه الصالح .

التقاء السماء بالأرض حب ، تناغم الطبيعة حولنا حب ، تلاطم أمواج البحر حب ، تنظيم الله للكون حب ، صرخات صوت الرضيع حب ، مشاركتنا للآخرين أفراحا وأحزانا حب ، بذل الوقت في الطاعة اغتنام العمر في العلم ، ارسال الأنبياء ، وجود الصالحين ، انتصار الخير على الشر ، ومهما تأخر أو تعطل الخير ، انبات الخشوع في قلوبنا ، كل ذلك حب .

وبعد هذا من أوجد هذا الحب ؟

إنه الله : أوجد ، وصنع , وأعطى ، وبارك ، وبعد هذا قابلنا بالحب ( إن الله يحب المحسنين ) البقرة 195، سيحان الله يعطي ويحب ما أكرمك يا الله ، (إن الله يحب المتقين ) التوبة 24 ، ( إن الله مع الصابرين ) البقرة 153 ، وهذا غيض من فيض من كتاب ربنا رب العزة عما يصفون .

الحب رحمة ، الحب عطاء ، من ينبذ حبا كهذا الحب ؟! إذن يحركنا الحب ويعطينا ويعلينا ، فهو فطري في كل ما خلق الله ، من لا يعترف به قليل ونادر ، من لا يعترف به ربما يكون ناكر وجاحد ، ومن لا يعترف به لم يدرك للحياة طعم ، ولن يجد لها لذة .

نعم الله التي لا تنقطع هي حب ، من يعطيك يحبك أو يستدرجك ، فأي نوع من العطاء تريد ، عطاء الحب أو عطاء الاستدراج ، وبعقل الانسان واختياره يجعله ما يريد من العطائين ( وهديناه النجدين ) البلد 10 ، ويكون الحب : (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) النحل 118 .

وورد في الحديث القدسي : (( حقت محبتي للمتحابين فيّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ )) رواه أحمد 4/ 386 , وابن حبان 3/ 338 , وصححه الألباني في الترغيب والزهد 3019 – 3020- 3021 .

أليس كرم الله حب ، والعطاء , والرحمة ، والتسامح والتغافل ، والتوقف عند حدود الله حب ، أكرر عجيب يعطيك ويحبك ، فما أجمل الحب من الله ولله ومع الله ( وهو الغفور الودود ) البروج 14 .

وجه عليه من الحياء سكينة ومحبة تجري مع الأنفاس

وإذا أحب الله يوما عبده ألقى عليه محبة للناس

والحب في سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام أمر يصعب إدراكه بالكتابة ، ألم يصف الزبير بن العوام بأنه حواريه ، وأبو بكر وعمر بأنهما وزيراه ، وجعل حذيفة بن اليمان كاتم سره ، ولقب أبا عبيدة عامر بن الجراح بأنه أمين أمته ، ألا يدل ذلك على الحب في صحابته رضوان الله عليهم أجمعين .

أما حبه لنسائه : عن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صل الله عليه وسلم : من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة , قال : من الرجال ؟ قال : أبوها , قلت : ثم من ؟ قال : عمر . متفق عليه .

والحكايات كثيرة عن الحب المتبادل بين الرسول عليه السلام وأصحابه وبينه وبين نسائه . لا مجال لذكرها الآن مع رجاء العودة إلى كتب السلف لاستلهام معنى الحب .

ومن هنا أقول : إن الحب أعظم من تلك العقول محدودة التفكير ، وهو أجل من نفوس خنعت له دون إطلاق لمعناه في كل زوايا الحياة وحتى الممات .

(( اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربني إلى حبك )) .

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر